أجمل ما في يونان النبي أنه يفهم الله ويعرف جيداً مفاتيح قلبه التي تفتح باب الغفران والنعمة. ولعل خبرته برحمة ربنا وطيبة قلبه هى التي جعلته يهرب من مهمة مناداة نينوى لأنه علم أن الله سيسامحهم وينقض كلامه عن خرابهم بمجرد تقديم توبة صادقة.
في كثير من الأحيان نتصور الله في صورة الإله الساخط من الانسان الخاطئ، وفي غيظنا من أنفسنا ومن خطايانا نعتبره يقف منا موقف المغتاظ الذي يقاطع الانسان ويمتنع عن التعامل معه إلى أن يصلح نفسه.. خطأ شائع جداً.. لكن اسمع يونان يصلي "فقلت: قد طُردت من أمام عينيك. ولكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك".. إذاً في توبتنا ليكن عندنا خجل من أن نرفع أعيننا في محضر الله، ولكن لنصحب خجلنا بالرجاء والثقة في رحمته.. وهكذا نصلي في قطع صلاة الغروب "فما أجسر أن أنظر إلى علو السماء، لكني أتكل على غنى رحمتك ومحبتك للبشرية، صارخاً قائلاً: اللهم اغفر لي أنا الخاطئ وارحمني".
ربي يسوع.. امنحني توبة نقية مقبولة أمامك مثل توبة يونان. ان كان ينقصني الخجل في محضرك، أعطني أن أخجل.. وإن كان ينقصني الثقة في رحمتك، أسألك أن تعطيني رجاءً ثابتاً.
تدريب: أمام الله اطرح خجلك من نفسك وصلي بعبارة "أنا أعرف أنك صالح رؤوف ورحيم".