التقليد الكنسي
بقلم القمص زكريا بطرس
إن كان أحد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونياً. ( 2 تي 2 : 5 )
اثبتوا إذاً أيها الاخوة وتمسكوا بالتقليد التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا. ( 2 تس 2 : 15 )
تنادى بعض المذاهب غير الأرثوذكسية بإمكانية الخلاص عن غير طريق الطقوس والعقائد الأرثوذكسية التي تسلمناها بالتقليد من الرسل، كما يعترض البعض الآخر قائلين إننا لا نقبل سوى ما كتب في الإنجيل. وهم بهذا يخدعون النفوس البسيطة (2 بط 2 : 14).
فإن جادلت أحدهم اسأله هل تؤمن بالإنجيل وبكل ما فيه؟ فسيجيبك على الفور نعم، فاسأله هل تؤمن بالتقليد؟ فان أجابك: نعم. قل له فلماذا لا تؤمن بعقائد وطقوس الكنيسة الأرثوذكسية التي تسلمتها بالتقليد؟ ولماذا لا تعترف أنها الوسيلة التي رسمها الإنجيل للخلاص؟ وإن أجابك بالنفي، معترضاً بأن التقليد لم يذكر في الإنجيل. فقل له وإن أثبت لك ذلك بآيات من الإنجيل هل تؤمن به؟ ربما يتنصل من الإجابة قائلاً: (إنكم غيرتم فيه) فقل له وإن أثبت لك بشهادة التاريخ إننا لم نغير فيه، هل تؤمن به؟ فسوف لا يجد مفراً من الموافقة.
وهذا الكتيب يثبت التقليد من الكتاب المقدس، وشهادة التاريخ بمحافظة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عليه. متمنياً أن يقرأها كل أرثوذكسي فيطمئن إلى سلامة معتقداته الأرثوذكسية ويستطيع أن يدحض مجادلات من يناقشه فيها.
كما أتمنى أن يقرأها غير الأرثوذكسي فيهتدي إلى طريق الحق حتى يكون جهاده قانونياً مكللا ولا تذهب عبادته سدي، كما قال بولس الرسول "إن كان أحد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونياً" (2 تي 2 : 5) وحتى لا ينطبق عليه قول بطرس الرسول "فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل لأنه كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعد ما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم" (2 بط 2 : 22)
ملحوظة : قصدت في هذا الكتيب أن أهتم بالتقليد لأنه يوضح الطقوس والعقائد الكنسية، فان اقتنع غير الأرثوذكسي بوجوده وصحته، وجد نفسه مضطراً لقبول الطقوس والعقائد على ما هي عليه في الكنيسة. علماً بأننا بمشيئة الرب سنثبت الأسرار الكنيسة من الكتاب المقدس في كتيبات متوالية.
يتبع