|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنطلقت تجرى و هى تلوح فى الهواء بكفيها و تلملم بقايا خلقاتها المبعثرة لتستر عريها , تضرب الأرض بقدميها الهاربتين المرتعشتين , فتوقظ التراب الساكن , و تنتهك السكون الحالك .. تركض فى الظلام زائغة العينين , تتلفت خلفها فى هذيان موحش , تلهث بأنفاس متقطعة , متلاحقة مرتجفة تبحث عن ظل يأويها , و تترجى شقوق الأرض أن تبتلعها و تُخفيها ... بينما العيون تتلصص عليها من خلف النوافذ المتهالكة .. الجموع تركض خلفها و دوى صرخاتهم يلاحقها ,, يتعالى صوت نباحهم و يسيل اللعاب من نصول أنيابهم , استعدادا للنهش , كل الأصابع تشير عليها , وكل الشفاه تصرخ باسمها .. "" نعم إنها هى الزانية , هى المجرمة إرجموها كما اوصانا موسى , إقتلوها و إغسلوا عارها بدمها , خلصوا العالم من شرها , انقذوا البشرية من فعلتها , طهروا أنفسكم من زناها و لعنتها , مدينتنا مقدسة لا يسكنها الزناة و الخطاة , و جميعنا أبرار , تتدلى منا اللحى على الصدور .. _ يقذفونها بألسنتهم و بحجارتهم .. و هى مازالت تجرى مضطربة تتساقط و تقوم عشرات المرات و كأن الأرض تُعاندها و تُخفى الندوب و الحفر لتوقعها .. فتتعثر هذة المّرة وتخور و تتكعور فى رعبها ,, وتقع صريعة تحت أقدامهم ,و فريسة تتخاطفها أياديهم , . . و هى تتوسل و تسترحم بدموعها المرتجفة لقلوب أضحت كالقبور الموحشه .يفوح منها العفن و الموت .. يكبلونها و يسوقونها اليه و يقيمونها فى الوسط كذبيحة يفرغون عليها مقتهم و غضبهم و قسوتهم و شرورهم ...يكبشون بأياديهم الحجارة و يسنون ألسنتهم بالادانة فهم الشيوخ و الرؤساء و الكتبة و الفرسيون الابرار , يتخذون منها حجة عليه تارة بالتبجح و التثعلب فى مكر و خبث , و تارة بالمسكنة و التندر و الحيلة "انه المعلم العارف بالحق و الناموس و الشريعة فلن يحيد عنهم.. قالوا له "أحكم يا معلم هذة المرأة أُمسكت فى ذات الفعل , و موسى اوصانا أن ترجم , فماذا تقول انت ؟" أما هو فإنحنى ليخط باصبعه على التراب ,, كتب و دفن ما قد كتبه كى لا نعرفه نحن فمازال يستر و لا يفضح , مازال يغفر و لا يدين , مازال يداوى و يصفح ثم قام و وقف فى وجههم كالشلال الهادر فروّع قلوبهم قائلا " من كان منكم بلا خطيه فليرمها بحجر " حدث ضمائرهم فوخزنهم و أنبتهم كمناخس فى الروح .. وفجأة كان الصوت الوحيد الذى يُسمع فى المكان هو صوت إرتطام الأحجار بالأرض و تبعتها أصوات أقدامهم و هى تهرول مسرعه بالخروج .... و بقيت المرأة وحدها ماتزال فى الوسط يتدلى شعرها على وجهها مبتلا بعرقها و خزيها ,, لا ترفع عينيها و لا تدافع عن نفسها بكلمة أما هو فى وداعة و تحنن قال لها "" اذهبى و لا تخطئى ايضاً " نعم فقط كانت كلماته هى البلسم الشاف للعار و الخطية , جمع بلطفه فتات قلبها المكسور و المفضوح . عافى نفسها المشتتة المسكينة وهبها الصفح و الغفران , فخرجت مُطهرة ، مبررة و مخلوقه من جديد ! |
30 - 06 - 2018, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مازال يداوى و يصفح
جمع بلطفه فتات قلبها المكسور و المفضوح . عافى نفسها المشتتة المسكينة
وهبها الصفح و الغفران , فخرجت مُطهرة ، مبررة و مخلوقه من جديد ! موضوع مميز ربنا يباركك |
||||
30 - 06 - 2018, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مازال يداوى و يصفح
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا ليت الفلتر يصفي نياتهم مثل ما يصفي وجوههم |
حضن يشفي و يداوي التعبانين |
لى رجاء ان الله مازال يشفى |
شاطئ دياني |
مازال الرب يشفي |