|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاتصال الذي غيّر كل شيء “وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً، ويُرفَض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكَتَبة، ويُقتَل، وبعد ثلاثة أيام يقوم… ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم: “من أراد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”” (مرقس 8: 31، 34) اختبرتم جميعاً أوضاعاً كانت فيها الحياة رائعة وكانت مهنتكم وعلاقاتكم ممتازة وخالية من الضغوطات وكان أفراد عائلتكم بصحة جيدة. وفجأةً، وردكم اتصال هاتفي ينقل لكم خبر حادث أو وفاة أو مرض ولدكم أو والدكم أو خسارة وظيفتكم… أياً كان الاتصال، تغيرت الأمور بالنسبة لكم ولعائلتكم، ولم تعد هناك إمكانية للعودة إلى الماضي. أعتقد أن الشعور عينه انتاب بطرس والرسل عندما سمعوا يسوع يقول أنه سيتألم ويموت. فكل شيء كان يجري على خير ما يرام مع يسوع وأصدقائه فيما كانوا يسافرون من بلدة إلى أخرى لتعليم الجموع وشفاء المرضى. إنجيل الأحد الفائت يشكل نقطة تحول فيما ينطلق يسوع في رحلته إلى أورشليم حيث سيعاني من الخيانة والنبذ والتعذيب قبل الموت على الصليب. على الرغم من أننا نعلم أن القصة تنتهي بالقيامة صباح الفصح، إلا أن القيامة حدث بعيد في المقطع الذي سمعناه الأحد الفائت. لم يكن بطرس والرسل مُحضَّرين ليسمعوا أن أمراً رهيباً يلوح في الأفق. عندما سأل يسوع: “من تقولون إني أنا؟”. أجاب بطرس: “أنت هو المسيح”. هذا تعبير عظيم عن إيمان بطرس، لكنه كان مشحوناً أيضاً بالتضمينات السياسية والثقافية. فقد كان بطرس والعديد من أتباع يسوع يظنون أن المسيح سيكون الملك المنتظر الذي سيحمل العدل والازدهار لشعب إسرائيل المظلوم. لكن يسوع يوضح أنه ليس هذا المسيح وأن أتباعه لن يتمتعوا بامتيازات ملكية. يوضح يسوع أن من يريد أن يكون تلميذه الحقيقي يجب أن يقتدي به: “من أراد أن يتبعني، فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. بإمكان تداعيات – أو “ثمن” – التلمذة أن تتخذ شكلين. أولاً، من خلال قول “نعم” ليسوع، نضع جانباً عن طيب خاطر أساليب التفكير والعمل التي تتنافى مع الحياة المسيحية. فالتلمذة الأمينة تتطلب أن نضحي من أجل مصلحة الآخرين ونعزز السلام والعدل ونلبي مشيئة الله في كل ما يواجهنا. هذا يعني أن نكون محبين ونتمتع بالرجاء. وثانياً، من خلال قول “نعم” ليسوع، نتحمل معاناة جسدية وحتى الموت من أجل يسوع والإنجيل. فهناك العديد من المسيحيين الذين عانوا ولا يزالون يعانون بسبب إيمانهم بيسوع. عن هذا الواقع، قال البابا فرنسيس: “ليجعلنا الرب اليوم نشعر ضمن جسد الكنيسة بالمحبة لشهدائنا وأيضاً بدعوتنا إلى الاستشهاد. لا نعلم ما سيحصل هنا: لا نعلم”. إذاً، فيما نعانق الصليب ونقبل تداعيات اتباع يسوع المسيح، بإمكاننا أن نجد الراحة والقوة بمعرفتنا أن الصليب لم يكن النهاية بالنسبة إلى يسوع، وليس النهاية لقصتنا نحن أيضاً. يسوع انتصر على الموت. والقيامة تحوّل الصليب إلى رمز رجاء وحياة. قال يسوع: “من يخسر حياته من أجلي، فإنه يربحها”. ما من يوم يمضي من دون خسائر… هذه الخسائر الصغيرة تستطيع أن تسبب لنا التذمر فنعتبر الحياة غير عادلة. ولكن، إذا عشنا هذه الخسائر من أجل يسوع، أي في شركة مع موته الفدائي، حررتنا خسائرنا من أنانيتنا وفتحت قلوبنا على الحياة الجديدة الآتية من الله. |
|