كيف أعاد السيسي المصريين والقبارصه واليونانيين للجذور
شهدت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى قبرص، نوفمبر الماضي، عدة اتفاقات مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس في القمة الثلاثية بنيقوسيا، وكانت الاتفاقات متعددة في مجالات مختلفة منها الاقتصادي والعسكري والأمني وأيضًا الثقافي.
ودعا «السيسي» إلى تنظيم أسبوع بعنوان «العودة إلى الجذور»، يجمع فيه المصريين مع القبارصة واليونانيين الذين كانوا يعيشون في مصر في السابق للعودة مرة أخرى خلال الأسبوع لزيارة الأماكن التي كانوا يقيمون فيها.
وكان القبارصة واليونانيون يعيشان بكثافة في مصر قبل ثورة 1952، ولكن بعد الثورة هاجر معظمهما، وكانت الشوارع المصرية لا تخلو من «الخواجة خريستو»، الذي اشتهرت معظم الأفلام المصرية القديمة بشخصيته، التي كانت تتجسد في ذلك اليوناني أو القبرصي، الذي كان يعتبر مصر وطنه، وكان يعيش في الأحياء المصرية، خاصة في الإسكندرية، لقربها من بلادهما على البحر الأبيض المتوسط.
ويعطي «السيسي» فرصة للخواجة خريستو للعودة مجددًا لوطنه الثاني مصر، ويتيح الفرصة للمصريين بالالتحام مجددًا باليونانيين والقبارصة عن قرب، ويعودون إلى ذلك الزمن الذي ضمت فيه مصر جميع الجنسيات من جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لصحيفة «قبرص ميل»، فإن الرئيس السيسي هو من أرسى فكرة العودة إلى الجذور، بالاتفاق مع نظيره القبرصي ورئيس وزراء اليونان، حيث كان يهدف إلى تسليط الضوء على العلاقات القوية بين مصر واليونان وقبرص خلال زيارة نوفمبر الماضي، والتي استمرت يومين، ووصفها السيسي كنموذج للعلاقات الدولية الناجحة والتعاون بين الدول.
وبعد القمة مباشرة وتحديدًا بعدها بشهر واحد فقط وفي ديسمبر الماضي، شهدت العاصمة القبرصية توقيع بروتوكول ثلاثي بين السفير نبيلة مكرم، وزير الدولة للهجرة والمصريين في الخارج، فوتيس فوتو، المفوض الرئاسي للشئون الإنسانية، القبارصة المغتربين، ونائب وزير الشئون الخارجية اليوناني في جمهورية قبرص بنيقوسيا تيرينس كويك، وحضر حفل التوقيع الجانب المصري اللواء سمير طه، مساعد وزير الهجرة لشعب الجمهورية.
وكان قد أعلن الوزراء الثلاثة أن المشروع تم إطلاقه في مؤتمر صحفي بالإسكندرية، ليكون نقطة انطلاق المشروع، ويهدف هذا البروتوكول إلى تكريم المجتمعات الأجنبية التي عاشت على الأراضي المصرية، واتفقت الدول الثلاث على أهمية التعاون المشترك في المجلات الاقتصادية والثقافية، فضلًا عن التعاون السياسي بين الدول الثلاث.
وحسب الصحيفة، فإن الدول الثلاث تتمتع بقيم وثقافات قوية وعلاقات شعبية، يمكن أن تساعد في نشر مفاهيم السلام والازدهار في منطقة شرق المتوسط من خلال الصداقة والاحترام المتبادل وتوسيع أفق التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث فيما يتعلق بملف المغتربين، مما يوفر وسيلة لتعزيز المصالح الوطنية بشكل أفضل في مراكز صنع القرار والمجتمعات الدولية.
المشروع يهدف إلى تكريم القبارصة اليونانيين وأحفادهم من خلال استضافتهم في زيارة إلى مصر، حيث كانوا يعيشون هم وعائلاتهم في مصر حتى ثورة 1952، ومنذ ذلك الحين هاجرت تلك العائلات إلى اليونان وقبرص أو أي مكان آخر.
ووصفها القبارصة واليونانيون بأنها لحظة تاريخية بالنسبة للبلدان الثلاثة، لأنها كانت المرة الأولى التي يتحقق فيها ذلك التعاون حول قضية الشتات، وهذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها البلدان الثلاثة استراتيجية وإجراءات مشتركة، وبالنسبة لشباب الشتات ستكون هناك حاجة إلى تعاون أفضل بين الجامعات، لتقديم منح دراسية للشباب من البلدان الثلاثة بخلاف الزيارات إلى أماكن تواجد عائلاتهم في مصر.
هذا الخبر منقول من : الدستور