القديس يوسف هو رأس العائلة ولا أحد يشك في أن العذراء القديسة هي قلبها!
هذا العيد، رغم تأسيسه الحديث، إلا أنه يتخذ أهمية خاصة فيما تزداد الاعتداءات على العائلة.
في الروزنامة الليتورجية، يُحتفل بعيد العائلة المقدسة يوم الأحد التالي لعيد الميلاد – كان يقام يوم الأحد التالي لعيد الغطاس لغاية الإصلاح الليتورجي سنة 1969 –. وبذل بابوان معاصران جهوداً كثيرة من أجل نشر هذا العيد في المسكونة جمعاء. في البداية، وضع لاوون الثالث عشر حبريته في ظل حماية القديس يوسف وأسس سنة 1893 ليتورجيا عيد العائلة المقدسة. من ثم، قرر بندكتس الخامس عشر سنة 1921 أن يتوسع نطاق هذا العيد إلى الكنيسة الجامعة أي إلى الجماعات الكاثوليكية في العالم أجمع. وأكّد المجمع الفاتيكاني الثاني والإصلاح الليتورجي الذي تلاه أهمية هذا العيد.
مثال لا يمكن تجاوزه
يُعبّر الحيز الذي أعطاه البابوات اللاحقون للعائلة المقدسة في تعاليمهم عن رغبتهم في اقتراح مثالٍ ثابت للكاثوليك في وجه العلمنة. هذا العيد هو إذاً بالنسبة إلى الكهنة حول العالم فرصة للتذكير بديمومة الزواج ودور العائلة الأساسي في المجتمع. إنه مسار روحي وإنما أيضاً أنثروبولوجي يذكّر بدور الزوجين المحدّد ضمن الثنائي والعائلة. يقول الأب جان ماري روبين: “انظروا إلى العائلة المقدسة، مثال كل عائلة: القديس يوسف هو رأسها ولا أحد يشك في أن العذراء القديسة هي قلبها”. وأضاف أن التكامل بين الرجل والمرأة ليس تناقضاً.
ونحن، ماذا نفعل بعائلاتنا؟
سنة 2003، لم يتردد البابا القديس يوحنا بولس الثاني في الربط بين المحبة والدفاع عن العائلة التقليدية. قال في عيد العائلة المقدسة: “في مدرسة الناصرة، تتعلم كل عائلة أن تكون بيت محبة ووحدة وانفتاح على الحياة”. تابع: “في عصرنا، يؤدي أحياناً سوء فهم معنى الحقوق إلى تعكير طبيعة المؤسسة العائلية والرابط الزوجي. ينبغي أن تتضافر على كافة الصعد جهود جميع المؤمنين بأهمية العائلة المبنية على الزواج. إنه واقع بشري وإلهي لا بد من الدفاع عنه ورعايته كخير أساسي في المجتمع”.