|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"القداسة" ليست حرمانًا وعبوسة وكآبة، لكن ببساطة هي اُسلوب حياة يتوافق مع طبيعة الله. القداسة هي صيانة كل ما ائتمننا الله كوكلاء عليه، فضلا على أن المخلوق الجديد لن يسعد او يتشدد إلا في هذه البيئة الملائمة للعمل الإلهي. كل مؤمن حقيقي هو قديس في المسيح، ليس للاستخدام العام بل هو قدس للرب، مخصص له وحده؛ قُطع من محجر العالم ليكون حجارة حية في بيت الله. المسيح اشترانا، ووجب علينا ان نمجده بارواحنا وأجسادنا التي هي له. ان عشنا لانفسنا ، نختلس ما هو ليس من حقنا. ما تحتاجه بيوتنا وكنائسنا وأعمالنا وشهادتنا في العالم في هذه الأيام كي نكون حارين في الروح عابدين الرب وشاهدين بقوة له ، هو التجاوب مع هذه الصيحة المباركة... « تقدسوا» كلمة «تقديس» كما وَرَدت في الأصل اليوناني، تعني فصل الشيء وتخصيصه لعمل أو لأمرٍ ما. فالروح القدس يقوم بفصل النفس عن هذا العالم، ويجفف ينابيع تعلقها بخداعه الزائف، ومن ثم يربطها بالله. وهذا ما يُسمى في الكتاب المقدس «تقديس الروح» ( 1بط 1: 2 ). وتوجد إشارة إلى عمل الروح القدس هذا في داخل النفس، في نبوة إشعياء، عندما قال النبي: «كل جسد عشب، وكل جماله (أو مجده) كزهر الحقل». ثم يقول: «يبس العُشب، ذبل الزهر، لأن نفخة الرب هبَّت عليه (أو لأن روح الرب هبّ عليه)» ( إش 40: 6 ، 7 مع 1بط1: 24). فإن كان كل جسد عُشبًا، ما أتفهه، فإن روح الله يهّب عليه مُيبسًا هذا العُشب، مُقنعًا القلب بتفاهة الإنسان، فيتحول عن البشر جميعًا، ويتجه الاتجاه الصحيح، إلى المسيح. وإن كان كل جمال الإنسان أو كل مجده (بلغة الرسول بطرس) كزهر الحقل، فإن روح الله يُذبِّل الزهر، محولاً النظر عن مجد الإنسان، إلى الإنسان المُمجَّد عن يمين الله في الأعالي، أي إلى الرب يسوع المسيح وحده. في لوقا7 نقرأ عن قصة المرأة الخاطئة. ما الذي جعل هذه المرأة ترفض الخطية وتكرهها؟ ما الذي جعلها تترك الكل، وتتجه إلى المسيح مُحب الخطاة، الذي كان متكئًا في بيت سمعان الفريسي؟ إنه تقديس الروح الذي عمل في داخلها، فجفف، بالنسبة لها، شهوات العالم من منابعها، وجعلها تعطي ظهرها للخطية، وحوَّل طريقها إلى المسيح. وما الذي جعل ”زكا“ رئيس العشارين (لو19) يطلب برغبة مُلّحة وعزيمة صادقة أن يرى يسوع؟ ما الذي جعله يقول: «ما لي أيضًا وللأصنام؟» ( هو 14: 8 ). ما الذي جعله يحتقر صنم المال، الذي كان مُستعبدًا له، ويلهث وراءه بكل قوته؟ هنا أيضًا نجد تقديس الروح الذي أقنع ”زكا“ في الداخل بخواء كل ما تحت الشمس، وأن سعادة الإنسان هي في خالقه وربه، من ثم جذبه الروح القدس إلى الرب يسوع ليجد عنده ضالته، وفعلاً دخل الرب يسوع إلى قلبه، وحضر الخلاص إلى بيته! .. |
16 - 01 - 2018, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عطر القداسة
من ثم جذبه الروح القدس إلى الرب يسوع ليجد عنده ضالته، وفعلاً دخل الرب يسوع إلى قلبه، وحضر الخلاص إلى بيته! ..
ربنا يباركك |
||||
17 - 01 - 2018, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: عطر القداسة
ميرسى على مرورك الغالى مرمر |
||||
|