|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي الكتاب الذي ازعج العالم وقرأة 25 مليون شخص ب 80 لغة القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد المقدمة هل تزوج المسيح بمريم المجدلية؟ وهل أنجب منها أولاداً؟ وهل تعيش ذريته حتى هذا اليوم؟ هذا الكلام جاء في رواية أدبية للروائي الأمريكي دان براون بعنوان؛ " شفرة دافنشي "، نشرها سنة 2003م، يقول فيها؛ " أنه خلال القرون الأولى للمسيحية لم يكن هناك اعتقاد بألوهية المسيح، ولكن كانت النظرة له أنه نبي عظيم وقائد فذ وبشر فان، وأن قرار ألوهيته أتخذ على يد البشر في القرون اللاحقة أثناء تأسيس الكنيسة نفسها بشكلها الذي عرفه العالم، وبما أن المسيح كان إنساناً عادياً في المقام الأول فقد أحب وتزوج مريم المجدلية، وهي نفس السيدة التي وصمتها الكنيسة في مراحل متأخرة أيضا بأنها " زانية "!! وزعم براون على لسان بطل روايته أن المسيح أنجب من مريم المجدلية ذرية ذات دم مقدس: " أن أكبر سر في تاريخ الإنسانية جمعاء, لم يكن المسيح متزوجاً فحسب, بل كان أباً أيضاً كانت مريم المجدلية الوعاء المقدس كانت الكأس الذي حمل سلالة يسوع المسيح الملكية, والرحم الذي حمل ورثة المسيحية, والكرمة التي أنتجت الثمرة المقدسة! ". هذا الكتاب تم الترويج له بصورة مبالغ فيها وضخمها الإعلام الغربي، وترجم إلى حوالي ثمانين لغة، منها اللغة العربية، وقرأة، ككتاب، حتى الآن أكثر من 25 مليون فرد غير الذين قرءوه عبر الانترنت، وهللت له المواقع والصحف العربية وكأنه كشف الأسرار الخفية للديانة المسيحية وحطمها ودمرها!! وراحوا يزعمون أن أسفار العهد الجديد هي كتب محرفة وأن الكتب الأبوكريفية هي الكتب الأصلية، غير المحرفة، وزعموا أن الذي كتبها هم رسل المسيح أنفسهم، وأن مجمع نيقية بعد أن قرر عقيدة ألوهية المسيح، هكذا زعموا، رفض هذه الكتب الأبوكريفية وحرمها ومنع تداولها، فأهملت إلى أن عادت للظهور مرة أخرى في قرية الحمرة بنجع حمادي سنة 1945م، لتكشف حقيقة المسيحية كما كانت أيام المسيح وأيام تلاميذه!! والغريب، بل والأعجب، فهذه الكتب الأبوكريفية والتي اكتشف معظمها في البهنسا ونجع حمادي، موجودة في متناول الدارسين الذين ترجموها إلى عدة لغات، وقدموا عنها مئات الدراسات والأبحاث، خاصة في الإنجليزية، كما تُرجمت أجزاء منها إلى العربية، ومع ذلك نرى أن كل من كتبوا عنها في العربية، ومعهم دان براون مؤلف رواية " شفرة دافنشي " نفسه، لم يقرءوها ولا نرى أثراً لذلك في كتاباتهم!! بل ركزوا كل جهدهم على اتخاذها كوسيلة للهجوم على العقائد المسيحية، ولمحاولة إثبات صحة ما يزعمونه في نقدهم المتواصل وغير المتوقف لها!! وفي هذا الكتاب نقدم الأدلة والبراهين العلمية والكتابية والتاريخية واللاهوتية، معتمدين، ليس على الكتب الدينية فقط، بل بالدرجة الأولى على الموسوعات العلمية المحايدة وعلى رأسها " Encyclopedia Britannica 2004 " وموسوعة الانترنت العالمية " wikipedia.org "، لإثبات بطلان هذه الادعاءات الملفقة، وأن كل ما زعمه الكاتب الروائي والذين هللوا لما كتبه، بعيد تماماً عن الصحة والحقيقة. ونقول مع السيد نفسه قوله الإلهي الخالد: " على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " (مت16 :18)، ونقول مع ما قاله اشعياء النبي بالروح القدس: " كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه " (اش54 :17). |
07 - 07 - 2012, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
