|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" رآه أبُوهُ، فَتَحَنَّن" . في الحادي والعشرين من شهر حزيران من كل عام، يحتفل العالم بعيد الأب. إن أول من فكر بتكريم الأب وتخصيص يوم له، كانت الفتاة الأميركية "سونورا سمارت دود". فحين كانت في الكنيسة تسمع عظة بمناسبة عيد الأم في العام 1909، فكّرت بأن أمها ماتت منذ طفولتها وتذكَّرت أباها الذي كرّس حياته ووقته في تربيتها مع خمسة أخوة وأخوات لها، فتساءلت ألا يستحق أبي والآباء التكريم؟ وبما أنَّ فكرتها لاقت آذانا صاغية، فقد أقيم أول احتفال بعيد الأب في 19 حزيران 1910. أجرت إحدى المؤسَّسات المختصة دراسة على أولاد عاشوا بدون أب، فتبيَّن لها أنَّه في مرحلة الطفولة، أي قبل بلوغ الخمس سنوات، أثّر غياب الأب على نفسية الأطفال ونموهم الاجتماعي، إذ صاروا أكثر سلبية وعدائية وأقل تنظيمًا. إلاَّ أنهم تخطَّوا هذه المرحلة عندما كبروا واحتضنتهم الأم. كما أن دراسات أخرى أظهرت أنه عندما يصرف الأب وقتًا كافيًا مع أولاده، فإن تعلُّقهم به لا يقلّ عن تعلقهم بأمهم. وبالتالي، إذا أردنا عائلة سليمة متماسكة نفسياً وروحياً، فنحن بحاجة إلى تعاون قُطبي العائلة الأب والأم ليعملوا معاً جنباً إلى جنب. تقول الوصية الخامسة من الوصايا العشر: "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خروج 20: 12). فإكرام الأب والأم هي وصيّة إلهية قديمة. يخبرنا البشّير متى (15: 1-9)، أن المسيح وجّه انتقاداً لاذعاً إلى الكتبة والفريسيين لأنهم انتقدوا بقسوة تلاميذه لعدم غسل أيديهم قبل الأكل، وتساهلوا في تطبيق وصية الله الخامسة، بإكرام الأب والأم، بتقديم مبررات من تقليدهم الفريسي، التي تسمح لهم بالتهرُّب من إكرام أهلهم. وفي رسالته إلى أهل أفسس، دعا الرسول بولس أعضاء الكنيسة إلى إعطاء مكانة خاصة لآبائهم وأمهاتهم في الاكرام، مستنداً إلى الوصية الخامسة من الوصايا العشر. قال لهم: "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هَذَا حَقٌّ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ" (أفسس 6: 1-2). إن أعظم صورة للأب استخدمها الرب يسوع المسيح في المثل الذي يسميه البعض مثل "الابن الضال"، والذي يجب أن نسميه مثل "الأب المحب" في (لوقا 15 : 11-31 ). في هذا المثل، يبرز المسيح الله كأب حنون محب، غافر لا يفرحه شيء إلاّ عودة ابنه إليه. ففي تفاصيل المثل يخبرنا البشّير لوقا، أنه بعد أن قرر الابن العودة إلى أبيه والاعتراف له بخطاياه وتوجّه باتجاه البيت. فإنه عندما رآه أبوه قادمًا نحوه، نسي كل الإساءات الكثيرة التي سببها الابن له، وفكّر فقط في العلاقة التي تربطه فيه. إنها علاقة أب بابن، علاقة عائلية. على هذا الأساس تصرّف الآب. استخدم لوقا كلمات مليئة بالحنان والعطف والمشاعر الجيّاشة، ليصف شعور الآب، واضعا أمامنا مشهداً درامياً بامتياز. فقال "واذ كان لم يزل بعيدا، رآه أبوه، فتحنن... وركض... ووقع على عنقه... وقبّله..." (لوقا 15 : 20).. وعند اعتراف الابن بخطاياه لأبيه وطلب منه الغفران، كان لدى الابن طلباً خاصا من أبيه، هو أنْ يرجع إلى البيت كأجير، لأنه بسبب ما فعله من اساءات، لم يعد يستحق أن يرجع الى البيت كابن. لهذا قال له، "اجعلني كأحد أجراك" (لوقا 15: 19). لكن الأب رفض هذا الطلب وأصرّ على معاملته كابن وليس كأجير. استقبله في البيت، طالبا من عبيده أن يُلبسوه الحُلَّة الأولى التي كان يلبسها عادةً ذوي المراكز الرفيعة، ليؤكد لإبنه أنه لا يزال يملك مركزًا رفيعًا في البيت. وأن يضعوا خاتمًا في يده والخاتم هو علامة السلطة، ليؤكد له أنه لا يزال له سلطة في البيت. وأن يلبس حذاء في رجليه حتى يميّزه عن العبيد الحُفاة، ويؤكد أن ابنه لا يزال حرًا. وأخيرا، أن يذبحوا له العجل المسمن الذي كانوا يعلفونه ويسَمّنونه ليُذبح في مناسبات هامة. ولم يجد الأب مناسبة أهم وأسعد من مناسبة رجوع ابنه إليه. وهكذا أقام احتفالاً كبيرا بعودة ابنه الذي كان ميّتاً فعاش وكان ضالاً فوجد. دعونا بمناسبة عيد الأب، نتذكَّر ما تحمل صورة الأب من معان عميقة لنا، نستمدها من أبوَّة الله لنا التي اختبرناها في ابنه يسوع المسيح. فصورة الأب السامية هذه، ستبقى مثالاً يُحتذى منا لاكرام آبائنا وأمهاتنا والحفاظ على عائلاتنا. كل عيد أب وأنتم بخير |
21 - 06 - 2018, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عيد الأب
كل عيد أب وأنتم بخير |
||||
22 - 06 - 2018, 12:11 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: عيد الأب
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
|