|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَٱغْفِرْ لَه إنجيل القدّيس لوقا ١٧ / ١ – ٤ قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار. إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم: إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَأَنِّبْهُ، وَإِنْ تَابَ فَٱغْفِرْ لَهُ. وإِنْ خِطِئَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ في اليَوْم، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَائِلاً: أَنَا تَائِب، فٱغْفِرْ لَهُ». التأمل: “الوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِه… الشكوك” يخبرنا الكتاب المقدس أن امرأة أيوب كانت تشكك زوجها برحمة الله ومحبته، فجاءت تسحب قلب زوجها للتجديف، تسخر منه وتعاتبه لانه يصبر على المرض والبلاء والشدة ولا ينحني أمام قوة التجربة، بل كان قلبه محبًا لله، مسبحاً وشاكراً على كل شيء… وكان اليهود قديمًا في زمن المسيح يعاقبون مرتكبي الجرائم الكبرى بربط عنقهم في حجر وإلقائهم في أعماق المياه، كي لا يكون لهم فرصة أخرى للنجاة، لكن يسوع لا يريد هذه العقوبة البشعة بل يحذر من خطيئة التشكيك ونصب العثرات أمام صغار النفوس والبسطاء، فمن يشكك هؤلاء يكون متحجراً داخلياً وغارقاً في بحر النفاق، وهذا أشد خطورة من الغرق الجسدي في البحر ولو رُبط الإنسان بحجر في عُنقه!!! يحذرنا الرب من الشكوك التي لا بُدَّ أن تأتي لكن ليس عن يدنا وأولى الشكوك وأخطرها على الإطلاق تحجُّر القلب، فصاحب القلب المتحجر يحمل طباعاً صعبة وعقلية قاسية منغلقة لا تترك مجالاً لنسمات الروح أن ترطب الأجواء برائحة الحب والغفران، فَمَن لا يعرف حب الله والناس، فلا يقدر أن يغفر ويسامح، لذا خيرٌ له أن يُربط في عنقه برحَى الحمار(حجر المطحنة)، من أن يحمل هذه الطبيعة المتحجّرة والعنُق القاسي الغليظ! فهو بمواقفه المتحجرة أشد قساوة من الحجر وأثقل على الآخرين من رحى الحمار… يحذرنا الرب أن هذه العقوبة يستحقها من يشكك صغار النفوس بصدق ونزاهة الآخرين، فيختلق التهم الكاذبة بحق من يعمل في سبيل الخير والحق وميلاد الحياة… يقول عن شخصٍ أو جماعة تخدم في حقل الرب والإنسانية بمجانية أن لهم غايات دنيئة، كالربح والمركز والمكاسب المادية، فيتعثر هؤلاء الصغار ويسقطون!!!! لذلك يقول الرب:”ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ… الشكوك”. أو يختلق الاكاذيب والاحداث المشبوهة التي هي من صنع مخيلته المريضة بداء “الفِتَن” التي يسهل تصديقها لافشال مشروع يدرّ الخيرات والبركات لأبناء بلده… أو يسعى بكل ما أوتي من غلاظة وخبثٍ إلى إفساد الافراح وتحطيم الإنجازات وتسخيف النجاحات، يقف على باب المعرفة، لا يدخل ولا يسمح لغيره بالدخول… أليست الانانية هي سبب رئيسي لكل المآسي تقريباً بين الإخوة؟ أليس الطمع هو سوسة “تنخر” العلاقات السليمة “الأخوية” من الداخل وتحطمها من الخارج؟ أليس الحسد هو أشد العثرات فتكاً؟ وعدم الغفران هو أشهر العثرات على الإطلاق؟ ما الذي يجعلنا نعيش السماء على الارض؟ يجيب أحد آباء الروح: “الغفران” لسبعين مرة سبع مرات… أي الانطلاق والتوجه نحو الاخر دون توقف مهما كانت الأسباب… أغفر لنا يا رب ذنوبنا وخطايانا وعثراتنا وشكوكنا كما نحن نغفر لمن خطىء وأساء إلينا. آمين |
|