الفصل الأول الرواية موضوعها وهدف نشرها تعتبر مريم المجدلية من أكثر الشخصيات المسيحية التي روى الغرب عنها روايات وأساطير، بل وصارت هذه الأساطير مثل غيرها من الأساطير التي كانت تعج بها أوربا في العصور الوسطى، خاصة فيما بين القرن العاشر والقرن الخامس عشر، قبل عصر التنوير والنهضة. هذه الفترة التي انتشرت فيها الأساطير والخرافات، بل وتميزت بانتشار كم كبير من الكتب المزيفة والمنحولة، والتي كتب عنها علماء الغرب الذين تخصصوا في آداب العصور الوسطى، والتي ألمحنا إليها في الفصول الأولى من كتابنا؛ " إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح؟ "، والتي كتب عنها كثيرا الأستاذ حسن عثمان في مقدمة ترجمته لرائعة دانتي الشهيرة " الكوميديا الإلهية "، والتي عبرت بصورة قوية عن فكر هذه العصور وما سادها من أساطير ومنحولات. وفي الفترة الأخيرة صدرت روايتان أدبيتان تنسجان الأساطير من جديد حول شخصية مريم المجدلية وهما، " الدم المقدس – الكأس المقدسة "، والتي نشرت سنة 1982م، ثم " شفرة دافنشي " التي نشرت سنة 2003م، والتي نحن بصددها الآن، والتي اعتمدت بشكل رئيسي على ما جاء في الرواية الأولى، بل وانتحلت منها الكثير، كما قال أحد مؤلفي الرواية الأولى في حديث تليفزيوني!! وسنقوم بدراسة الثانية وتحليلها علمياً وكتابياً وتاريخياً ولاهوتياً، مع مراجعة لأهم ما جاء في الأولى، " شفرة دافنشي "، والتي اعتمدت عليها الثانية. وما يهمنا هنا هو إثبات عدم صدق وحقيقة كل ما جاء في كليهما. وقد ترجمت هذه الرواية، " شفرة دافنشي "، إلى ثمانين لغة منها اللغة العربية، وما يعنينا هنا هو إيضاح أن بعض الكتاب العرب الذين كتبوا عن هذه الرواية، كتبوا ما تصوروا وزعموا أنه حقائق تمس جوهر العقيدة المسيحية، وقد التقوا مع فكر الكاتب الأصلي في نقطتين؛ الأولى هي الزعم بأنه كان يوجد عشرات الكتب التي كتبها تلاميذ المسيح، وقد رفضتها الكنيسة وأبقت فقط على الأناجيل الأربعة، وبقية أسفار العهد الجديد القانونية، لأنها تؤيد وجهة نظرها في عقيدة لاهوت المسيح. والثانية هي القول بأن المسيح كان مجرد نبي عظيم فقط وبشر فان وأنه ليس إلهاً، كما تؤمن بذلك المسيحية. ومن هنا رأى كلاهما في أسطورة مريم المجدلية والادعاء بأن المسيح تزوج بها وأنجب منها نسلاً ما يبرر هذه المزاعم!! ونشرت جريدة " الدستور " القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 28/12/2005م مقالين عن هذا الموضوع؛ الأول بعنوان: " الكتاب الذي أزعج العالم وقرأه 25 مليون شخص ب80 لغة "، والثاني، والذي حمل نفس عنوان الصفحة الأولى والرئيسية للجريدة وهو: " هل تزوج المسيح؟ وهل أنجب؟ وهل تعيش ذريته حتى اليوم؟ ". ويقدم المقال الأول ملخصاً وافياً للرواية، في حين يقدم الثاني بدرجة أكبر رؤية الكاتب نفسه من خلال حديثه عن الرواية التي اعتبرها قنبلة في وجه الكنيسة الكاثوليكية، وأن كان ما يكتبه موجه للعقيدة المسيحية بصفة عامة. وقبل الدخول في التعليق على الموضوع نقدم هنا المقالين كما هما، إلى جانب إضافة فقرات من الرواية نفسها، مع التركيز على الفصول من 58 إلى 60 التي لخص فيها الكاتب جوهر أفكاره عن المسيح والمسيحية والأسفار القانونية والكتب الأبوكريفية، حتى تكون الصورة واضحة تماماً للقاريء. 1 – المقال الأول: " الكتاب الذي أزعج العالم وقرأه 25 مليون شخص ب80 لغة ": تلقى الفاتيكان هذا العام ضربه محسوسة، كما يسميها الإنجليز، وتمثلت هذه |
||||
07 - 07 - 2012, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
الضربة في صورة رواية من القطع المتوسطة تقارب الـ 500 صفحة، وتحمل اسم " شفرة دافنشي ". تلك الرواية التي قامت لها الدنيا ولم تقعد، ليس لأنها من كلاسيكيات الأدب، ولا لأهمية كاتبها الأمريكي (دان براون)، الذي كان متوسط الشهرة ليصبح على راس قائمة أهم رجال 2005، بل لأن هذه الرواية تتحدث في تفاصيل خاصة جدا في الديانة المسيحية يعتبرها المسيحيون مسلمات بديهية لا يجوز المساس بها أو مناقشتها. اليوم سنتناول ما ورد في هذه الرواية والجدل الذي سببته وسنحاول معا فهم الصورة كاملة علنا نحظى بإجابات للأسئلة التي لا تنتهي. تبدأ الرواية بـ " جاك سونيير " مدير متحف اللوفر، وهو يجرى داخل المتحف هاربا من شخص يحاول قتله، وهو ينجح في هذا بالفعل، إذ يطلق رصاصة تخترق معدة جاك سونيير ثم يتركه يصارع