|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
االأب غافرييل ليوم رحل إلى موطنه السمائي الفقير الشحاذ الأشهر في العالم و الغني في معرفته للسيد المسيح كنت أخطط لزيارة بلغاريا مايو القادم بسبب هذا الرجل، الذي ربما تتأفف من مجرد الأقتراب منه!! في رحلتي الثانية لجبل اثوس في ديسمبر ٢٠١٥ قابلنا الأب غافرييل و هو أب متوحد من اكبر رهبان الجبل سنا و تلميذ قريب من الأب بايسيوس الأثوسي، عندما سألناه كلمة منفعة قام دخل لمحبسته و كانت حركته بطيئة جدا بسبب سنه فظننا إنه فهمنا خطأ و إننا نطلب بركة ذهب لإحضارها، لكن فوجئنا يخرج من محبسته عدة صور لدوبري دوبريف مكتوب خلفها: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ." نظر إلينا الأب غافرييل و قال: "تريدون نصيحة؟ إذهبوا و تعلموا من هذا الشحاذ، فهو يقضي وقته بالكامل مع المسيح." ثم حييانا و عاد لمحبسته. في تلك الساعة بدأت مع د. جورج عبده مرافقي نبحث عن الجد "دوبري ". فمن هو دوبري دوبريف الذي رحل اليوم، و الذي نصحنا أحد اكبر شيوخ أثوس سنا و حكمة أن نتعلم منه؟ هو: "دوبري دوبريف" Dobri Dobrev رجل بلغاري فقير يبلغ من العمر اكثر من مئة سنة كان قد فقد سمعه ابان الحرب العالمية الثانية يقطع هذا الرجل المسن والاطرش يوميا 10 كيلومترات مشيا على الاقدام من قريته باتجاه العاصمة صوفيا حيث يجوب الشوارع مقضيا كامل يومه يتسول ويجمع ما جاد به المحسنون عليه رأفة بحاله واشفاقا على سنه. الغريب في الامر ان السيد " دوبري دوبريف" وبالرغم من حاجته وفقره اكتشف مؤخرا انه لم يكن يتسول لحسابه الخاص وانما ليسدد فواتير الكهرباء والماء لدور الايتام ." لا أعرف كم سيكون مجدك يا جدي!!! تنازلت عن مزرعتك التي تملكها لأجل الفقراء، و سكنت في كُشك كفقير متشبها بسيدك! رغم أن دوبري دوبريف أكثر من مئة عام، لكنه ليس في دار للعجزة، بل يدور في الشوارع متسوّلًا. إلا انه لا يتسوّل ليعيش، بل ليهب ما يجنيه للجمعيات الخيرية. سؤال لطالما بحث الانسان عن إجابة عليه: ماذا ستفعل عندما تبلغ قرنًا من العمر؟ لربما يحمل دوبري دوبريف، أحد قدامى المحاربين البلغار في الحرب العالمية الثانية، بعضًا من هذا الجواب، إذ من المؤكد أنه سيفعل ما يفعله دائمًا، التسوّل في شوارع صوفيا البلغارية. إلا أن السر في تميز دوبريف عن غيره من المتسوّلين هو أنه لا يتسوّل لنفسه، بل ليجمع مالَا يتبرع به للأعمال الخيرية. لا يبقي قرشًا يقف دوبريف وسط الرصيف في حذاء جلدي، ويرتدي أسمالًا رثة، يطلب المال من العابرين في شوارع صوفيا. يسكن منزلًا متواضعًا جدًا، بني بشكل بدائي على أرض تملكها الكنيسة، بعدما تبرع بمزرعته. بالمقابل، يراه الناس يساعد في فناء الكنيسة، حاملًا الدلاء وأوعية الطعام. لا يُبقي دوبريف قرشًا لنفسه، بينما يهب كل ما يصل إلى يده للكنائس والجمعيات الخيرية. وفي إحدى المرات، تبرع بمبلغ 24 ألف دولار لكنيسة القديس إسكندر، في العام 2009. ولا بد أن هذا كان مبلغًا طائلًا بالنسبة إليه، إن كان التسول يعود عليه بنحو 100 إلى 150 يورو في اليوم. مئة عام في هذا العام، يبلغ الجد دوبريف مئة و ثلاث سنوات. لا يعرف عنه الكثير إلا أنه دفن بيديه ولدين من أولاده الأربعة. فقد آثر البقاء في الظل، حتى قبل أن يهب نفسه لعمل الخير، وأن يكرس عمله لمساعدة الغير. يجلس في كل يوم على قارعة الطريق، يرد للمارين تحياتهم. وفي بعض الأحيان، يروي قصصًا حميمة ومؤثرة، من دون أن يطلب مالًا. فالناس يدسون قروشًا، واحيانًا أوراقًا مالية، في صندوق صغير، فيحييهم احترامًا. وقصته كفيلة بأن تجبر أي إنسان على الإيمان بمعنى المحبة الانسانية السامية، وعلى التصديق أن الخير ما زال موجودًا في هذه الدنيا. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قرد وكاري صفاته موطنه وسلوكه |
سمك الجورامي موطنه جنوب آسيا |
إتي إليك كما يعود الغريب إلى موطنه |
أينما رزق الإنسان فذلك موطنه |
رحل إلى موطنه السمائي الفقير الأشهر في العالم. |