محمد مرسى وقع فى الفخ بخطأ قاتل

[Mary Naeem]

مرسى وقع فى الفخ بخطأ قاتل

الرئيس محمد مرسي

بقلم - حمدى مبارز منذ 1 ساعة 24 دقيقة
فكرت كثيرا فى الخلفية والسبب اللذين جعلا الرئيس "محمد مرسى" يصدر قراره الجمهورى الغريب بعودة مجلس الشعب .
وبما أننى من الذين انتخبوا "مرسى" ومؤيديه، ومن الذين رفضوا حملات التشويه والإساءة التى يتعرض لها، وكتبت كثيرا قى ذلك، وأنا لست إخوانيا، حاولت أن أجد مبررا لهذا القرار أو أفهم لماذا أقدم الدكتور "مرسى" على هذا القرار وفى هذا التوقيت الملتهب؟ وما هى الضرورة الملحة لإصداره، بينما هناك العديد من القضايا الجماهيرية التى تتطلب قرارات جمهورية، قد تجد صدى شعبيا واسعا، فلم أجد.

نظرية المؤامرة
واتهمت نفسى أولا بعدم استيعاب ما توصل وتفتق عنه ذهن الرئيس ، وذهب بى خيالى، كا هو الحال بالنسبة للكثيرين ، بأن هناك مؤامرة وان المجلس العسكرى كما عهدنا منه خلال الاشهر الماضية ، أوقع "مرسى" فى شر أعماله ونصب له فخا، بهذا القرار الذى من المؤكد لم يكن يصدر إلا بتنسيق مع المجلس العسكرى.
لاعذر لـ مرسى
وحتى إذا كانت تلك الفرضية صحيحة وربما تكون بالفعل صحيحة ، فإنه لا عذر لـ "مرسى" فى ذلك، لأنه بهذه الطريقة لم يكن قد تعلم من درس حرق البرلمان الممنهج والمخطط ولم يعبأ بكل التحذيرات من أن يكرر أخطاء حزبه الساذجة ووقوعه فى الفخاخ النى نصبها له المجلس العسكرى.
ورغم أننى كنت ومازلت مقتنعا بأن حل البرلمان خطأ بشع، وأن حكم المحكمة الدستورية بالحل كان بضغوط من المجلس العسكرى وأن الهدف كان ضرب "مرسى" فى انتخابات الرئاسة وأن القضاء استخدم فى المعركة السياسية . إلا ان ما أقدم عليه "مرسى" لا يمكن أن يوصف إلا بالسذاجة ، أو إنه استكمال لمنهج القرارات المريبة والعجيبة والمفاجئة التى انتهجها المجلس العسكرى منذ توليه المسئولية بعد تنحى "مبارك" .
مرسى يقلد "العسكرى"
حيث اعتاد المجلس على مفاجأة الجماهير بقرارات من نوعية قرار "مرسى" الأخير، وكان آخرها الإعلان الدستورى المكمل. والسؤال الذى يطرح نفسه من الذى أشار على "مرسى" بهذه المشورة العبقرية؟ وهل لم يدرك الرئيس ومستشاروه الحملة التى سيتعرض لها إعلاميا وسياسيا؟ وكم الاتهامات التى ستوجه له من قبل المتربصين؟ ألا يعلم الرئيس أن المتربصين كثيرون وان من سنوا السكاكين جاهزون حتى يقدم لهم السكين الذى يذبحونه به؟ . الم يكن "مرسى" قادرا على ان يستخدم القضاء فى اعادة المجلس، كما استخدمه المجلس العسكرى من قبل فى الحل؟!. أو أنه لا يعطى لموضوع البرلمان أهمية، باعتبار أن هناك اولويات أخرى.
أين المواءمة؟
الحقيقة أننى عندما سمعت "مرسى" يتحدث فى جامعة القاهرة عن عودة مجلس الشعب، توقعت أن ذلك ستم عبر الطرق القانونية عبر المحاكم، حتى لو استخدمت الضغوط السياسية على القضاة، إنما ان يصدر قرارا جمهوريا ، هذا مالم يتوقعه احد. وحتى إذا كان "مرسى" يملك هذا الحق وأن قراره صدر لإلغاء قرار المجلس العسكرى الخاص بتنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا بالحل، فإنه من المواءمة ألا يصدر رئيس يمر بظروف صعبة، مثل هذا القرار وهو يعلم العواقب ورد الفعل، وماذا يعنى ذلك بالنسبة للرئيس هل هو كما سيتهمه المتربصون به، جاء لينتقم للبرلمان الذى يسيطر عليه حزبه؟!
أوقعنا فى أزمة
الحقيقة أن العقل يعجز عن فهم ما ذهب إليه الرئيس. وأيا كانت المبررات والخلفيات ، فإن "مرسى" الذى يعلم جيدا أن البلاد ليست فى حاجة إلى مزيد من الأزمات والجدل ، أوقع نفسه والبلاد فى أزمة كان يمكن تجنبها، خصوصا أن إجراء انتخابات برلمانية، سيكون أمرا مفروضا بعد صياغة الدستور الجديد، اى ان الأمر لا يستدعى كل هذا التحدى والجدل.
والأمر الثانى ، هل سيقوم "مرسى" بعودة مجلس الشورى، الذى سيلقى نفس مصير مجلس الشعب قريبا حيث تم عرض أمره على نفس المحكمة التى حكمت بحل مجلس الشعب ؟! ... الحقيقة أن الرئيس أدخلنا فى دوامة وأزمة، والمستفيد الأول منها هؤلاء الذين لا يريدون الاستقرار ، ومنهم بعض الفضائيات والصحف التى كانت تبحث فى الأيام القليلة الماضية عن أى قضية مثيرة للجدل، بعد ان هدأت العواصف وكادت تعلن إفلاسها إعلاميا، إلا أن "مرسى" قدم لها أفضل هدية وهى قضية ستزعج وتصدع رؤوس المواطنين فى الأيام المقبلة. والأخطر أن يعيدنا قرار "مرسى" إلى نقطة الصفر، بل إلى سيناريو سيئ لا قدر الله ، بعد ان لاح الأمل فى الأفق وظن المواطنون أن الأوضاع استقرت.

ي بوابة الوفد الاليكترونية