الموت، وكل ما أمامه هو 15 دقيقة لينقل السر قبل موته، أي سر؟.. يحقق في القضية النقيب " بيزوفاش "، وهو شخصية مسطحة، يقرر بدوره الاستعانة ببطل الرواية " روبرت لانجدون "، أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفارد، والواقع أن هناك سببين لاستدعائه؛ أولهما: انه كان على موعد مع القتيل وثانيهما: وهو وضع جثة سونيير المذهل الذي عثروا عليه فيه عاريا ممددا بصورة عجيبة على نجمة خماسية رسمها على الأرض. وبعد كثير من الاستنتاجات المعقدة والتي تساهم في حلها " صوفي نوفو " حفيدة سونيير والتي تعمل كخبيرة حل شفرات نفهم جميعا أن جاك سونيير كان القائد السري الحالي لجماعة " سيون " التي فقدت هذه الليلة أربعة من قادتها كلهم ماتوا قرر تصفية قادة جمعية " سيون " ليحصل منهم على السر الكأس المقدسة. ومع أحداث الرواية تتضح التفاصيل أكثر وأكثر، أن جاك سونيير يحمل فعلا مفتاح الطريق إلى الكأس المقدسة، لكنه استعان بشفرات دافنشي العجيبة ليحميه وهى شفرات لا يقدر على حلها سوى صوفي وروبرت لانجدون مجتمعين وكلما انتقلنا من نقطة إلى نقطة وجدنا شفرات العبقري " دافنشي " تنتظرنا بغموضها وسخريتها الرهيبة، بعقولنا على لسان لانجدون نعرف بعض الأسرار الطريقة، ومنها ما يؤكد أن دافنشي كان عضوا نشيطاً في جماعة سيون وانه كان من عبدة الإله الأنثى ويستخدم لوحة الموناليزا فائقة الشهرة لإثبات نظريته. بداية من اسمها ذاته والذي هو مزيج خبيث لكلمتي " آمون " و " إيزيس "، أي المزج بين الإله الذكر والأنثى، والمساواة بينهما في الأهمية، على عكس ما تؤمن به بعض المعتقدات الكاثوليكية، التي تقلل من أهمية الأنثى وتتهمها أنها اصل كل البلاء. لقد كان دافنشي عبقريا، وكانت موهبته في الشفير لا حد لها، لهذا سخر موهبته لحماية أسرار جمعية سيون، ولهذا استعان بها قادة الجمعة من بعده ولهذا حملت الرواية هذا الاسم الغربي لكن هذا ليس كل شيء دعنا نعود إلى التاريخ البعيد لنتعرف على جماعة سيون أكثر، فهذه الجمعية التي تأسست عام 1099 على يد " جودوفرادي بويون "، أول ملك للقدس اللاتينية، وكان الغرض منها حماية أسرار عائلة بويون ذاته، حتى سمع أعضاء هذه الجمعة بوجود وثائق سرية تحت أنقاض معبد هيروديت، المبنى بدوره على هيكل سليمان، فأنشئوا فرقة عسكرية للبحث عن هذه الوثائق، وأسموها باسم " فرسان الهيكل ". |
||||
07 - 07 - 2012, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
استمر الحفر والبحث لتسع سنوات كاملة، ثم عثر فرسان الهيكل على الوثائق ليعودوا بها إلى أوروبا، لمنحهم البابا اينوسنت الثاني سلطة مطلقة وصلاحيات لا حد لها، حتى قرر البابا كليمنت التحالف مع ملك فرنسا (فيليب الرابع) للتخلص منهم، وفي يوم الثالث عشر من أكتوبر لعام 1307، تم اغتيال معظم أعضاء فرسان الهيكل، لكن السر بقى مع الأعضاء الذين نجوا بفضل السرية المطلقة التي كانت تغلقهم، وفقا لأحداث الرواية يتمكن لانجدون. وصوفي من الحصول على مفتاح السر من خزانة جاك سونيير في البنك ثم يلجان سويا إلى الصديق لانجدون المؤرخ الديني (لاي تيبينج)، لنعرف هناك أن السر الذي كان سونيير يحميه هو وجميع أعضاء جماعة سيون على مر كل هذه السنوات، هو خريطة تقود إلى الكأس المقدسة. التي يبحث عنها الجميع وهى قبر مريم المجدلية ذاته. ونتعرف أيضا على معتقدات جمعية سيون والذين - وفقا لأحداث الرواية - يقدمون لنا حقيقة المسيحية الحقيقية! بالنسبة لأعضاء جمعية سيون، فان المسيح كان بشرا عاديا، ولم يكن إلها كما يحلو للفاتيكان أن يروج، واكبر دليل على بشريته هو انه 00 تزوج مريم المجدلية!! ومرة أخرى نعود إلى دافنشي، والى ثان اشهر لوحاته على الإطلاق وهى لوحة العشاء الأخير لنرى أن من يجلس جوار المسيح هي مريم بشعرها الأحمر وملابسها المتماثلة في ألوانها مع ملابس المسيح كدلالة على أهميتها. ولأن هذه اللوحة غير كافيه، نعرف على لسان تبينج، كيف تحولت الأنثى على يد قسطنطين وأتباعه إلى رمز لكل الشرور، وهى حرب كان الغرض منها تحويل الوثنية الأنثوية إلى مسيحية ذكورية، |
