«كافور الإخشيدي» وصاحبه: أحدهما تمنى حكم مصر والآخر "هريسة"
حكايات كثيرة طريفة لحكام تولوا مصر طوال تاريخها تمتلئ بها كتب التاريخ ويذكرها المؤرخون من بين هؤلاء كان كافور الإخشيدي الذي وجد حكم مصر فرصة سهله ومتاحة أمامه في ظل اضطرابات كثيرة مرت بها في تلك الفترة إلا أن الأكثر طرافة هو أمنية تمناها ولم يكن وقتها سوى عبد قادم إلى مصر ليباع.
جاء كافور لمصر مع من جلبوا إليها من عبيد يباعون في أسواقها من السودان أو النوبة وهو بين العاشرة والرابعة عشرة. ولم يكن كافور علي سواده وسيمًا بل كان دميمًا قبيح الشكل مثقوب الشفة السفلي مشوه القدمين بطيئًا ثقيل القدم، لم يعرف حياة القصور، فوقع في يد أحد تجار الزيوت فسخره في شئون شتي، وأصبح كافور سنة 966 م واليا من قبل العباسيين على مصر حيث حكمها ثم توسع إلى بلاد الشام دام حكمه لمدة 23 عاما هو صاحب الفضل في بقاء الدولة الإخشيدية في مصر.
ووفقًا لكتاب نهاية الأرب في فنون العرب لـ شهاب الدين النويري يروي: «ذات يوم خرج كافور الإخشيدي حاكم مصر بعد وفاة سيدة أبي الحسن، خرج إلى حي النحاسين وهو في موكبة فوقف على حانوت هراس (بائع الهريسة) وهي نوع من الحلوى برفقة وزيره بن الفرات فبكي شديدًا وكان يتمتم في بكائه فاز الجمال فاز الجمال، ثم مضى على تلك الحال فلما هدأ سأله الوزير عن السبب في بكاءه فقال له إنه يوم طلعت المركب به وهو عبد من بحر الحجاز (البحر الأحمر حاليًا( كان يؤمذ سيدي الذي جلبني فركب الجمل حتى وصلنا قوص ونزلنا بها وجلست مع الجمال ورجل آخر كان قد وصل معنا من الحج».
ويضيف الأخشيدي لوزيره: «يومها تمنى كل منا أمنية فقلت أنا على الله اشتهي ملك مصر بينما رد الجمال اشتهيت على الله الجنة أما صاحبنا فرد قائلًا أنا تمنيت على الله قدر من الهريسة أمامي ومرت السنوات وتم بيعي ونسيت هذه الواقعة».
ويضيف الإخشيدي وفقًا لرواية نهاية الأرب في فنون العرب: «تم بيعي لأبي أحمد بن عياش فوهبني لجارية له ثم وهب الجارية أبو أحمد الجارية بعد مدة الإخشيد فلم أزال إلى أن ملكت مصر أما ما أبكاني هو أني لما مررت على صاحب الحانوت الذي وقفت عنده فهو الرجل صاحبنا الذي تمنى قدر من الهريسة فعرفت وقتها أن الله وهب لكل منا ما اشتهى فكان لي ملك مصر».
03 - 01 - 2018, 05:40 PM
رد: «كافور الإخشيدي» وصاحبه: أحدهما تمنى حكم مصر والآخر "هريسة"
العرض المتطور