"قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يُخرج الحق إلى النصرة"
(مت 12 : 20).
استطاع (الشيطان) أن يحسد الرجل القدِّيس (أيوب)، لكن هل استطاع أن يؤذيه؟
أمكنه أن يتهمه، لكن هل استطاع أن يدينه؟
هل استطاع أن ينتزع منه شيئًا أو يؤذيه ولو بقدر ظافر إصبع أو شعرة من رأسه، دون أن يقول لله: "أبسط يدك"؟ أعطني سلطانًا.
لقد أعطي له. واحد جرَّب والآخر جُرِّب. لكن الذي جُرِّب غلب، والذي قام بالتجربة اِنهزم.
فالله الذي سمح للشيطان أن يسحب كل ما له لم يتخل عنه داخليًا بكونه خادمه. جعل من نفس خادمه سيفًا به اِنهزم الشيطان.
وما هي المحصلة؟ أظن أنها لنفع البشرية عامة. الإنسان الذي اِنهزم في الفردوس صار غالبًا وهو على المزبلة.
في موضع هزمه إبليس خلال امرأة، وفي موضع آخر غُلب إبليس والمرأة معًا .
القدِّيس أغسطينوس
ليشتكِ إبليس عليٌ أمامك،
فإنني تحت ظل جناحيك أحتمي!
ليس من يسندني سواك!
ليجردني إبليس من كل شيء!
لكنني أقتنيك، فلن يسحبني منك.
أنت غناي وسعادتي وكفايتي في كل شيء!
القمص تادرس يعقوب ملطي