||||
07 - 07 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
بالتالي يستحيل معها تقبل فكرة أن يتزوج المسيح
من مريم المجدلية، وبالتالي تتأكد صورة كونه إلها وليس مجرد بشر عادى. تتواصل المفاجآت عبر أحداث الرواية، حتى نصل إلى المفاجأة الأخيرة، وهى أن للمسيح نسلا يعيشون بيننا حتى الآن، وأن جمعية سيون تسعى للحفاظ على سرية هويتهم، لمنع الفاتيكان من الوصول إليهم والتخلص منهم. وتنتهي الرواية ولا ينتهي الجدل فكل التفاصيل التي وردت فيها يقول المؤلف أنها حقيقية وأنها موثقه بمراجع لا تقبل الشك كما أن موقف الفاتيكان المتخاذل من الرواية مثير للشك فهي لم تطلب منع تداولها إلا بعد صدورها بعدة اشهر باعت فيها الرواية ما يقارب العشرة ملايين نسخة. ثم أن السرية التي يحيط بها الفاتيكان نفسه، والتي هاجمها " دان براون " في روايته السابقة (ملائكة وشياطين ) أصبحت تثير سخط البعض وشكوك البعض الأخر. والعجيب هنا هوان معظم ما قدمته الرواية نوقش من قبل في كتاب " الدم المقدس والكأس المقدسة "، الذي صدر عام 1982، ليحقق أرقاما قياسية في المبيعات، لكن هذه المرة تغلف المفاجآت والأسرار بقالب بوليسي خصب ممتع، ليقدم ما فيه إلى جميع الأعمار في صورة ممتعة، وليست متخصصة. ليس هذا فحسب بل أن المخرج الشهير " رون هاورد " انتهى من تحويل الرواية إلى فيلم من بطولة " توم هانكس " و " جان رينو "، على أن يعرض في مايو المقبل، وهنا يجب أن ننتبه إلى نقطة مهمة وهى انه أن كان هناك 25 مليون قاريء للراوية فلنا أن نتوقع أن يكون هناك 100 مليون مشاهد للفيلم على الأقل، أي أن الجدل لن يتوقف بل ربما سيزيد. 2 – المقال الثاني: " هل تزوج المسيح؟ وهل أنجب؟ وهل تعيش ذريته حتى اليوم؟ ": لم يكن الراوئي دان براون هو من أول أطلق هذه القنبلة في وجه الكنيسة الكاثوليكية بل ولم يكن ما كتبه هو الأعمق او الأشمل في هذا الموضوع الشائك. ومع ذلك تمكنت رواية " شفرة دافنشي. بشهرتها المدوية ونجاحها منقطع النظير من توجيه ضربة قاسية للكنيسة الكاثوليكية وإصابتها بأذى لم تتمكن عشرات الكتب والأبحاث الرصينة قبل ذلك من فعله. والسبب أنها وصلت إلى الملايين في صورة بسيطة مشوقه مليئة بالحياة والحركة، وقدمت ما يشبه الحقيقة للملايين في أنحاء العالم في روايته التي تمزج الواقع بالخيالي والتاريخي بالشائعات، قدم براون القضية ببساطة مطلقة وبروية تختلف تماما عما يعتقد فيه الملايين من أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، قال براون انه خلال القرون الأولى المسيحية لم يكن هناك اعتقاد بألوهية المسيح، ولكن كانت النظرة له انه نبي عظيم وقائد فذ وبشر فان، وان قرار ألوهية المسيح اتخذ على يد البشر في القرون اللاحقة، أثناء تأسيس الكنيسة نفسها بشكلها الذي عرفه العالم، وربما أن المسيح كان إنسانا عاديا في المقام الأول فقد أحب وتزوج "مريم المجدلية "، وهى نفسها السيدة التي وصمتها الكنيسة في مراحل متأخرة أيضا أنها " زانية ". وقال براون أيضا أن المسيح أنجب ذرية ذات دم مقدس عندما رحلت المجدلية إلى فرنسا بعد صلبه وقيامته وهناك أنجبت ابنتهما " ساره ". الفكرة المزلزلة التي قدمها براون في روايته لم يكن هو صاحبها الأول ولا الوحيد، بل على العكس فقد قام ببناء روايته والأفكار الواردة فيها على أعمال الآخرين؛ مثل كتاب " الكأس المقدسة، الدم المقدس " الصادر عام 1982، وكذلك بعض الأفكار المتواترة القديمة التي أكد الباحثون من خلالها أن الكنيسة الكاثوليكية قامة بأكبر خدعة في التاريخ عندما أزاحت المجدلية ودورها المحوري في المسيحية وألقت بها في غياهب النسيان بل وكللتها بالعار الأبدي لسبب بسيط وهو حاجة الكنيسة لإقناع العالم بألوهية المسيح ولذلك كان يجب حذف واستبعاد أي أناجيل او شخصيات تعطى المسيح سماته البشرية العادية وعلى رأسها زواجه وإنجابه. |
