معلومات عن الكابتن جيمس كوك المستكشف البريطاني
في 29 ابريل عام 1770، اصبحت انديفور بارك البريطانية اول سفينة اوروبية استطاعت الوصول الى الساحل الشرقي لاستراليا بعد ان هبطت في خليج بوتاني بالقرب من سيدني الحديثة ، وكان على رأس هذه السفينة الكابتن جيمس كوك، وهو الشخص الذي استطاع ان يذهب حول العالم مرتين ويقوم باستكشاف كل شيء من مضيق بيرينغ وجزر جنوب المحيط الهادئ الى الجليد المحيط بالقارة القطبية الجنوبية .
وساعدت رحلات جيمس كوك الثلاث على ملء العديد من البقع الفارغة على خرائط العالم للاوروبيين، ولكن سوء معاملته من السكان الاصليين في هاواي ادت في النهاية الى وفاة غير متوقعة ، وبعد مائتي واربعين عاما من هبوط جيمس كوك في استراليا، نأتي اليوم ب 10 حقائق مثيرة للدهشة حول المستكشف الذي تعهد بالابحار كلما كان بامكانه ذلك ومن هذه الحقائق :
1. انضم جيمس كوك الى البحرية الملكية في وقت متأخر نسبيا من حياته :
عمل جيمس كوك في مزرعة يوركشاير في شبابه قبل ان يحصل على التلمذة الصناعية مع شركة ابحار تجارية في سن 17 ، وقضى العقد المقبل يرتفع في الرتب ويقوم باتقان فن الملاحة فقد كان يستعد ليصبح قبطان، ولكن في 1755، صدم رؤسائه لانه قام بالابتعاد عن مهنة الابحار وقام بالتجنيد في البحرية الملكية البريطانية كبحار مشترك .
وكان جيمس كوك يبلغ من العمر 26 وكان اكبر بكثير من معظم المجندين الجدد ، ومع ذلك لم يستغرق الامر وقتا طويلا للبحرية للتعرف على موهبته، وتم ترقيته الى سيد السفينة في عامين فقط، واصبح في وقت لاحق واحد من اهم الرجال في تاريخ البحرية البريطانية .
2. كان جيمس كوك خبيرا في رسم الخرائط :
ظهر جيمس كوك لاول مرة على انه رسام خرائط خلال حرب السبع سنوات، حيث ساعدت رسوماته التفصيلية لنهر سانت لورانس البريطاني على سحب هجوم مفاجئ ضد كيبيك الذي سيطر عليه فرنسا، وفي اوائل ستينيات القرن التاسع عشر، تم اعطاء سفينة لجيمس كوك وكلف بتخطيط جزيرة نيوفاوندلاند قبالة ساحل كندا، وكانت الخريطة التي اعدها دقيقة جدا لدرجة انها لا تزال قيد الاستخدام في القرن العشرين .
واصبحت مهارة جيمس كوك في رسم البحار في وقت لاحق اداة حاسمة في اكتشافاته ، وفاز باول رحلة له في جميع انحاء العالم لانه كان يمكنه الوثوق به في التنقل في الاراضي المجهولة واعادة خرائط دقيقة للاراضي التي اكتشفها .
3. شملت الرحلة الاولى لجيمس كوك مهمة سرية من الحكومة البريطانية :
بدأت مهنة جيمس كوك كمستكشف في اغسطس 1768، عندما غادر انجلترا على متن انديفور بارك مع ما يقرب من 100 من افراد الطاقم، وكانت رحلتهم في ظاهرها حملة علمية ، وجهت اليهم تهمة الابحار الى تاهيتي لمهمة سرية ، وفي الواقع ان جيمس كوك كان لديه ايضا اجندة عسكرية خفية .
فقد اخذ جيمس كوك اوامر مختومة توجهه للبحث عن "القارة الجنوبية العظمى"، وهي كتلة ارضية غير مكتشفة كان يعتقد انها تندلع في مكان ما بالقرب من قاع الكرة الارضية، وبالفعل ابحر جيمس كوك جنوبا الى خط العرض 40، ولكن لم يجد اي دليل على القارة الاسطورية ، ثم اتجه الى الغرب وحلق دائريا الى نيوزيلندا، مما يثبت انها كانت زوجا من الجزر وليست متصلة بحوض ارضي اكبر .
4. غرقت سفينة جيمس كوك انديفور تقريبا على الحاجز المرجاني العظيم :
بعد هبوط جيمس كوك في استراليا خلال رحلته الاولى، اشار جيمس كوك بسفينته شمالا وتوجه الى ميناء باتافيا الهولندي، ولانه كان في منطقة غير محددة، لم يكن لديه ادني فكرة انه كان يبحر مباشرة الى التشكيلات المرجانية الحادة الشائكة من الحاجز المرجاني العظيم، وفي 11 يونيو 1770، اشتبكت سفينته انديفور في الشعاب المرجانية وبدأت في الغرق بالمياه، مما عرض كل من طاقمه وخرائطه التي لا تقدر بثمن من اكتشافات المحيط الهادئ الى الخطر .
وقام رجال جيمس كوك بضخ المياه من السفينة والقوا مدافع ومعدات اخرى من على متنها لتخفيف وزن السفينة، حتى انهم استخدموا الشراع القديم في محاولة لسد ثقب في بدن السفينة ، وبعد اكثر من 20 ساعة ، استطاعوا اخيرا ان يوقفوا التسرب وذهبوا نحو الساحل الاسترالي ، واستغرق الامر من جيمس كوك شهرين تقريبا لكي يقوم بالاصلاحات لجعل سفينته تبحر مرة اخرى .
