|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الغفران، كيف الوصول اليها؟ كتب المؤلف "جويس هاجيت" عن المغفرة: "عليّ دائمًا أن أغفر لشخص ما عندما أريد أنا ذلك. وأكتشف أن الغفران - في المرتبة الأولى - لا يمتّ بأي صلة للمشاعر، بل له علاقة وثيقة بالإرادة، إنّ الصفح قرار العقل بأن أتخلّص من الغضب والكراهية والاستياء. ويأتي دور المشاعر فيما بعد، عندما أشعر بفرصة الغفران. أمّا في بداية الأمر، فإن المشاعر كلّها تكون متأجِّجة كالنيران". وهنا يلمح الكاتب عن طريقين للغفران وهما طريق العقل والقلب. (وأنا أضيف طريقة ثالثة تذكر لاحقاً): 1. طريق العقل: تتخذ طريق العقل في الغفران عندما تفصل الفعل عن الفاعل لتنظر إلى مهاجمك بأسلوب جديد، كمريض أو محتاج. أي أن يتحوّل المُسيء في تفكيرنا إلى إنسان يعاني ويحتاج إلى معونتنا ومحبّتنا. وهذا ما يدعوه الكاتب لويس سميدس مرحلة المعاناة. وفصل الفعل عن الفاعل يتطلّب منك تفهمه: لا تقل أنّ هذا الشّخص لا يستحقّ أن أفهمه، فقبل أن تدينه حاول أن تفهمه. فلا بدّ من سبب وراء كلّ تصرّف. فقد يكون بحاجة إلى شفقتك، لا إلى نقمتك. وتقول الحكمة القديمة: "تعرف كلّ شيء ثم تغفر". حاول إذن أن تكون متفهمًا، فهذا ما يقدّره الآخرون فيك، وما تقيـّمه أنت فيهم. التفهّم ليس قبولاً مشروطًا، ولكنّه تقبّل وقبول في أي ظرف، وفي أي موقف. ثمّ حاول أن تفهم الفعل أي أن تقوم بفصل الحقائق الماضية: كالوعود والعلاقات لتأخذ وضعها كأفعال ماضية كتاريخ. بعبارة أخرى دعِ الماضي ليمضي، فلا يمكن إعادة كتابة الصّفحة التي طواها الماضي. لكن يمكن أن توقف استعادة شريط ذكرياته، فتكسر فوّة الماضي عليك، وبعدها تستطيع أن تبدأ كتابة فصل جديد... وأمّا عبارة "أنسى وأغفر" هي عبارة شائعة يتّخذها الكثيرون شعارًا لحياتهم. ولكنّهم بعد فترة يتجهّون إلى توبيخ النفس واللوم، لأنّهم لم يقدروا على النسيان. فمن يحاول أن ينسى، فهو لا يفعل شيئاً غير أنّه يعمّق ذلك أكثر في ذاكرته. النسيان ما هو سوى النتيجة النهائيّة للغفران الكامل، المتكامل، إنّه ليس الوسيلة، إنّما هو الخطوة الأخيرة. 2. طريق القلب: يقوم طريق القلب في الغفران أوّلاً بأن تواجه كراهيتك، ولا تحاول أن تخبّئ مشاعرك حتّى عن نفسك. فإنها تحتدم تحت السّطح وتلوّث كلّ علاقاتك... وحاول أن تتخلّص من كلّ استجابات إنفعاليّة لتلك الحقائق الماضية. فالغضب والإحباط والكراهية تؤدّي إلى ظلام العقل، وهي استجابات سلبيّة بإمكاننا أن نضعها تحت سيطرتنا. وثانياً بأن تقدّر الآخرين وقيمهم: قبل أن ترفض أن تسامح الإنسان قف وتأمل: إنّ رفض المغفرة تقليل من إنسانيّتك ورسالتك كإنسان في هذه الدنيا. ونحن نؤذي أنفسنا حينما نرفض أن نغفر لغيرنا، وقد قال أحد الأطباء: "إنّ الناس يصابون بالقرحة ليس ممّا يأكلون بل ممّا يأكلهم". 3. طريق الرّوح أو الصّلاة: اذا كنت لا تستطيع أن تغفر للآخرين وتتحمّل إساءتهم فأنت تحتاج إلى قوَّة تساعدك، لذلك يحتاج المرء قوَّة لا يمنحها إلّا الله. والواقع إنّ القدرة على الغفران لا تدخل في ملكات النفس الطبيعية، لذلك يحتاج المرء قوّة من السّماء ليقهر فيه روح النقمة ويمتلئ بروح الغفران. إنّ الله هو وحده الذي يقدر أن يغفر للمُخطئ إليه، لأنّ طبيعة الله هي الحبّ والغفران، كما أنّ طبيعتنا هي الغضب والانتقام. لذلك فهو وحده يمنحنا قوّة لنغفر، وننسى الإساءة أيضًا. وهذه المرحلة يسمّيها الكاتب لويس سميدس مرحلة إجراء جراحة روحيّة في الذاكرة. إنّنا نسيء إلى الله في كلّ يوم، حين نخالف وصاياه، لكنّه سبحانه لا يحنق، ولا ينتقم من الإنسان الضعيف، رغم قدرته المُطلقة أن يبيد الإنسان من وجه الأرض بكلمة من فمه، لكنّه على العكس يحنو عليه ويقبل عذره ويضمّه إليه في حبّ. لكنّه وهو يغفر لنا، يودّ أن نغفر نحن أيضًا للمسيئين إلينا. فاذا لم نغفر الإساءة التي يسيء بها الينا الآخرون، لا يغفر الله لنا الذنوب الكبيرة التي نسيء بها إليه. |
15 - 01 - 2018, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: طريق الغفران، كيف الوصول اليها؟
وهو يغفر لنا، يودّ أن نغفر نحن أيضًا للمسيئين إلينا. فاذا لم نغفر الإساءة التي يسيء بها الينا الآخرون، لا يغفر الله لنا الذنوب الكبيرة التي نسيء بها إليه.
ميرسي على مشاركتك الجميلة مرمر |
||||
16 - 01 - 2018, 01:30 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: طريق الغفران، كيف الوصول اليها؟
شكرا على المرور |
||||
|