||||
07 - 07 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
ولبحث هذه القضية الملتبسة، علينا أن نبحث أولا في تاريخية وجود المجدلية وعلاقتها بالمسيح، ومدى المعلومات التي نعرفها عنها، والحقيقة أن معظم الدراسين يؤكدون وجود عدد كبير من الأناجيل كتبها أتباع أو حواريون المسيح، ورغم وجود هذا العدد الكبير من النصوص، ذات الأهمية التاريخية والقداسة، فان الكنيسة اعتمدت أربعة فقط من هذه الأناجيل كتبها متى ومرقص ولوقا ويوحنا تمثل فيها بينها ما اصطلح على تسميته " العهد الجديد "، والأعجب أن الإنجيل كما نعرفه اليوم تم جمعه على يد الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين العظيم الذي اعتنق المسيحية وهو على فراش الموت، ومنحها الاعتراف الرسمي في الإمبراطورية الرومانية، وفي الأيام الأولى لتشكيل المسيحية في صورتها الرسمية تم اقتراح فكرة المسيح ابن الرب والتصويت عليها بين أعضاء المجلس النيقاوي لتسود فكرة ألوهية المسيح وان أتباعه لا يمكنهم التحرر من خطاياهم إلا عبر طريق وحيد يمر بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
في العهد الجديد أو الإنجيل الرسمي المعتمد لا توجد معلومات كثيرة عن المجدلية، ولكن في كل الأحوال ذكرت بالاسم 12 مرة، وكانت بين قلة قليلة من أتباع المسيح الذين شهدوا عملية صلبه، كما أنها الشخص الأول الذي ذهب إلى القبر الذي دفن فيه المسيح بعد صلبه، وشهدت قيامته من الموت، وكانت أول شخص تقع عليه عين المسيح بعد القيامة. وهذه المعلومات الرسمية المعتمدة من الكنيسة تظهر الدور المهم الذي لعبته هذه السيدة في المرحلة المبكرة للدعوة، وظهور الدين بغض النظر عن موضوع اقترابها الحميم من المسيح والذي يحيطه الجدل. أما الصورة الأخرى للمجدلية التي يعرفها العالم، وأنها كانت العاهر التي أنقذها المسيح من الموت لتتوب على يديه وتتبعه حتى النهاية، فهي صورة متأخرة نسبيا، يعود السبب الرئيس فيها للبابا جريجورى في القرن السادس الميلادي، حيث قام |
||||
07 - 07 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
بالخلط بين ثلاث نساء مختلفات ذكرن في الأناجيل وحملن اسم مريم، ليؤكد أنهن جميعا شخص واحد، هو مريم المجدلية، ويقول الخبراء أن رواية جريجورى سادت عمدا بهدف تحطيم سمعة المجدلية ووصمها بعار الدعارة لقطع الطريق على أي حديث عن دور هذه السيدة في قيام المسيحية الأولى. ما فعله البابا جريجورى من وصم المجدلية بالعهر لتلاحقها هذه التهم لمدة زادت على 14 قرنا تالية، كان هو الخطوة الأولى الحاسمة لإنكار أي حديث عن زواج المسيح منها، وبالتالي إنكار وجود ذرية مقدسة من نسلها، وبالطبع فإذا كان هذا الزواج حقيقة فمن الوارد جدا أن يكون قد أثمر عن أبناء. المدهش أن الكنيسة الكاثوليكية نفسها، وبعد هذه الفترة الطويلة من الاتهامات للمجدلية، أصدرت قراراً في عام 1996 أبطلت فيه تعريف البابا جريجورى للمجدلية كعاهرة، ولكن هذا التصويب المتأخر جدا لم يفلح على الإطلاق في التأثير على الصورة التي انطبعت في أذهان رواد الكنيسة من أن المجدلية هي نفسها العاهرة التائبة المذكورة في الأناجيل. العلاقة الحميمة والغامضة بين المجدلية والمسيح، لم تطرح على مائدة البحث او تعود إلى الأضواء إلا منذ سنوات قليلة نسبيا، والسبب الرئيسي لهذا التغير، هوظهور مجموعات جديدة من النصوص الرسمية المعتمدة منذ قرون، فعندما وضع قسطنطين أسس المسيحية الرومانية، واعتمدت الأناجيل الأربعة الرسمية تم إهمال وإحراق باقي الكتب والأناجيل المتداولة، ولكن بعض هذه الأعمال افلت من المصير المحتوم، ليظهر في النصف الأخير من القرن العشرين ويعيد فتح كل الملفات المغلقة. في عام 1945 عثر محمد على السمان، وهو فلاح مصري من قرية حمرة دوم التابعة لنجع حمادي بمحافظة قنا، على كنز أثري لم يتمكن من تقدير قيمته بطبيعة الحال، ولكن هذا الكشف أحدث زلزالا بين الباحثين