كلمة البابا احتفالا بالذكرى الـ80 لإنشاء كنيسة مارجرجس
ألقى البابا تواضروس الثاني عظته الاسبوعية امس من كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا بمناسبة الاحتفال بالعيد الثمانين لتأسيسها، وجاء نص كلمة البابا كالآتي: باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين. "نشكر الله على هذه الليلة المباركة والتي انعم الله علينا فيها بهذه النعمة المفرحة واحتفالنا في هذه الكنيسة بمرور ثمانون عاما على إنشائها، وخرج منها أجيال كثيرة، وخدم فيها آباء مباركين، والآن يخدم فيها آباء محبين، وتوجد خدمة مشهود لها في كل مكان. كما نحتفل بالاحتفال باليوبيل الذهبي ومرور خمسون عامًا على سيامة الأب الحبيب "القمص صليب متى ساويرس "وهو تعب في هذ الكنيسة، ونصلي ليعطيه الله الصحة والعمر الطويل والخدمة المثمرة مع الآباء الأحباء الذين يخدمون في هذه الكنيسة. اليوم نحتفل بأسبوع الصلاة من أجل الوحدة الذي ينظم كل عام، وتشترك فيه كل الكنائس المسيحية في مصر برؤسائها وممثليها وكل من يخدم في المجلس من آباء أساقفة وقسوس وأيضا خدام أو شمامسة أو رهبان أو راهبات، والكل يخدم داخل كنيسته ونتطلع جميعًا إلى هذه الوحدة التي حدثنا عنها السيد المسيح وكانت هي اشتياق قلبه. نرحب بالحضور بكل المحبة والترحاب ونسعد بكلمات أعضاء مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس مصر والتي استمعنا فيها عن تلك الروح المسكونية الطيبة التي تشملنا جميعا، كما استمعنا واشتركنا معاٌ في القراءات الكتابية وفى تلاوة قانون الإيمان،وأيضا فى النص الإنجيلي من إنجيل معلمنا يوحنا الذى يتحدث عن الوحدة في الصلاة الوداعية التي صلاها السيد المسيح قبل الصليب، كما نشكر كل المتكلمين وقدس الاب الحبيب ابونا بيشوى حلمى الذى قدم الحفل والكلمات مع التقديم. الوحدة تحتاج الى صلواتنا جميعًا، فكل ملزم بالصلاة من أجل الكنيسة التي أسسها السيد المسيح والتي بقيت كنيسة واحدة في العالم كله لحوالي خمسة قرون فلم يكن هناك كنائس ولا طوائف. وفى عام 451 حدث ما نسميه انشقاق الكنيسة وانشقاق الكنيسة الذى حدث حدث بعد خمسة قرون من الوحدة الكاملة ثم جاء المرض وانقسمت الكنيسة، وهذا الانقسام كان له أسباب. من أهم الأسباب ثلاثة أدت إلى الانقسام هي أسباب لغوية فالشرق بيتكلم بلغة والغرب بيتكلم بلغة ويستخدموا تعبيرات مختلفة والسبب الثاني الظروف السياسية التي كانت موجودة في تلك الأزمنة ما بين الشرق والغرب والامبراطورية اليونانية والسبب الثالث والأخطر وهو " الذات "وهو نفس السبب الذى بسببه اختلف تلاميذ المسيح. نتذكر أن تلاميذ المسيح كانوا يسيرون معاُ فسأل واحداٌ منهم الاخر هو مين الاحسن انا ولا انت؟ فنظر إليه وأجاب طبعا انا فالثاني قاله انا فقالوا لنحتكم بيننا شخص ثالث وسألوه ايهما احسن انا ولا هذا، ونظرالثالث لهما وأجاب أنا وذهبوا للرابع والخامس وهكذا. هذه القصة لب القضية من الاحسن أنا ولا أنت ؟ ولذلك علمنا السيد المسيح من أراد أن يخدمني فلينكر ذاته وكأن المؤهل الأول لخدمة المسيح هو نكران الذات. وعندما حدث انقسام الكنيسة المسيحية في القرن الخامس وجد هناك حالة مرض والأصل الصحة ولا المرض لذلك، اذاُ ايها الأحباء الأصل هو الوحدة هو كنيسة واحدة. ولذلك عندما نجتمع كل أسبوع في كنيسة ونصلى من خلال برنامج قائم على الكتاب المقدس نرفع قلوبنا جميعا من أجل أن يتحنن الله على الجميع ويفتح القلوب والعقول ويعطى للمحبة أن تثمر ثمراُ في حياة البشر فتعود الكنيسة إلى صورتها الجميلة التي قال عنها السيد المسيح ليكون