|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي رسالة القدّيس يعقوب ٢ / ١٤ – ٢٦ يا إخوتي: مَا النَّفْعُ، يا إِخْوتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيْمَانًا ولا أَعْمَالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ الإِيْمَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِذَا كانَ أَخٌ أَو أُخْتٌ عُرْيَانَيْن، يُعْوِزُهُمَا القُوتُ اليَّومِيّ، ووَاحِدٌ مْنكُم قَالَ لَهُمَا: «إِذْهَبَا بِسَلام، وٱسْتَدْفِئَا وٱشْبَعَا»، وأَنْتُم لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الجَسَد، فَأَيُّ نَفْعٍ في ذلِكَ؟ كذلِكَ الإِيْمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ. ورُبَّ قَائِلٍ يَقُول: «أَنْتَ لَكَ الإِيْمَان، وأَنا ليَ الأَعْمَال»، فأَقُولُ لَهُ: أَرِنِي إِيْمانَكَ بِدُونِ الأَعْمَال، وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي. أَتُؤمِنُ أَنْتَ أَنَّ اللهَ وَاحِد؟ حَسَنًا تَفْعَل! والشَّياطِينُ أَيْضًا تُؤْمِنُ وتَرتَعِد! أَتُرِيدُ أَنْ تَعْرِف، أَيُّهَا الإِنْسَانُ البَاطِلُ الرَّأْي، أَنَّ الإِيْمَانَ بِدُونِ الأَعْمالِ عَقِيم؟ أَمَا تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَال، لَمَّا قَرَّبَ إِسْحقَ ٱبْنَهُ على المَذْبَح؟ فأَنْتَ تَرَى أَنَّ الإِيْمَانَ كانَ يُعَاوِنُ أَعْمَالَهُ، وبِالأَعْمَالِ صَار إِيْمَانُهُ كامِلاً. فتَمَّ الكِتَابُ القائِل: «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا»، ودُعِيَ خَلِيلَ الله. تَرَوْنَ إِذًا أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالأَعْمَالِ لا بِالإِيْمَانِ وَحْدَهُ. كذلِكَ رَاحَابُ البَغِيّ: أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَال، لأَنَّهَا ٱسْتَضَافَتِ الرَّجُلَينِ المُرسَلَيْن، وصَرَفَتْهُمَا بِطَرِيقٍ آخَر؟ فَكَما أَنَّ الجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ مَيْت، كَذلِكَ الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت. التأمل:”وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي.” لو أنك تسمع امرأة تقول:”زوجي يحبني كثيرا ولكن كلمة واحدة جميلة لا يسمعني..” ستقول لها فورًا:”مسكينة أنت، هو لا يحبك”.. لو قال لك أحدهم:”أنا أحب ولدي، لذلك أقسو عليه وأربيه بالضرب والتعنيف يوميا” ستبادره بالملامة على تصرفه الغريب والبعيد عن ما يدعيه من أبوة وحنان. لو سمعت أحدهم يبرر تصرفه العنيف مع رفيقه قائلا:” ضرب الحبيب.. زبيب” ستقول له:” لا تحبه ولا تضربه”.. لو شاهدت الاخوة كيف يصنعون الشر ببعضهم البعض وقال لك واحد منهم “أنت مثل أخي” ، حتما ستهرب منه نافضا عن قدميك غبار منزله.. لو سمعت الجملة الشهيرة :”اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم” ستقول في قرارة نفسك:”لن أسمع ولن أعمل”.. لو شاهدت الدكتور الذي أقام الدنيا وأقعدها عن مضار التدخين… يُدخّن.. ستتوجه اليه وتصرخ في وجهه:”أيها الطبيب.. طبب نفسك” ألسنا من دعاة الايمان فقط في شفاهنا؟؟ ألا نحمل الناس أحمالا كثيرة ولا نمسها بإحدى أصابعنا؟؟ ألا نصفي المياه من البعوضة ونبلع الجمل؟؟ اجعل يا رب شفاهنا قريبة جدا من آذاننا، واجعل ما نقوله نفعله، وان يكون ايماننا متجسدا في أعمالنا، أعطنا صفاء الفكر وصدق الالتزام وقوة الإرادة وشجاعة الشهادة. آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي |
وأَنَا أُحِبُّهُ |
+ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ + |
فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ |
بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَبِالإِيمَانِ وَحْدَهُ |