|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى كم من الوعود التي تحمل توقيع الله نفسه نجدها في الكتاب المقدّس، وهي لنا كأولاد الله؛ إن كنّا نؤمن بأن الله سوف يفي بها. أما إن اخترنا موقف الشّك وعدم اليقين، فستتحوّل حياتنا إلى بريّة قاحلة مجدبة. فالإيمان كما تعرّفه كلمة الله: "هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى". إيماننا يجعل ما يُرجى حقيقة بالنسبة إلينا، وكأننا قد حصلنا عليه. كما أنه يمنح يقينًا لا يتزعزع، بأن بركات الله غير المنظورة هي أكيدة وحقيقيّة بشكل قاطع. وبكلمة أخرى، إنه يُحضر المستقبل ليصبح ضمن نطاق الحاضر، كما يجعل غير المنظور منظورًا. فالإيمان هو الثقة بإلهنا الجدير بالثقة، والاقتناع بأن ما يقوله هو صحيح، وبأن مواعيده ستتم. ليس الإيمان قفزة في الظلام. ولا يقتصر على ما هو معقول وممكن، لكنه يغزو نطاق المستحيلات. قال أحدهم: "الإيمان يبدأ عندما تنتهي الأمور الممكنة. لأنها إن ظلّت ممكنة؛ لا يتمجّد الله بها". فالإيمان العظيم يرى الوعد، وينظر إلى الله وحده، يهزأ بالمستحيلات، ويهتف: "الأمر سيتم". صديقنا، إن الإيمان الذي نتحدّث عنه مبنيّ على كلمة الله، وعلى صدق مواعيد الله، لذلك عندما يتواجه المؤمن مع تحدّيات الحياة وأتعابها، يسرع إلى الرب ليلقي بأحماله عليه، متّكلا على وعده القائل :" تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" متى 11: 28، وفي ظروف الاحتياج يتمسّك بوعد الرب: "فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" فيلبي 4: 19، وعندما يتعرّض للأخطار يطالب الرّب بتحقيق وعده القائل: "كلّ آلة صوّرت ضدّك لا تنجح" إشعياء 54: 17 ، وفي أيام الخوف يتمسّك بوعد الرب: "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ" إشعياء 41: 13، هذه الوعود إلى جانب المئات من الوعود الأخرى، التي يستطيع المؤمن أن يتمتّع بها؛ إن كانت لديه الثقة الكاملة والإيمان اليقيني بأن الله يستطيع أن يفي بها. فهل تصدّق هذه الوعود وتثق بأن الله يستطيع أن يدبّر احتياجاتك، ويتعّهدك بالحماية، ولن يُنقص عن حياتك شيئًا واحدًا بل يمكن أن يزيد من سعادتك إن سلكت بالاستقامة معه؟ أم ما تزال على موقفك المتشكّك الذي يحجب عن حياتك البركات التي لك في مواعيد الله؟ إن الشك الذي يعرقل مسيرة الإيمان في حياتنا يتنكّر في أشكال عديدة، إنه يعمل من وراء أقنعة متنوّعة.. كقناع "الخوف" من عدم تتميم الله لوعوده، وقناع "القلق" مما يخبئه المستقبل، وقناع "الإحباط والغضب" من أنّ الله لن يحلّ المعضلة، وقناع "الانزواء" بالابتعاد عن الآخرين حتى عن الرّب بإقامة الحواجز. لذلك علينا أن ننتبه إلى الأقنعة الظاهرة وننتزعها؛ عندئذ سندرك أن المشكلة الحقيقية تكمن في الشك. إن اتجاه المؤمن إلى موقف الشك أمر خطير، لدرجة أن الله من محبّته يمتحن إيمان أولاده بتعريضهم لاختبارات الإيمان بانتظام. وإن فشلوا؛ يُعيد امتحانهم ليقدّم لهم فرصة ثانية. فإن كنت تعاني من نكسة في العمل، أو ضآلة في الدخل، أو ربما لديك ابن متمرد يسبّب انكسارًا في قلبك، أمور تبدو كسحب داكنة .. اعلم أنها امتحانات يتعرّض لها المؤمن، لتنقية إيمانه، تدريبات يتعلّم من خلالها أن يضع ثقته بالله وليس في الظروف أو في قدراته الذّاتيّة التي طالما خانته، فالحياة تمضي قُدمًا بشكل أفضل بكثير؛عندما يضع الإنسان كلّ إيمانه وثقته بإلهه العظيم. ففي حياة الإيمان لا يصلح أن تقول: "سوف أومن عندما أرى"! بل يجب أن تقول: "سوف أرى عندما أومن". فالله يخبرنا بأشياء بعيدة عن بصيرتنا، والإيمان يجسّم هذه الأشياء ويجعل الأمور التي لا تُرى أكثر حقيقة من الأشياء التي تُرى. بهذه الطريقة ابتدأنا مسيرتنا مع المسيح، لأننا عندما وضعنا ثقتنا به؛ لم تكن كلّ الوعود الإلهيّة قد وُضعت لنا في بنك الإيمان، فكان ارتباطنا بالمسيح هو الخطوة الأولى في خطوات الإيمان، فنحن قد عرفنا وصدّقنا محبّة الله بالإيمان، وهكذا نستطيع ان نتمتّع بوعود الله الصادقة ولنا اليقين التام بأنه قادر على الوفاء بها. |
05 - 10 - 2017, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى
، فنحن قد عرفنا وصدّقنا محبّة الله بالإيمان، وهكذا نستطيع ان نتمتّع بوعود الله الصادقة ولنا اليقين التام بأنه قادر على الوفاء بها. ميرسى على التامل الجميل ربنا يبارك تعبك مرمر |
||||
06 - 10 - 2017, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى
شكرا على المرور |
||||
|