|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عِتاب المحبة « لكن عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى » (رؤ4:2) هذا هو عتاب المحبة من الرب لكنيسة أفسس. فبعدما سارت حسناً في تمسكها بالاستقامة، فقد غاب عنها إنكار النفس والتفكير في المسيح فقط، الذي هو باكورة ثمر النعمة. وكما نجد في كل مكان في الأسفار المقدسة؛ لا شيء يمكن أن يعوّض احتياج القلب للمسيح. إن هذا في الحقيقة هو ما يفتش عنه الرب في خاصته، نظراً لغيرته الشديدة على عواطف ومحبة عروسه. إن المحبة الأولى هي تشرُّب القلب بالمسيح والذي ينتج دائماً من شعور شامل بنعمته ومحبته في عمل الفداء. إن هذا منوّه عنه بطريقة مؤثرة بواسطة الرب على فم إرميا النبي عندما تحاجج مع شعبه بسبب حالتهم المارقة. إنه يقول « قد ذكرت لكِ غيرة صباكِ، محبة خطبتك، ذهابك ورائي في البرية في أرض غير مزروعة » (إر2:2) . هكذا أيضاً في تعامله مع هذه الكنيسة، يتذكر الرب محبتها الأولى؛ المحبة التي تظهر في السعادة الناتجة عن معرفة تلك المحبة، وفى تلك الغيرة المقدسة والتكريس اللذين باعثهما الوحيد هو محبته الحاضرة (قارن2كو14:5، 15). وإذ يعلن حزنه على غيابها، يحذر الكنيسة بأنه لا يستطيع أن يتغاضى عن هذا. ليت كل جماعة في كل مكان تضع في قلبها هذه الكلمات الخطيرة، وليت الجميع يخرّون على وجوههم أمام الله حاكمين على ذواتهم بعمق، بينما هم يعترفون بصدق هذا الاتهام ويطلبون النعمة الكافية لاستعادة هذه البركة الثمينة، هذه « المحبة الأولى » التي وحدها تستطيع أن تُشبع قلب الرب يسوع المسيح. ثم يقول الرب « فاذكر من أين سقطت وتُب ». وهذه العبارة تحتوى على مبدأ ثابت وعظيم الأهمية في كلمة الله، وهو أنه لكي نكتشف مدى سقوطنا ومدى الحيدان أو التحول عن الحق، يجب علينا دائماً أن نرجع إلى البداءة. فمثلاً لا يمكن أن ندرك الحالة الحقيقية للكنيسة اليوم، إلا حينما نقارن أو بالحري نقابل بما كانت عليه حينما تأسست في يوم الخمسين. |
|