الصليب الذى يدخل السماء
كثير من النساء، بعد إحتمالهن آلام الولادة، يسلمن أطفالهن لغيرهن كي يربين إيّاهم،
أما المسيح فلا يقدر أن يحتمل أن يقوتهم آخرون، بل يقدم لهم جسده بكل طريقة أو أخرى، ويجعلهم واحدًا معه
القديس يوحنا الذهبي الفم
الجرَّاح البريطاني
(من كتاب أبونا تادرس يعقوب)
روى الدكتور ستيوارت هولدن الجرَّاح البريطاني القصة التالية:
قبل أن أحضر إلى مصر عشت في جزيرة مالطة مع مجموعة من الأطباء، وكان يخدمنا شاب مسيحي يشهد دومًا للسيد المسيح، وكنت أتضايق منه أنا وأصدقائي. كنا نسئ إليه كثيرًا، أما هو فلم يبالِ، بل يحتمل كل شيء ببشاشة.
في إحدى الليالي دخلت "الشقة" فوجدته راكعًا يصلي، وكان منهمكًا جدًا في صلاته. إذ اغتظت منه خلعت الحذاء boot، وكان ثقيلاً جدًا بسبب الوحل الذي لصق به، إذ كان الجو ممطرًا. قذفته بإحدى الحذاءين boots على خده الأيمن وبالآخر على خده الأيسر بلا سبب، أما هو فلم يتحرك قط، بل استمر في صلاته كأن شيئًا لم يحدث.
دخلت حجرتي ونمت. في الصباح قمت فوجدته قد أخذ الحذاءين اللذين ألقيتهما على وجهه وقام بتنظيفهما وتلميعهما ووضعهما في مكانهما.
تألمت من نفسي جدًا بسبب قسوتي، وأحببت مسيحه وآمنت به!
هب لي يا رب القلب المتسع حبًا،
فأشهد لاتساع قلبك يا إلهي،
وأحمل أيقونة سمواتك في داخلي!
العالم متعطش إلى الحب،
لا إلى حوار عقلاني جاف لإثبات وجودك،
وتأكيد الأبدية!
ليقدني روحك القدوس في طريق الحب الملوكي،
فأجرى إليك، مجتذباً الكثيرين إلى حضن أبيك!