5. ساعد جيمس كوك في طرح اساليب جديدة لوقف مرض الاسقربوط :
في القرن الثامن عشر، كان شبح مرض الاسقربوط يطارد الكثيرون وهو مرض ناجم عن نقص فيتامين C ،فكان ينتشر في كل رحلة بحرية يقومون بها لمسافات طويلة ، ومع ذلك، تمكن جيمس كوك من ابقاء ثلاث بعثاته خالية من الاسقربوط، وكان هذا جزئيا بسبب هوسه في شراء الاغذية الطازجة في كل محطة يتوقف بها ، وكان سر التخلص من هذا المرض هو مخلل الملفوف .
ففي حين ان جيمس كوك لم يعرف علاج او سبب داء الاسقربوط، ايضا كان لا يعلم ان مخلل الملفوف غني بالمغذيات التي تحافظ على المرض ، واحضر جيمس كوك عدة اطنان منه على رحلاته، ولكن مشكلته الوحيدة هي طاقمه الذي رفض تناوله ، ولكنه قام بخداعهم حيث جعل رؤساء المجندون يتناولونه وبمجرد ما رأي المجندون ذلك طلبوا البعض لانفسهم .
المستكشف البريطاني جيمس كوك
6. حتى اعداء بريطانيا احترموا جيمس كوك :
في حين ان رحلات جيمس كوك كانت خلال وقت كانت فيه بريطانيا في حالة حرب مع الولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا الا ان شهرته ككاتب ومستكشف رائد سمحت له بالسفر في اي مكان وبحصانة نسبية، وفي يوليو 1772، جاء سرب من السفن الاسبانية واحتجزت لفترة وجيزة سفنه وقاموا باطلاق سراحهم بعد ان ادركوا ان جيمس كوك هو القائد ، وبالمثل، كتب بنجامين فرانكلين مذكرة لقباطنة السفن الاستعمارية حيث اذا واجهوا سفن جيمس كوك في البحر يدعوه يعبر وذلك خلال الثورة الاميركية .
7. بحث جيمس كوك عن ممر الشمال الغربي :
في عام 1776، ابحر جيمس كوك البالغ من العمر 47 عاما في رحلته الثالثة من الاكتشاف، وهذه المرة كان يقوم بالبحث عن ممر شمال غرب بعيد المنال في القطب الشمالي ، وبعد السفر وهو في منتصف الطريق حول العالم، قاد السفن ليقوم باستكشاف محفوف بالمخاطر على السواحل العليا من غرب كندا والاسكا، وبالفعل جاء جيمس كوك على بعد 50 ميلا من المدخل الغربي للممر، ولكن محاولاته لتحديد موقعه قد احبطت في نهاية المطاف بسبب تجميد الطقس، التيارات العنيفة والعوامات الثلجية الثقيلة في بحر بيرينغ .
8. السكان الاصليين اخذوه بالخطأ لآلهتهم عندما سقط في جزر هاواي :
خلال رحلة جيمس كوك الثالثة، اصبح اول اوروبي يضع قدمه على هاواي، والتي اطلق عليها اسم "جزر الساندويتش" واحتفلت هاواي في خليج كيالاكيكوا بهبوط جيمس كوك في يناير 1779 مع الكثير من الاحتفالات السعيدة، ولسبب وجيه وقد تكون صدفة اغرب، ان يكون وصول المستكشف تزامن مع مهرجان سنوي يقومون فيه بتكريم آله الخصوبة في هاواي .
وبما ان السكان الاصليين لم يروا قط الرجال البيض او السفن الشراعية الضخمة ، افترضوا ان جيمس كوك كان آلههم واعطوه الكثير من الهدايا ، وكان رد الاوروبيون على هذا تجريد كيالاكيكوا من المواد الغذائية والامدادات، ولكن عندما توفى احد بحارة جيمس كوك من سكتة دماغية، ادرك السكان الاصليين ان الاوروبيين ليسوا خالدين بعد كل شيء ، ومنذ ذلك الحين، اصبحت علاقة جيمس كوك مع اهالي هاواي اكثر توترا .
9. عانى جيمس كوك من الموت الشنيع :
في حين رسي جيمس كوك لبعض الاصلاحات في هاواي في فبراير 1779، غضب من مجموعة من المواطنين سرقوا سفينة كانت من احد قواربه، ووقتها ذهب الى الشاطئ وحاول ان يأخذ ملكهم كرهينة، ولكن خشى السكان الاصليين ان يقتل زعيمهم فتزاحموا لمساعدته ، وقام جيمس كوك باطلاق النيران ، حتى جاء محارب من هاواي وطعن جيمس كوك بالسكين في ظهره وسقط جيمس كوك في الامواج، وطعن مرارا وتكرارا وضرب بالصخور، وبعد ان هلك، اعد له سكان هاواي الاصليين طقوس تليق بجثمانه كما لو كان ملكا، وحفظوا يديه في ملح البحر .
10. قامت وكالة ناسا بتسمية سفينة فضائية على اسم سفينته :
جيمس كوك قام باستكشاف ورسم خرائط اكثر من اي ملاح من عصره، ولانجازاته هذه في وقت لاحق رأته وكالة ناسا بطلا يستحق التكريم ، و كانت سفينة اندافور وهي سفينة جيمس كوك واحدة من العديد من السفن التاريخية التي ألهمت اسم المكوك الفضائي الثالث، والتي سميت به ناسا في وقت لاحق مكوكها النهائي "اندافور" وعندما قام المكوك ديسكوفيري برحلات فضائية نهائية في عام 2011، قام طاقمها باخذ ميدالية خاصة من قبل الجمعية الملكية تكريما لما فعله جيمس كوك .