يجرنا الشيطان الى أفكار اليأس ، حتى يقطع رجاءنا فى الله ، فالرجاء هو هلب (مرساة) الامان، ينبوع حياتنا، قائدنا فى الطريق المؤدى الى السماء ، خلاص للنفوس الهالكة .. فقد قيل «لأننا بالرجاء خلصنا» (رو 24:8) .
الرجاء ، بالتاكيد يشبه حبلاً قوياً مدلى من السموات ، يعين أرواحنا ، رافعاً من يمسك به بثبات ، فوق هذا العالم وتجارب هذه الحياة الشريرة ، فإن كان الانسان ضعيفاً وترك هذا الهلب المقدس، للحال يسقط ويختنق فى هوة الشر .
والشيطان يعلم ذلك ، فعندما يدرك أننا متضايقون بسبب شعورنا بأعمالنا الشريرة، يضع فى نفسه أن يلقى علينا حملاً إضافيا أثقل من الرصاص ، وهو القلق الناشئ عن اليأس ، فإن قبلناه يتبع ذلك حتماً انجذابنا الى تحت بسبب الثقل ، تاركين ذلك الحبل ، ساقطين فى عمق البؤس الذى انت فيه الآن ، ناسين وصايا الله الوديع المتضع، متوقعين انذارات الطاغية القاسى وعدو خلاصنا الذى لا يغفو ، كاسرين النير الهين وملقين عنا الحمل الخفيف، لنضع بدلاً منهما طوقاً حديدياً ، معلقين على رقابنا حجارة طاحونة ثقيلة .
القديس يوحنا ذهبي الفم