|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا بعضهم هشّموا أجسادهم بالتقشّف، ولكن أعوزتهم الفطنة، فابتعدوا عن الله (الأنبا أنطونيوس) إنجيل القدّيس متّى ٢٣ / ١ – ١٢ كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون.فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون.إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم.وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي!أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة.ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح.وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم.فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع. التأمل:”ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا…” يستفيق العالم كل يوم على أخبار جرائم الإنسان بحق الإنسان مع ما تحمله من صدمات ورعب وما تخلفه في النفوس والعقول والقلوب من أزمات عميقة خصوصاً لدى الأطفال… كل هذه الجرائم الغوغائية تحصل في حق الانسانية، ومصل حقيقة السلام والحياة في متناول البشرية ولا تأخذه!! الارض تغتال من قبل سكانها وجرعة بسيطة من “مصل الحياة” كفيلة بأن تعبر بالانسان من الوحشية والاجرام الى الهدوء والسكينة والسلام.. هذا ليس ادعاء إنه حقيقة، فالإنسان لا يولد مجرما”، بل يصبح كذلك بفعل التربية والتنشئة السيئة من البيت الى الحي والمدرسة وصولاً الى الجامعة ودور العبادة ووسائل التواصل الاجتماعي.. لو أخذنا قرارا اليوم في الارض كلها أن نربي أولادنا على حقيقة أننا “جميعنا أخوة” لنا معلم واحد ورب واحد ومصير واحد، بعد عشرين سنة من الان ستفرغ براميل الحقد من محتواها التي تزرع في عقول الناس وتولد براميل البارود التي تلقي الرعب في قلوب البشر… لو أخذنا قراراً اليوم في الارض كلها أن نعلِّم في مدارسنا وجامعاتنا أن “الأَعْظَمُ بيننا خَادِمًا لَنا” لاستعدنا الحب والألفة في المجتمعات كلها بعد سنوات قليلة… لو أخذنا قرارا اليوم على المستوى الشخصي والجماعي أن نتبع القاعدة البسيطة التالية:”مَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع” ألا نستعيد الفرح والسلام في غضون أيام؟؟؟ كلنا يشارك بطريقة أو بأخرى في جريمة “اغتيال الحب” في العالم… وكلنا يتفاعل مع هذا الذنب بطريقة أو بأخرى، وكلنا لديه الوصفات الجاهزة لعلاجه… طرد “الذنب” بالازدراء يجعل الحياة لا تعاش… خنق “الذنب” بالكبرياء يجعل الانسان غير مسؤول.. إخفاء “الذنب” بالخوف يجعل الحياة لا تحتمل… تجاهل “الذنب” عن قصد يدمر الحياة… إنكار “الذنب” بالبراءة تجعل جراثيم الكراهية تنتشر بسرعة قياسية… أما مواجهة “الذنب” بمصل الحياة وتسليمه لنعمة الله فهو الطريقة الوحيدة التي تشفي البشرية من مرض “القتل” وإعادة السلام المفقود الى القلوب والعقول والنفوس… يا رب السلام أمطر علينا السلام. آمين |
|