|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“من عمل بكلامي لا يرى الموت أبدا” انجيل القديس يوحنا 8 / 51 – 55 ” قال الرب يسوع: الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم مَنْ عَمِلَ بِكلامي لا يَرى الموتَ أبدًا. فقالَ لَه اليَهودُ الآنَ تأَكَّدْنا أنَّ فيكَ شَيطانًا. إبراهيمُ ماتَ والأنبـياءُ ماتوا، لكنَّكَ تَقولُ مَنْ عَمِلَ بِكلامي لا يَذوقُ الموتَ أبدًا. أتكونُ أنتَ أعظَمَ مِنْ أبـينا إبراهيمَ الذي ماتَ والأنبـياءُ أيضًا ماتوا، فمَنْ تَحسَبُ نفسَكَ ؟ فأجابَهُم يَسوعُ لَو مَجَّدتُ نَفسي، لكانَ مَجدي باطلاً. أبـي هوَ الذي يُمَجِّدُني. وهوَ الذي تَقولونَ إنَّهُ إلهُنا. أنتُم لا تَعرِفونَهُ، أمَّا أنا فأعرِفُهُ. إذا قُلْتُ إنِّي لا أعرِفُه، كُنتُ مِثلَكُم كاذِبًا. ولكنِّي أعرِفُهُ وأعمَلُ بِكلامِهِ”. التأمل: “من عمل بكلامي… لا يرى الموت أبدا” في ذروة الجدال بين يسوع واليهود، أعلن يسوع أنه ينبوع الحياة وسيد الموت، له سلطان أن يحيي ويميت، اذ أن كلمة واحدة منه تنجي من الموت. يسوع أعظم من موسى وأعظم من ابراهيم.. نحن هنا أمام ابن الله السماوي المساوي لله في الجوهر.. نحن هنا أمام شعلة الرجاء التي حملها أنبياء العهد القديم ومنهم زكريا ولم يروها انما وصلت الينا بيسوع المسيح الذي أضاء ظلمات العالم حتى ظلمات القبور. لنأخذ زكريا مثالا من العهد القديم (ونحن في اسبوع بشارته) يبدو انه نسي قصة إبراهيم والإيمان، نسي انه موجود في الهيكل في حضرة الله. ” كيف يكون هذا وانا شيخ كبير وامرأتي عجوز؟” تجرأ الكاهن التقي وسأل الملاك عن المستحيلات. فهو شيخ حكيم يعرف حدود الجسد، ولكنه كمؤمن وكاهن لم يثبر أبعاد الإيمان بعد، كان ينقصه الصمت. ” أجابه الملاك: “أنا جبرائيل القائم في حضرة الله…ستصاب بالخرس فلا تقدر على الكلام، إلى اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لأنك ما آمنت بكلامي…” فصمت زكريا تسعة أشهر، على عكس اليهود الذين حكموا على يسوع بالموت، فصمت زكريا أتاح له التأمل بعمل الله. فتجلى له الخلاص وامتلأ من الروح القدس فتنبأ : “تبارك الرب إله إسرائيل، لأنه تفقد شعبه وافتداه…”( لو١/ ٦٧ ) من أجمل الأناشيد الموجودة في العهد الجديد والتي تلخص العهد القديم و عمل الله الخلاصي. في الصمت فقط نستطيع أن نسمع ونؤمن ونصلي، في الصمت نخرج بذواتنا من السبي إلى الحرية، من منطق الحكم المسبق إلى الإيمان برحمة الله. مع بداية زمن المجيء هذا، كما ينصح الآباء، كل من يريد أن يفسح المجال لروح الله الذي فيه “للتنفس” (ليتررح) قليلا في قلبه، فليتعلم الصمت. ونحن في زمن دكتاتورية الضجيج الالكتروني، قد يصعب إيجاد الوقت للصمت. لكن لو أنك تأخذ 5 دقائق تتأمل فيها بمصمت يوميا في سر التجسد الالهي علك تنطق بمجد الله ولو بعد حين. دع قلبك يسبح في فضاء صامت ساكن، فليتشبه بالارض كما تبدو لنا و كأنها تتبع مدارها دون ان تقاوم جاذبية الشمس. غير مبالية بالأعاصير والبراكين التي تدور من حولها وفي داخلها، بل بقوة هادئة، بثقة و بإعجاب، بصمت وعشق، هكذا اترك لقلبك الخيار بالإنجذاب إلى نور المسيح بقوة هادئة بصمت وعشق. ومن يحفظ لسانه ويدخل الى سكينة قلبه دقية واحدة كل يوم بعيدا عن كل اهتمام سرعان ما يقطف ثمارا روحية تفوق تصوراته. لنتذكر اليوم كم مرة قادنا يسوع كي نتخطى خوفنا وأمراضنا، لنتذكر عمله المستمر في حياتنا، لنتذكر مسيرتنا كم كانت مليئة بالعثرات، وتاريخنا كم كان مليئا بالصفحات السوداء.. ألم يكن الرب الى جانبنا؟ ألم يلمسنا بعذوبته اللامتناهية؟ ألم يداوينا ويشفي جراحنا؟ ألم ينشلنا من حفر عميقة كادت أن تقضي علينا؟ كم مرة تسكرت الابواب في وجوهنا وبلحظة لا ندري كيف فتحت؟ كم مرة عبرنا في ضيق شديد واسودت الدنيا في وجوهنا ولا ندري كيف أضيئت دروبنا؟ كم مرة ظننا أنها النهاية وبعناية منه فتحت أمامنا بدايات جميلة لا زلنا نعيشها حتى الان؟ كل ذلك بكلمة منه… صنع بنا العجائب.. فعبرنا معه وادي الموت الى فجر القيامة. مع العذراء مريم التي كانت تتذكر كل شيء وتحفظه في قلبها، نطلب من الله، الكلمة ، أن يساعدنا على تقبل تلك الكلمة المحيية، ونفتح قلوبنا وعقولنا على كل جديد وكل تبديل وكل مغامرة حب معه، وكل مفاجأة جميلة منه. آمين |
29 - 11 - 2017, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: “من عمل بكلامي لا يرى الموت أبدا”
، نطلب من الله، الكلمة ، أن يساعدنا على تقبل تلك الكلمة المحيية، ونفتح قلوبنا وعقولنا على كل جديد وكل تبديل وكل مغامرة حب معه، وكل مفاجأة جميلة منه. آمين ميرسى على الموضوع الجميل مرمر |
||||
30 - 11 - 2017, 11:25 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: “من عمل بكلامي لا يرى الموت أبدا”
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
غذوا ارواحكم بكلامي |
مبدا الموت ويليه مبدا القيامة والحياة |
(مزامير 26: 1) لأني بكمالي سلكت |
أكتب فيظنون أني أقصدهم بكلامي |
الدبلوماسي من لا ينسى أبدا عيد ميلاد المرأة ولا يتذكر أبدا عمرها |