الجميع واحدا. وفي هذا الأسبوع نتحدث عن يد الله القوية ويمينه وذراعه وفى تأمل قصير للغاية في هذه الليلة "يمينك يارب تحوطنا "، وعندما نذكر كلمة يمينك او يدك يارب نتذكر الصليب على الفور فيد المسيح كانت ممدودة عليه ترحب بك بالأحضان وتدعوك وتقولك انت ليه بعيد، وتعطيك القوة والمساعدة التي تحتاجها، وتقول إلى الله "ايدك معايا انا مقدرش". ونأخذ يا أخواتى اولاُ قوة الخلاص أو يد الخلاص من الخطيئة يده تمنع الخطية ولذلك دعي السيد المسيح ليمسح الخطية، وثانيًا توجد قوة الستر الله يستر علينا والله يستر على كل البشر، لذلك توجد في الكنيسة القبطية صلاة الستار ستار الظلام والظلمة ثم يعطينا الله نهار جديد ونبدأ يوم جديد كلنا نقول لبعض صباح الخير وصباح النور للعمل ولخدمة كل أحد، قوة الستر على الضعف وتخيل أيها الحبيب للحظة واحدة يرفع الله عنك يد الستر كيف يكون حالك تصور لو ربنا شال الستر ؟؟. فقوة الستر هي عند ضعف الانسان لذلك نحن عندما نقف كل يوم ونشكره نقول لأنك سترتنا بصيغة الجمع على إخوتي وأهلي وأسرتي. أما القوة الثالثة فهي قوة السند التي يمنحها الله لها هي قوة السند وهي التي يقدمها لنا عبر الحياة هو يسندك وانت صغير ويسند أسرتك يسندك في دراساتك وفى عملك وفى مستقبلك ولذلك يمد يده على الدوام لكل أحد يحتاج إلى سند في أي شيء، فهو يسند الضعيف والمحتاج، والمتواضع والوداع، ويسند الانسان الذى يطلبه. في لوقا 18، عندما كان هناك اعمى واحد ضرير وعند مرور المسيح سأل فأجابوه انه السيد المسيح وبدأ يصرخ ويقول يا ابن داود ارحمني والناس بدأت تقوله المسيح جاى للناس المهمين وبدء يقول لنا الكتاب ازداد صراخًا واقترب إليه وسأله ماذا تريد ان افعل بك ؟ قال أريد أن أبصر فكانت النتيجة ان السيد المسيح قال ايمانك قد شفاك. الأخطر من ذلك أن المسيح أراد أن يعلم أولاده درساُ قويا في الاتضاع فقبل حادثة الصليب بساعات قليله انحنى السيد المسيح إلى الأرض وغسل أرجل تلاميذه بيديه. "ويمينك يارب سندت "كل تلاميذه في التواضع يمينك يارب تسندنا في الفضيلة والمحبة والوداعة وفى النهاية عندما صلي السيد المسيح في اليوم الثالث وكان بينهم تلميذاُ لم يصدق القيامة فيظهر السيد المسيح للتلاميذ وبينهم توما الذى كان يشك وأظهر له مكان الحربة والمسامير وكشف يديه المجروحين أمام كل تلاميذه. "يمينك يارب تسند الانسان" نحن يد الله تسندنا وتسند الإنسان المخلص والأمين، وغير ذلك فان كان الله يشرق بشمسه على الابرار والاشرار ولكن شر الانسان وعدم أمانته يبقى له ويبقى معه الى أن يكشف الكل أمام الله الديان العادل ويصرخ الانسان وقتها ويقل للجبال تعالى غطينا من وجه الجالس على العرش. "يمينك يارب تسندنا " تسند كل انسان في حياته الشخصية وتسنده في أسرته وفي المجتمع ونحن كمصريين شعب متدين ونحب الله كثيرا ومحبتنا لله تنعكس الى محبتنا لبعضنا. وهذه المحبة ليست مجرد فضيلة أو مشاعر أو خواطر إنما من اجل يد الله التي تعمل في حياتنا وبلادنا وكنائسنا. الله يحفظ الجميع ويعطينا دائمًا ان نشعر بيد الله القوية وعندما تشعر أن يد الله تسندك لن يصيبك احباط ولا يأس ولا قلق، فهناك يد قويه تسندك وتقف معك. وانا اشكر ممثلي ورموز الكنائس الحاضرة معنا والمشتركين معنا وبشكر هذه الكنيسة وبشكر كل الأحباء اللي شرفونا من الضيوف وبشكر أعضاء مجلس البرلمان وبشكر كل من شارك في هذه الاحتفال ونصلى من أجل حياتنا وبلادنا وتكون على الدوام في رفعه وفى يد الله القوية. لالهنا كل المجد والكرامة من الآن والى الابد امين.
هذا الخبر منقول من : جريده الفجر