|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ قالَ لِتوما هاتِ إصبَعَكَ إلى هُنا انجيل الاقديس يوحنا ٢٠ / ٢٦ – ٣١ “وبَعدَ ثمانيةِ أيّامٍ اجتَمَعَ التلاميذُ في البَيتِ مرَّةً أُخرى، وتوما مَعهُم، فجاءَ يَسوعُ والأبوابُ مُقفَلةٌ، ووقَفَ بَينَهُم وقالَ سلامٌ علَيكُم. ثُمَّ قالَ لِتوما هاتِ إصبَعَكَ إلى هُنا وانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يدَكَ وضَعْها في جَنبـي. ولا تَشُكَّ بَعدَ الآنَ، بل آمِنْ. فأجابَ توما رَبِّـي وإلهي. فقالَ لَه يَسوعُ آمَنْتَ يا توما، لأنَّكَ رأيتَني. هَنيئًا لِمَنْ آمَنَ وما رأى. وصنَعَ يَسوعُ أمامَ تلاميذِهِ آياتٍ أُخرى غَيرَ مُدوَّنَةٍ في هذا الكِتابِ. أمَّا الآياتُ المُدَوَّنَةُ هُنا، فهيَ لتُؤمِنوا بأنَّ يَسوعَ هوَ المَسيحُ ابنُ اللهِ. فإذا آمنتُم نِلتُم باسْمِهِ الحياةَ. التأمل: “ثُمَّ قالَ لِتوما هاتِ إصبَعَكَ إلى هُنا…” لماذا بقيت رؤية يسوع القائم من الموت حكراً على البعض وغير متاحة للجميع؟ ألم يكن بإمكانه أن يُظهر نفسه لعظيم الكهنة، فيؤمن ومن خلاله يُؤْمِن الشعب كله؟ أو لو أنه تراءى للإمبراطور الروماني، لما تولى نشر الإنجيل في الامبراطورية كلها؟؟ القائم من الموت، المسيح الاله، لا يفرض نفسه على أحد، فهو لم يحرره من الشر ليجعل منه عبداً له مسلوب الحرية. الله لا يبحث عن عبيد يؤدون له الطاعة، فهو “أحب العالم حتى أنه أرسل ابنه الوحيد ليحيا به”(١ يو ٤ / ٩) إن القاسم المشترك لدى كل الذين شاهدوا القائم من الموت هو الحب. كلهم أحبوه، ومحبتهم له أهلتهم لرؤيته، لكن دون معرفته: مريم المجدلية، ظنت أنه البستاني، بطرس ورفاقه ظنوا أنه أحد الأشخاص على الشاطىء، تلميذي عماوس رافقهما وحدثهما وشرح لهما الكتب والنبؤات ولم يعرفاه حتى كسر الخبز معهما… القائم من الموت هو الذي يظهر نفسه ويكشف عن ذاته لك… يناديك باسمك، يرافقك في شقائك، يمسك بيدك عندما تغرق، يفتقدك عندما ينساك الجميع، يجدد كل شيء فيك فيصبح كل شيء جديداً… المسيح القائم من الموت بالحب تعاينه، وبالإيمان تعرفه. |
|