والخبراء، حيث وجد الرجل المصري اثنتين وخمسين وثيقة قديمة، مكتوبة بالقبطية والآرامية، في حقله، كانت عبارة عن مجموعات من الأناجيل القديمة التي لم تعتمدها الكنيسة الكاثوليكية على الإطلاق، وأطلق الخبراء عليها اسم الأناجيل الغنوصية " Gnostic Gospels "، نسبة إلى مجموعه مسيحية قديمة، كانت تنكر الطبيعة الإلهية للمسيح، وترى أن الوصول إلى معرفة الروح الإلهية الحقة أن يكون بمعرفة الإنسان لنفسه، وهو الأمر الذي يهدم فكر الكنيسة الكاثوليكية من الأساس، باعتبارها الطريق الوحيد لوصول الإنسان إلى الله. عبر هذه الأناجيل المجهولة، أمكن للمرة الأولى، منذ قرون بعيده، الاستماع إلى أصوات لم تكن مسموعة من قبل، وهى أصوات توماس وفيليب ومريم المجدلية، التي قدمت في الأناجيل المنسوبة لها صوره مختلفة للسيد المسيح وعلاقته بأتباعه وحورايه، وعلى رأسهم المجدلية نفسها. احد هذه الأناجيل - التي ترفضها الكنيسة - وهو انجيل فيليب تحدث أكثر من غيره عن علاقة المسيح بالمجدلية، ويقول فيه بالنص: " ورفيقة المخلص هي مريم المجدلية أحبها أكثر من كل التلميذين واعتاد أن يقبلها من فمها. وقد أثار هذا الأمر ضيق باقي التلميذين وعبروا عن استيائهم وقالوا له: لماذا تحبها أكثر منا؟ ". بالطبع يكتسب هذا النص بالتحديد معنى واضح وأهمية استثنائية، عندما نعلم أن كلمة رفيقة باللغة الآرامية تعنى حرفيا الزوجة، أما الإنجيل المنسوب للمجدلية نفسها، والذي كان |
||||
07 - 07 - 2012, 07:57 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
ضمن وثائق نجع حمادي، فقد عرض بصورة أوضح الخلاف بينها وبين بطرس، الذي يقال انه الصخرة التي بنى عليه المسيح كنيسته، وفي هذا الإنجيل يقول بطرس: " هل قام المخلص فعلا بالتحدث مع امرأة دون علمنا؟ وهل سينصرف عنا؟ وهل سنضطر جميعا للانصياع إلى أوامرها؟ هل فضلها علينا؟ 000 وأجابه ليفي: بطرس لقد كنت دائما حاد الطباع، وارى أنك الآن تعارضها وكأنك خصمها. إذا كان المخلص قد جعلها شخصية مهمة فمن أنت لترفضها؟ من المؤكد أن المخلص يعرفها حق المعرفة. لذلك فهوا يحبها أكثر منا ".
هذه النصوص تعرض بشكل واضح، وللمرة الأولى، الدور الكبير الذي كانت المجدلية تلعبه وسط التلميذين وتفضيل المسيح لها عن باقي أتباعه، وربما تثبت ملامح الغيرة من باقي الأتباع لإدراكهم أن المسيح يضعها في منزلة أعلى منهم، وأنها بالتإلى مرشحة لخلافته بعد فترة صلب المسيح وقيامته. رصد بعض المؤرخين والكتاب حياة المجدلية وكتبت " لين بينكت " في كتابها " مريم المجدلية " أن السيدة رحلت إلى فرنسا، التي كانت تسمى بلاد الغال وقتها، ولا يعرف الكثير عن فترة وجود المجدلية في فرنسا، وان كانت الحكايات المتواترة هي، أنها وضعت هناك ابنتها من المسيح، ولكن الحقائق المؤكدة تقول انه بحلول القرن الثاني عشر والثالث العشر الميلادي - كما رصدت سوزان هيسكنز في مؤلفها حول المجدلية – قد زادت بشكل ملحوظ أعداد الحاج الذاهبين لزيارة ضريح مريم المجدلية في فيزالى بجنوب فرنسا، والمثير أن العديد من الرسائل البابوية من الفاتيكان، والتي أصدرها الباباوات لوشيوس الثالث وأوربان الثالث وكليمنت الثالث قد أكدت جميعها بشكل رسمي، أن جسد المجدلية مدفون بالفعل في فيزالى، إلا أن احد منهم لم يفسر على الإطلاق كيف استقرت جثة المجدلية هناك |
||||
07 - 07 - 2012, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
