« بَارك يا ربّ من يعادونني، كما أُباركهم أنا أيضا ولا ألعنهم،
لقد دَفع بي أعدائي إلى أحضانك، أكثر مما فعله أصدقائي!
سمّرني الأصدقاء بالأرض، ولكن الأعداء حرروني منها...
لقد اعترفوا بخطاياي أمام العالم بدلاً مني...
حقّاً، قد حررني من يعادونني من قيودي!...
بَارك يا ربّ من يعادونني، كما أُباركهم أنا أيضا ولا ألعنهم،
باركهم وكثّرهم، كثّرهم واجعلهم أشدّ عداوة لي...
لكي يسود الهدوء الحقيقيّ نفسي!! ...
لكي يصبح قلبي مقبرة لشّري الغضوب والكبرياء فيَّ،
لكي أقدر أن أجمع الكنز السماوي داخلي ...
بَارك يا ربّ من يعادونني، كما أُباركهم أنا أيضا ولا ألعنهم،
علّمني من يعادونني ما لم يعلّمه أحد لي،
و هو أنّه لا عدوّ للإنسان في هذا العالم سوى نفسه!
الإنسان يكره أعداءه،
عندما لا يدرك أنّهم ليسوا بأعداء بل أصدقاء...
من الصعب علىّ أن أعرف من صنع لي خيراً أو شراً
في هذا العالم:
الأصدقاء أم الأعداء ؟!!
فبارك يا ربّ أصدقائي وأعدائي جميعا
بَارك يا ربّ من يعادونني، كما أُباركهم أنا أيضا ولا ألعنهم،
العبد يلعن من يعاديه لأنه لا يفهم،
أمّا الابن فيباركهم، لأنه يعلم...
يعلم أنّ من يعادونه لا يقدروا على أن يهددوه،
لذلك يتنقّل بينهم بحرّية، و يصلّي من أجلهم...
فبَارك يا ربّ من يعادونني ، كما أُباركهم أنا أيضا ولا ألعنهم
_______
القديس الأسقف نيقولا فيليميروفيتش
صلاة "بارك يارب من يعادونني"