اكتشاف هرمون النمو البشرى
هرمون النمو البشري يسمى أيضا سوماتوتروبين ، وهو البروتين الذي يحفز النمو ، ويجب أن يفرز بكمية مناسبة في الطفل وذلك من اجل النمو الطبيعي للطفل ، وإذا كان إنتاج هرمون النمو البشري قليل جدا ، سوف يصبح الطفل قزما ، وإذا تم إفرازه بشكل كبير ، فإن الطفل ينمو ليكون عملاق ، ويفرز هرمون النمو من الغدة النخامية الأمامية ، وهى تقع في قاعدة الدماغ ، والغدة النخامية له تأثير مباشر على عملية التمثيل الغذائي للبروتينات والكربوهيدرات والدهون وتتحكم في معدل نمو الهيكل العظمي والأعضاء الداخلية .
اكتشاف هرمون النمو :
تم التعرف على هرمون النمو من الملاحظات السريرية على العملاقة وضخامة النهايات ، العملاقة هى حالة تحدث بسبب زيادة افرز هرمون النمو في مرحلة الطفولة ، وتتميز بارتفاع أكبر بكثير من المعتاد ، وتتسبب فى ضخامة النهايات أكثر من اللازم في مرحلة البلوغ ، وتتميز بسماكة العظام في القدمين واليدين والوجه ، وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ، أظهر عالم الأحياء الأمريكي هربرت إيفانز عام (1882-1971) كيف يمكن للمستخلصات من الغدة النخامية أن تحفز نمو الحيوان بشكل كبير ، مما يؤدى إلى نموه ليصبح عملاق .
وفي عام 1940 ، إيفانز وزميله تشوه هاو لي قاموا بعزل هرمون النمو من الماشية ، وقد عزل علماء آخرون هرمون النمو في أنواع حيوانية مختلفة ، وفي عام 1970 ، العالم تشوه هاو لى وعلماء آخرين صنعوا هرمون النمو باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية ، وأدى ذلك إلى إنتاج أول هرمون نمو بشري .
نقص هرمون النمو يسبب التقزم :
عدم وجود كميات طبيعية من هرمون النمو خلال مرحلة الطفولة يمكن أن يؤدي إلى نوع من التقزم ، الذي يجعل الشخص قصير بصورة ملحوظة ، ويمكن علاج هذه الحالة عن طريق حقن الشخص بهرمون النمو لمساعدة الشخص على الوصول إلى الحجم طبيعي أو شبه الطبيعي .
افراز هرمون النمو :
يفرز هرمون النمو من الغدة النخامية ، ويزيد افرازه عند ممارسة الرياضة ، والإثارة العاطفية ، والصوم ، والنوم ، أو نقص السكر في الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم) ، ويقل افراز هرمون النمو بسبب هرمون السوماتوستاتين الذى يفرز عند نقص النوم ، وارتفاع نسبة السكر فى الدم ، والسمنة ، وارتفاع مستوى الدم من الأحماض الدهنية الحرة .
هرمون النمو الاصطناعى :
أعلنت شركة الأدوية هوفمان-لاروش في عام 1989 أنها قد صنعت هرمون النمو الاصطناعي ، والذى يحفز الجسم لإنتاج كميات طبيعية من هرمون النمو الطبيعى ، وهذا قد يكون له مزايا للمريض ، ويمكن من خلاله علاج حالات التقزم ، ولكن منذ ظهور هرمون النمو الاصطناعي في أواخر الثمانينيات ، نشأ جدل حول الجهود الرامية إلى تعزيز معدل نمو الأطفال الذين هم على الحدود بين كونهم على ارتفاع منتظم وكونهم قصيرين على نحو غير عادي ( قصيرين ولكن ليس اقزام ) .
حيث أن بعض الأطفال قصيرين بالوراثة (لان والديهم قصيرين) ، ولكن العديد من الأطباء حذرين من علاج الأطفال الصغار الذين ليس لديهم نقص فى هرمون النمو ، ويريدون ذلك فقط لأسباب تجميلية أو اجتماعية ، حيث انه احيانا والدى الطفل القصيرين يحاولان علاج اطفالهما بهرمون النمو الاصطناعى حتى لا يعانوا من القصر بسبب الوراثة ، وعلى الجانب الأخر يقول بعض الباحثين ان بعض الاطفال القصيرة لديهم ضعف فى التحصيل الدراسى ، وضعف المهارات الاجتماعية .
ولكن اجريت دراسة عام 1994 حول هذا الموضوع، في مجلة طب الأطفال ، وتم التقرير إلى أن العلاج بهرمون النمو الاصطناعى لا يجب أن يعطى بشكل روتيني للأطفال القصيرة لتحسين صحتهم النفسية ، وحث التقرير الأطباء على النظر في قصر الطفل وأداءه النفسي والاجتماعي قبل اتخاذ القرار .