الضربة في صورة رواية من القطع المتوسطة تقارب الـ 500 صفحة، وتحمل اسم " شفرة دافنشي ". تلك الرواية التي قامت لها الدنيا ولم تقعد، ليس لأنها من كلاسيكيات الأدب، ولا لأهمية كاتبها الأمريكي (دان براون)، الذي كان متوسط الشهرة ليصبح على راس قائمة أهم رجال 2005، بل لأن هذه الرواية تتحدث في تفاصيل خاصة جدا في الديانة المسيحية يعتبرها المسيحيون مسلمات بديهية لا يجوز المساس بها أو مناقشتها. اليوم سنتناول ما ورد في هذه الرواية والجدل الذي سببته وسنحاول معا فهم الصورة كاملة علنا نحظى بإجابات للأسئلة التي لا تنتهي. تبدأ الرواية بـ " جاك سونيير " مدير متحف اللوفر، وهو يجرى داخل المتحف هاربا من شخص يحاول قتله، وهو ينجح في هذا بالفعل، إذ يطلق رصاصة تخترق معدة جاك سونيير ثم يتركه يصارع الموت، وكل ما أمامه هو 15 دقيقة لينقل السر قبل موته، أي سر؟.. يحقق في القضية النقيب " بيزوفاش "، وهو شخصية مسطحة، يقرر بدوره الاستعانة ببطل الرواية " روبرت لانجدون "، أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفارد، والواقع أن هناك سببين لاستدعائه؛ أولهما: انه كان على موعد مع القتيل وثانيهما: وهو وضع جثة سونيير المذهل الذي عثروا عليه فيه عاريا ممددا بصورة عجيبة على نجمة خماسية رسمها على الأرض. وبعد كثير من الاستنتاجات المعقدة والتي تساهم في حلها " صوفي نوفو " حفيدة سونيير والتي تعمل كخبيرة حل شفرات نفهم جميعا أن جاك سونيير كان القائد السري الحالي لجماعة " سيون " التي فقدت هذه الليلة أربعة من قادتها كلهم ماتوا قرر تصفية قادة جمعية " سيون " ليحصل منهم على السر الكأس المقدسة. ومع أحداث الرواية تتضح التفاصيل أكثر وأكثر، أن جاك سونيير يحمل فعلا مفتاح الطريق إلى الكأس المقدسة، لكنه استعان بشفرات دافنشي العجيبة ليحميه وهى شفرات لا يقدر على حلها سوى صوفي وروبرت لانجدون مجتمعين وكلما انتقلنا من نقطة إلى نقطة وجدنا شفرات العبقري " دافنشي " تنتظرنا بغموضها وسخريتها الرهيبة، بعقولنا على لسان لانجدون نعرف بعض الأسرار الطريقة، ومنها ما يؤكد أن دافنشي كان عضوا نشيطاً في جماعة سيون وانه كان من عبدة الإله الأنثى ويستخدم لوحة الموناليزا فائقة الشهرة لإثبات نظريته. بداية من اسمها ذاته والذي هو مزيج خبيث لكلمتي " آمون " و " إيزيس "، أي المزج بين الإله الذكر والأنثى، والمساواة بينهما في الأهمية، على عكس ما تؤمن به بعض المعتقدات الكاثوليكية، التي تقلل من أهمية الأنثى وتتهمها أنها اصل كل البلاء. لقد كان دافنشي عبقريا، وكانت موهبته في الشفير لا حد لها، لهذا سخر موهبته لحماية أسرار جمعية سيون، ولهذا استعان بها قادة الجمعة من بعده ولهذا حملت الرواية هذا الاسم الغربي لكن هذا ليس كل شيء دعنا نعود إلى التاريخ البعيد لنتعرف على جماعة سيون أكثر، فهذه الجمعية التي تأسست عام 1099 على يد " جودوفرادي بويون "، أول ملك للقدس اللاتينية، وكان الغرض منها حماية أسرار عائلة بويون ذاته، حتى سمع أعضاء هذه الجمعة بوجود وثائق سرية تحت أنقاض معبد هيروديت، المبنى بدوره على هيكل سليمان، فأنشئوا فرقة عسكرية للبحث عن هذه الوثائق، وأسموها باسم " فرسان الهيكل ". استمر الحفر والبحث لتسع سنوات كاملة، ثم عثر فرسان الهيكل على الوثائق ليعودوا بها إلى أوروبا، لمنحهم البابا اينوسنت الثاني سلطة مطلقة وصلاحيات لا حد لها، حتى قرر البابا كليمنت التحالف مع ملك فرنسا (فيليب الرابع) للتخلص منهم، وفي يوم الثالث عشر من أكتوبر لعام 1307، تم اغتيال معظم أعضاء فرسان الهيكل، لكن السر بقى مع الأعضاء الذين نجوا بفضل السرية المطلقة التي كانت تغلقهم، وفقا لأحداث الرواية يتمكن لانجدون. وصوفي من الحصول على مفتاح السر من خزانة جاك سونيير في البنك ثم يلجان سويا إلى الصديق لانجدون المؤرخ الديني (لاي تيبينج)، لنعرف هناك أن السر الذي كان سونيير يحميه هو وجميع أعضاء جماعة سيون على مر كل هذه السنوات، هو خريطة تقود إلى الكأس المقدسة. التي يبحث عنها الجميع وهى قبر مريم المجدلية ذاته. ونتعرف أيضا على معتقدات جمعية سيون والذين - وفقا لأحداث الرواية - يقدمون لنا حقيقة المسيحية الحقيقية! بالنسبة لأعضاء جمعية سيون، فان المسيح كان بشرا عاديا، ولم يكن إلها كما يحلو للفاتيكان أن يروج، واكبر دليل على بشريته هو انه 00 تزوج مريم المجدلية!! ومرة أخرى نعود إلى دافنشي، والى ثان اشهر لوحاته على الإطلاق وهى لوحة العشاء الأخير لنرى أن من يجلس جوار المسيح هي مريم بشعرها الأحمر وملابسها المتماثلة في ألوانها مع ملابس المسيح كدلالة على أهميتها. ولأن هذه اللوحة غير كافيه، نعرف على لسان تبينج، كيف تحولت الأنثى على يد قسطنطين وأتباعه إلى رمز لكل الشرور، وهى حرب كان الغرض منها تحويل الوثنية الأنثوية إلى مسيحية ذكورية، |
||||
07 - 07 - 2012, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
ولبحث هذه القضية الملتبسة، علينا أن نبحث أولا في تاريخية وجود المجدلية وعلاقتها بالمسيح، ومدى المعلومات التي نعرفها عنها، والحقيقة أن معظم الدراسين يؤكدون وجود عدد كبير من الأناجيل كتبها أتباع أو حواريون المسيح، ورغم وجود هذا العدد الكبير من النصوص، ذات الأهمية التاريخية والقداسة، فان الكنيسة اعتمدت أربعة فقط من هذه الأناجيل كتبها متى ومرقص ولوقا ويوحنا تمثل فيها بينها ما اصطلح على تسميته " العهد الجديد "، والأعجب أن الإنجيل كما نعرفه اليوم تم جمعه على يد الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين العظيم الذي اعتنق المسيحية وهو على فراش الموت، ومنحها الاعتراف الرسمي في الإمبراطورية الرومانية، وفي الأيام الأولى لتشكيل المسيحية في صورتها الرسمية تم اقتراح فكرة المسيح ابن الرب والتصويت عليها بين أعضاء المجلس النيقاوي لتسود فكرة ألوهية المسيح وان أتباعه لا يمكنهم التحرر من خطاياهم إلا عبر طريق وحيد يمر بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
في العهد الجديد أو الإنجيل الرسمي المعتمد لا توجد معلومات كثيرة عن المجدلية، ولكن في كل الأحوال ذكرت بالاسم 12 مرة، وكانت بين قلة قليلة من أتباع المسيح الذين شهدوا عملية صلبه، كما أنها الشخص الأول الذي ذهب إلى القبر الذي دفن فيه المسيح بعد صلبه، وشهدت قيامته من الموت، وكانت أول شخص تقع عليه عين المسيح بعد القيامة. وهذه المعلومات الرسمية المعتمدة من الكنيسة تظهر الدور المهم الذي لعبته هذه السيدة في المرحلة المبكرة للدعوة، وظهور الدين بغض النظر عن موضوع اقترابها الحميم من المسيح والذي يحيطه الجدل. أما الصورة الأخرى للمجدلية التي يعرفها العالم، وأنها كانت العاهر التي أنقذها المسيح من الموت لتتوب على يديه وتتبعه حتى النهاية، فهي صورة متأخرة نسبيا، يعود السبب الرئيس فيها للبابا جريجورى في القرن السادس الميلادي، حيث قام بالخلط بين ثلاث نساء مختلفات ذكرن في الأناجيل وحملن اسم مريم، ليؤكد أنهن جميعا شخص واحد، هو مريم المجدلية، ويقول الخبراء أن رواية جريجورى سادت عمدا بهدف تحطيم سمعة المجدلية ووصمها بعار الدعارة لقطع الطريق على أي حديث عن دور هذه السيدة في قيام المسيحية الأولى. ما فعله البابا جريجورى من وصم المجدلية بالعهر لتلاحقها هذه التهم لمدة زادت على 14 قرنا تالية، كان هو الخطوة الأولى الحاسمة لإنكار أي حديث عن زواج المسيح منها، وبالتالي إنكار وجود ذرية مقدسة من نسلها، وبالطبع فإذا كان هذا الزواج حقيقة فمن الوارد جدا أن يكون قد أثمر عن أبناء. المدهش أن الكنيسة الكاثوليكية نفسها، وبعد هذه الفترة الطويلة من الاتهامات للمجدلية، أصدرت قراراً في عام 1996 أبطلت فيه تعريف البابا جريجورى للمجدلية كعاهرة، ولكن هذا التصويب المتأخر جدا لم يفلح على الإطلاق في التأثير على الصورة التي انطبعت في أذهان رواد الكنيسة من أن المجدلية هي نفسها العاهرة التائبة المذكورة في الأناجيل. العلاقة الحميمة والغامضة بين المجدلية والمسيح، لم تطرح على مائدة البحث او تعود إلى الأضواء إلا منذ سنوات قليلة نسبيا، والسبب الرئيسي لهذا التغير، هوظهور مجموعات جديدة من النصوص الرسمية المعتمدة منذ قرون، فعندما وضع قسطنطين أسس المسيحية الرومانية، واعتمدت الأناجيل الأربعة الرسمية تم إهمال وإحراق باقي الكتب والأناجيل المتداولة، ولكن بعض هذه الأعمال افلت من المصير المحتوم، ليظهر في النصف الأخير من القرن العشرين ويعيد فتح كل الملفات المغلقة. |
||||
|