المسيحية والعنف -( بخصوص حادث الانبا ابيفانيوس)

[walaa farouk]

المسيحية هي ديانة المحبة هي التعاليم الإلهية التي وضعها رب المجد وسلمه لرسله رسالة الخلاص للعالم كله . خلاص غايته الحب ودافعه أيضا الحب .
لم تعرف ابدا المسيحية العنف ولم يمارس الرب يسوع ابدا اي عنف بل كانت رسالته دائما المحبة والتسامح حتى للأعداء .
وضع تعاليم من السمو التي جعلت كثيرون على مر التاريخ يحتارون فيها ! فكيف أحب أعدائي واسخر للميل الثاني وايضا أصلي من أجل من يسيء إليها
تعاليم سماوية تحتاج معونة إلهية ونعمة لتنفيذها.
لذلك كان ومازال الإيمان المسيحي إيمان يختلف عن مفهوم العالم وأسلوب وشكل أهل العالم .
المسيحية هي رسالة حب قدمه السيد المسيح من أجل البشر حب جعله يموت عوضا عن الإنسان ويدفع ثمن خطيته ويعيده مرة أخرى لرتبته الأولى إنسان على صورة الله .
هذه هي المسيحية كانت ولازلت وستستمر .
والتاريخ المسيحي للكنيسة الأولى او حتى كنيستنا القبطية يؤكد لنا أن المسيحية دائما كانت بعيدة عن اي عنف .
فالمسحيين في القرون الأولى لم يمارسوا العنف ابدا حتى ضد من اضهدهم وكانوا يساقوا الي الذبح والتعذيب دون اي مقاومة أو دون لي ممارسة للعنف وحتى يومنا هذا نجد رد فعل من يتم اضهادهم متسامح جدا دون اي عنف مقابل لماذا لأن كما ذكرنا لا توجد أي تعاليم في المسيحية تؤيد العنف او الانتقام او رد الفعل على عنف بعنف .
بل ونجد حتى مع المبتدعين والهراطقة لم تمارس الكنيسة معهم أي عنف .
فرغم أن اريوس المبتدع كان في الإسكندرية ولكن لم يعتدي عليه الأقباط بعد بدعته ورغم اضطهاد القديس اثناسيوس على أيدي الاريوسيين لم يمارس العنف ضده او يحرض ضده ابدا بل كان يقاوم الفكر بالفكر وعلى العكس هو من تم اضطهاده ونفيه من أجل التمسك بالإيمان السليم
كذلك القديس كيرلس الكبير والذي يحاول البعض كذبا نسب حادث مقتل هيباتيا له وهو بعيد كل البعد عن أحداث الشغب هذه نراه لم يتكلم بالسوء او يحرض ضد نسطور الهرطوقي بل كان يقاوم فكره بفكر .
بل والعجيب أن نسطور بعد مجمع افسس تم نفيه الي صعيد مصر في مدينة اخميم وبقي هناك حتى مات ودفن ولم يعترض له أحد او يقتله مثلا رغم ان هرطوقي وتم الحكم عليه في مجمع مسكوني!
وهكذا عاشت الكنيسة بعيدة عن العنف سواء ممارسته او التحريض له .
ورغم ما مرت به كنيستنا القبطية من أهوال اضطهاد مرير على مدار تاريخها لم نجد بها تنظيمات او حركات تمارس العنف او تدعو إليه !
لذلك كان من المؤسف بعد الحادث المؤلم من مقتل نيافة الانبا ابيفانيوس أسقف دير أبو مقار ان نجد بعض المسيحيين للأسف الشديد استغلوا هذا الحادث وادعوا انه بسبب اختلاف في العقيدة او الفكر وادعوا أن هناك حركات تحريضية تدعو للعنف كانت سبب في الحادث وكلام كثير استغله البعض للإساءة للكنيسة والمسيحية للأسف الشديد!
ثم وجدنا بعض الصحف الصفراء والسوداء وبعض صحفي الإثارة والتحريض تلتقف هذه الادعاءات وتزيد عليها أن هناك تنظيمات سرية او جماعات عنف داخل الكنيسة تسببت في الحادث !
بل ووصل الجنون ان يتم اتهام آباء داخل كنيستنا بذلك !
وللأسف الشديد لا نلوم مثل هؤلاء الصحفيين لأن نواياهم معروفة ولكن نلوم بالاكثر من أعطاهم الفرصة وردد هذه الادعاءات اولا !
ثم تكشف قوات الأمن الحادث ومدبره وفاعله ويتضح انها خلافات مع بعض الرهبان واسقف الدير وجميعها خلافات مادية او إدارية ورغم انكشاف هذه الحقيقة ولكن تبقى آثار ما تم نشره من ادعاءات كاذبة لتترك أثر سيء على الأقل لمن هم في الخارج !
كذلك كون أن من قام بهذه الحادثة راهب فهذا لا يضير الرهبنة في شيء فهذا اولا حادث فردي لا نبالغ أن قلنا انه اول حادث في تاريخ الرهبنة بهذا الشكل وثانيا لأن الراهب في النهاية إنسان تحت الضعف معرض للسقوط والخطية وتاريخ الرهبنة وبستان الرهبان يخبرنا عن بعض القصص لرهبان بدوا بالروح واكملوا بالجسد وايضا رهبان لم يكونوا رهبان في الحقيقة ورهبان أخطأوا وتابوا والرب قبلهم. المهم أن أي حادث فردي لا يضير الرهبنة ولا يسيء الي الرهبان فهناك آلاف الرهبان القديسين يملاون الأديرة يعيشوا حياة ملائكية ويصلوا من أجل العالم .
والخلاصة
التعاليم المسيحية ضد اي عنف حتى لو كان هناك اختلاف في الفكر او حتى الإيمان فالرد يكون بالفكر وليس ابدا بالعنف فهذا ليس من المسيحية .
أيضا الرهبنة القبطية حياة ملائكية ممتدة لقرون عديدة اخرجت لنا ملائكة ارضيين ومازلت .
واي حادث فردي هو حادث فردي صاحبه المسؤل عنه وليست أي تعاليم او مفاهيم فهذا لا يوجد إطلاقا في إيماننا يضيره هو فقط ولا يضير ديره او كنيسته او الآخرين .
ومن له اذنان للسمع فليسمع

[Mary Naeem]

واي حادث فردي هو حادث فردي صاحبه المسؤل عنه وليست أي تعاليم او مفاهيم فهذا لا يوجد إطلاقا في إيماننا يضيره هو فقط ولا يضير ديره او كنيسته او الآخرين .
ومن له اذنان للسمع فليسمع

آمين يا رب

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى