يسوع يبحث عنك كالخروف الضال الثمين
هناك قصة معروفة في (لو15: :4-7) تحكي عن خروف ضال.. خروف مفقود.. قٌطع من مكان الأمان حيث الراعي وانجذب بعيداً عن القطيع، وضل الطريق فصار تائهاً بعيداً يعاني من الوحدة والضياع. هذا الخروف يتحدث عني وعنك " لأننا كٌلنا كغنم ضللنا مِلنا كل واحدٍ إلى طريقه... (إش53 :6). فربما تكون قد انجذبت بعيداً عن الراعي بسبب إغراء خطيةٍ ما أو غواية من إبليس، ففقدت الطريق وتٌهت وسط الزحام مثل هذا الخروف الضال التائه.. تائهاً عن الله وتائهاًحتى عن نفسك،لاتعلم أين أنت ومَنْ أنت.. تائهاً بلا نهاية.. مُعرضاً للقلق والمخاوف بعيداً عن حماية الراعي.. وقد تريد أن ترجع إلى الراعي والمرعى الأخضر ولكنك لا تعلم كيف.
ولكن في ذات القصة نجد الراعي (الرب يسوع) هو الذي يبحث عن هذا الخروف الثمين وهو الذي يترك التسعة والتسعين خروف في مكان الأمان والحماية ويخرج هو بنفسه ليبحث بإصرار عن الخروف الضال وسط البرية والأشواك. هل تعلم لماذا؟ لأنك خروفه الخاص.. لأنه أحبك بلا مقابل رغم تركك إياه.. لم يتركك لأنك ابتعدت عنه.. لم يتخل عنك بسبب أخطاؤك ولم ينساك وسط الزحام.
ففي ذات القصة نجد الرب يسوع وكأنه يسأل تلاميذه قائلاً " ماذا تظنون؟ ماهو رأيكم؟ أحكموا أنتم بأنفسكم على هذا الأمر " أي إنسان يكون لديه خروفاً أو شيء ثمين يمتلكه ويضيع، ألا يبحث عنه؟ ألا يبذل قصارى جهده ليفتش عنه حتى يجده؟هذا شيء منطقي. فكم بالحري الرب يسوع يبحث عني وعنك لأننا أثمن من مجرد خراف.. ألا يبحث عنا؟ ألم يبذل نفسه ويضع حياته لأجلنا؟ فإن كان الشخص الطبيعي يترك التسعة والتسعين خروف ليبحث عن الواحد فقط لأنه اشتراه بثمن، فهل من المعقول ألا يفعل الرب يسوع هذا وهو قد اشترانا ليس بفضة أو بذهب بل بدم كريم.. دم ثمين؟ (1بط 1 :18- 19).
إنه يبحث ويفتش عنك حتى يجدك فيحملك على منكبيه فرحاً ويعود بك إلى القطيع والمرعى الأخضر.