|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هكذا علينا كمسيحيين التصرّف مع الماسونيين فريجوس – تولون ومؤلف كتاب “هل يمكننا أن نكون مسيحيين وماسونيين؟” المطران راي يُشير إلى أنّ المسيحية والماسونية مفهومين لا يتوافقان بحد ذاتهما. أليتيا: ثمّة العديد من الاختلافات بين الماسونية والكنيسة الكاثوليكية المطران راي: صحيح، تتعارض أمور كثيرة بين الماسونية وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية؛ وأوّلها الغموض. فلدى تنظيم الماسونية، تنحصر العقيدة على مجموعة محدودة من الأشخاص ويتوجّب على المنتمين إلى الماسونية التزام السرية المُطلقة. أمّا في ما يتعلّق بالكنيسة الكاثوليكية، فالأمور مختلفة، إذ لا يوجد تعاليم سرية. الكتاب المقدّس والتعليم المسيحي وتعاليم البابوات والأساقفة كلّها مُتاحة أمام الجميع. الإنجيل مخصص لكل إنسان من دون استثناء أو تمييز. والكنيسة هي مؤسسة مفتوحة ومُتاحة للجميع. في حين أنّ الماسونية تنشر الرموز والشيفرات وطقوسا معينة. وماذا عن النسبية؟ تشكل النسبية الفلسفية والأخلاقية اختلافا أيضا بين الماسونية والمسيحية. فبالنسبة إلى الماسونية لا يوجد حقيقة حتمية وملموسة ومطلقة. ويَعتبر هذا التنظيم أنّ الحقيقة تهرب من أمامنا دائما أو تدعو الإنسان إلى بنائها من أجله؛ وتتعارض عقيدتها من حيث المبدأ مع مفهوم الحرية الإنسانية. وعلى العكس، يُعلّمنا الإيمان المسيحي أنّ الحرية لها وجه المسيح: “أنا الطريق والحق والحياة” (يو 14: 6). غالبا ما ترتبط الماسونية بشكل من أشكال النخب. هل يُشكّل ذلك اختلافا أساسيا أيضا؟ بالطبع! كان الرب يسوع فقيرا في حياته على الأرض، ولد في مغارة ومات صلبا بطريقة مأساوية. وأعلن للفقراء الخبر السار، بُشرى الخلاص. وتولي الكنيسة اهتماما لهؤلاء؛ ورسالتها العالمية لا تستثني أحدا. وهذا ما يتعارض تماما مع الماسونية، بحيث تختار الأخيرة أعضاءها بحسب معايير سلطوية وضاغطة لكي تؤثّر على التغيرات السياسية والمجتمعية في العالم. ماذا عن العلمانية؟ تؤيّد الكنيسة العلمانية المفتوحة بسبب استقلالية الحقائق الدنيوية التي تحكمها قوانينها الخاصة، مُشددة على أنه لا يُمكن فصلها عن الله. وتظهر كلمة “علماني” في التقليد المسيحي منذ البداية. فيما تدعم الماسونية العلمانية التي ترفض التعبير العلني عن الإيمان. تدعو الماسونية أعضاءها الإيمان ب”مهندس الكون الأعظم”. إذا تبدو وكأنها تعطيهم حرية اختيار العقيدة. بالنسبة إلى المسيحي، أليس الله هو مهندس الكون العظيم؟ تختلف أديان أعضاء تنظيم الماسونية بعضهم عن بعض، من الإلحاد المُعلن إلى ما يُسمّى بالمسيحية الماسونية. وهم يتحدثون عن مهندس الكون الأعظم، وهذا الاعتراف ذو البعد الإلهي، باعتقادهم، لا يمكن أن يصل إليه الإنسان ويلتقي بشخص الإله المتجسد بالمسيح. أما إيماننا فلا يقتصر على الاعتراف بوجود الله، إنما يظهر لنا الخلاص الذي منحنا إياه من خلال فداء المسيح الذي بنعمته أشركنا بالطبيعة الإلهية. هل تُنافس الماسونية الكنيسة بطريقة ما؟ إنّ الهدف الأساس للماسونية هو العمل على تحقيق التحسّن المادي والمعنوي والفكري والأخلاقي. وفي هذا الصدد، تُشاطِر اهتمام الكنيسة بالعمل من أجل عالم أفضل. وعلى مر العصور، كان بعض قادة الماسونية يرغبون في بناء إنسانية جديدة على أنقاض الكنيسة الكاثوليكية، من خلال الإطاحة بالإيمان الذي تُعلّمه. وفي الربع الأوّل من القرن العشرين أقرّ ألبرت لانتوان بأنّ “الماسونية هي الديانة الإنسانية الوحيدة”. تؤدي الماسونية وظيفة تأثيرية وسلطوية في العديد من قطاعات المجتمع. بالنظر إلى ذلك فقط، ألا يُمكننا الالتحاق بالماسونية؟ الغاية لا تبرر الوسيلة، ولا يجوز أن يخون الإنسان قناعاته من أجل رفاهية مادية أو مهنية. “لأنّه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟ (مت 16:26). إشارة أيضا إلى حديث القديس متى في الإنجيل عن التطويبات (متى 5: 3-12). كيف علينا التصرّف مع الماسونيين؟ ثمّة طرق عديدة يمكننا التصرف بها. أوّلا، لا يجوز التركيز على المؤامرة الماسونية والمُبالغة في النظر إليها أينما كان. ثانيا، لا يجوز التقليل من شأن تأثيرها بسبب حجمها ونطاقها (نظرا إلى النجاح الكلي أو الجزئي الذي حققته مثلا في مجالات عدّة في فرنسا). وختاما، لا يجوز تشويه صورة أعضاء الماسونية: إذ من بينهم، ثمّة العديد من الأشخاص النزيهين والكرماء والمثقفين والملتزمين بتأدية خدمات للخير العام والإنسانية؛ ويتشارك المسيحيّون مع هؤلاء قيم التقدّم والإنسانية والحرية، وهذا ما يعزز، في الحقيقة والخير، الحوار بيننا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كأنه كُتب علينا العيش هكذا |
كأنه كُتب علينا العيش هكذا |
يجب علينا كمسيحيين ان نقدم اجسادنا ذبيحة حية لله |
هكذا يطل علينا عيد الميلاد |
هكذا عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا |