19 - 10 - 2017, 05:02 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مطلق سلطانه
وهذا نجده واضحًا في ما كتبه بولس، عَمن يعترض على أمور الله متسائلاً: “لِمَاذَا؟” (رو9: 19). فجاء رد بولس: «مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟» (رو9: 20)، فلا يليق أن يستجوب الإنسان الله؛ ولهذا أكمل بولس مستنكرًا: «أَ لَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟ أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ، أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟» (رو9: 20، 21). فنحن لا نعترض على حرية الخزَّاف في صناعة ما يشاء من الأواني الخزفية، لأنه جابلها. وكذلك لا نعترض على الله عندما يخلق ذكرًا أو أنثى، لأنه هو الخالق وله الحرية في خلق ما يريد. فعلى ذات القياس يكون له - باعتباره الخالق - مطلق الحرية في تعاملاته مع الذين خلقهم بنفسه ولنفسه. إذ له السلطان على خلائقه. ولهذا قال: «كُلَّ أُمُورِهِ (وليس كل أمورنا) لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا»؛ فهذه الأمور تخصّه هو في المقام الأول، لأنه كالخالق هو الذي يستخدمها بمهارة فائقة لغرضه.
|