|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملك (1) هو أحد الألقاب التي تُطلق على رأس البلاد، مثل: إمبراطور، أمير، سلطان، رئيس. وبتتبُّع معنى الكلمة ”ملك“ باللغات المختلفة، نستطيع أن نرى أنها تحمل معاني: ”مستشار“، ”حاكم“، ”مالك“. ومن هنا يمكننا استنتاج، تدعمه كثير من الأبحاث التاريخية، أن الملك في البداية كان عمله كمستشار لأمور البلد، يعطي آراء إرشادية. ويرى البعض أنه كان يُقام بالاختيار طبقًا لذكائه وحكمته وتدبّره للأمور. لكن مع الوقت تحوَّل إلى حاكم، آمرٍ ناهٍ، لا يجوز نقض أوامره. وفي هذه المرحلة أصبح الاختيار طبقًا للأكثر في القوة والنفوذ. ثم وصل الأمر إلى أن يصبح مالك البلد، ومن هنا بدأ توريث الحكم من الآباء إلى البنين. ونستطيع أن نرى بداءة الممالك في تأسيس مملكة بابل على يد نمرود ابن حفيد نوح (تكوين10: 8-10). كما يمكننا أن نستنتج أن الملك كان يملك في القديم على مدينة واحدة (تكوين 14). ثم بتقدّم الزمن اتّحدت المدن لتكوِّن الدول (2ملوك7: 6). ثم مع عصور الغزوات نرى ملوك يملكون على عدة دول كأحشويرش الذي ملك على «مئة وسبع وعشرين كورة (دولة)» (أستير8: 9)، أو كنبوخذنصّر الذي كان «ملك ملوك» (دآنيال2: 37). وللأسف فقد ارتبط تاريخ معظم الملوك بالشرِّ؛ من كبرياء، وشراسة، وظُلم، ونجاسة، وعبادة أوثان، واستعباد للآخرين (اقرأ على سبيل المثال إشعياء19: 11-13؛ عدد22؛ 31: 8؛ قضاة1: 5-7....). على أن هناك القليل ممن كانوا حسب قلب الرب كداود وفعلوا المستقيم في عيني الرب كأحفاده آسا وحزقيا ويهوشافاط، وساروا في طريقه. وبما أن الرب جعل المؤمنين «ملوكًا» (رؤيا1: 6؛ 5: 10)؛ فحري بنا أن نستمع إلى وصية الرب للمك يوم يجلس على عرشه، والتي أعطاها كروشتة نجاح له، ونقرأها في تثنية17: 17-20: «لا يُكثر له الخيل» أي مصادر القوة التي قد تجعله يتكبَّر فيبتعد عن الرب. «ولا يَرُدّ الشعب إلى مصر» أي لا يعود إلى عبودية خطايا الماضي ومغريات العالم. «ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه» وهذا ما حدث بكل أسف مع سليمان الذي زاغ قلبه بسبب النساء؛ فلنتحذر من ميل القلب وخداعه في هذا الاتجاه، ولنسلك بطهارة الفكر والجسد. «وفضة وذهبًا لا يكثر له كثيرًا»؛ فمحبة المال هي الأصل لكل الشرور، ولا تنتج إلا أوجاعًا كثيرة (1تيموثاوس6: 10). «وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب»؛ فهو يجب أن يكون ملازمًا لكلمة الله لكي «يقرأ فيها كل أيام حياته»، والغرض من ذلك «لكي يتعلّم أن يتّقي الرب إلهه، ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض»، لا في العقل فقط، بل «ليعمل بها؛ لئلا يرتفع قلبه على إخوته ولئلا يحيد عن الوصية يمينًا أو شمالاً». ليتنا نطيع هذه الوصية فنفلح. ولحديثنا بقية بمشيئة الرب. عصام خليل .................................................. .................................................. ....................... الملك - 2 المهن التى توجد الكتاب المقدستحدّثنا العدد الماضي عن نشأة المُلك، وكيف اتّسم معظم ملوك البشر بصفات رديئة. لكننا من الكتاب نعلم أن هناك ملكًا واحدًا، وحيدًا، يمكن أن يُقال عنه، في كل الزمان، وكل المواقف أنه «يُدعى أمينًا وصادقًا، وبالعدل يحكم» (رؤيا19: 11). إنه ليس فقط “ملك” ولا حتى «ملك (على) ملوك» كنبوخذنصر؛ بل هو وحده من يستحق أن يُقال عنه «ملك الملوك (أي فوق كل الملوك) ورب الأرباب» (رؤيا19: 16؛ 1تيموثاوس6: 15). وهو الوحيد الذي يمكن أن نقول إنه «يملك إلى الدهر والأبد» (خروج15: 18)، فهو فوق الزمن. هل عرفت من هو يا عزيزي؟ نعم، هو الرب يسوع المسيح. وهو يريد أن يملك على حياتك الآن ليجعلها أروع حياة. في يوم سابق، رفض الشعب أن يملك الرب عليه، وطلب من صموئيل أن يمسح لهم ملكًا كسائر الشعوب. ولما ساء الأمر في عيني صموئيل، قال له الرب «لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم». وقد أعطى الرب للشعب طلبهم بعد أن أخبرهم بـ«قضاء الملك الذي يملك عليكم. يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه... ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم أجودها ويعطيها لعبيده... ويأخذ عبيدكم وجواريكم وشبّانكم الحسان وحميركم ويستعملهم لشغله... فتصرخون في ذلك اليوم من وجه ملككم الذي اخترتموه لأنفسكم فلا يستجيب لكم الرب في ذلك اليوم»، وكل من يملِّك آخر غير الرب على حياته لن يناله في النهاية إلا العبودية وخراب الحياة. ومع ذلك التحذير «أبى الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل، وقالوا: لا بل يكون علينا ملك» (اقرأ القصة بالكامل في 1صموئيل8؛ 9). وقد كانت خسارتهم فادحة في الملك الذي اختاروه لأنفسهم، وبل وأثبت التاريخ أن كل اختياراتهم كانت كأشجار العوسج المؤذية والتي لا يُطال منها نفع (اقرأ قضاة9). بل وازدادوا جدًا فقالوا يومًا: «ليس لنا ملك إلا قيصر!» (يوحنا19: 15)، فتم فيهم مثل القائلين: «لا نريد أن هذا يملك علينا». لكن ذاك الذي يومًا سُخر منه بالقول: «السلام يا ملك اليهود»، وألبسوه تاج شوك على رأسه؛ سيراه الكل قريبًا «وعلى رأسه تيجان كثيرة» (رؤيا 19: 12)، وسوف «تجثو باسم يسوع كل ركبة؛ ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربُّ لمجد الله الآب» (فيلبي2: 10، 11)، وسيُسمع الصوت «أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم؛ فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي» (لوقا19: 14، 27 واقرأ أيضًا رؤيا 19). والسؤال الهام يا عزيزي: هل قبلت مُلك المسيح على حياتك أم اخترت ملكًا لنفسك؟! ماذا تنتظر لتملّكه على حياتك؟! الفرصة الآن!! عصام خليل |
07 - 07 - 2012, 02:47 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الراعي(1)
مهنة قديمة قِدَمَ وجود الإنسان على الأرض؛ فنقرأ عن هابيل (ثاني مواليد الأرض) أنه كان راعيًا للأغنام (تكوين4: 2). كان في المعتاد أن صاحب الغنم هو الذي يقوم برعايتها (حزقيال34: 15) أو أولاده (تكوين 29: 10؛ 1صموئيل 16: 19) أو في بعض الأحوال كان صاحب الغنم يستأجر حارسًا لها وكان يسمّى الأجير (1صموئيل17: 20؛ يوحنا 10: 13). كانت مهمة الراعي هي أن يحافظ على حياة الغنم؛ وذلك بتقديم الطعام اللازم (بأن يقود الغنم إلى مرعى مناسب)، وتوفير الماء (من خلال بئر أو نهر)، والحماية من الحيوانات المفترسة (اقرأ تكوين 26: 18-22؛ 19: 2، 3؛ 31: 38-40؛ عاموس3: 12). ولكي يتمم ذلك كان عليه أن يتعب نهارًا وليلاً كما قال يعقوب وهو يصف مهمته «كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَاكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ». وكان يميّز الراعي السائر أمام الغنم العصا والعكاز (مزمور23: 4؛ ميخا7: 14؛ لاويين27: 32؛ حزقيال 20: 37) وكنف (جراب) الرعاة والمقلاع (1صموئيل17: 40). ورغم أن مهنة رعي الغنم لم تكن من المهن الموقَّرة (تكوين 43: 32)، لكننا نرى في الكتاب تقدير الله لها حتى أنه نسبها لنفسه. دعونا لا ننسى أن السماء شرّفت رعاة بسطاء بأن كانوا من أوائل من سمعوا أروع بشارة بولادة المخلِّص (لوقا2: 8-14). فمقاييس البشر غير مقاييس الله. وقد اشتغل الكثيرون من مشاهير الكتاب المقدس بالرعي مثل اسحاق ويعقوب وعاموس (عاموس1: 1). لكن لعل أشهرهم هو داود (1صموئيل16: 11)؛ ذلك الراعي الشجاع الذي الذي أنقذ شاة من قطيعه من فم أسد ودب (1صموئيل 17: 34، 35). ولأمانته هذه اختاره الله ليرعى شعبه «فَرَعَاهُمْ حَسَبَ كَمَالِ قَلْبِهِ وَبِمَهَارَةِ يَدَيْهِ هَدَاهُمْ» (مزمور 78: 70-72). والرائع أننا نسمع من فمه كلمات مزمور 23 الشهير «الرب راعيَّ» فما أروع أن يشهد راعٍ ماهر كداود هذه الشهادة عن الرب الإله الذي إذ يرعى أحباءه لا يعوزهم إلى شيء. وعنه شهد آخر أنه «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ» (إشعياء40: 11). وقيل عنه إنه الراعي الصخر (تكوين 49: 24) والراعي الجالس على الكروبيم (نوع من الملائكة - مزمور80: 1). فيا لسعادة كل مؤمن حقيقي بالمسيح إذ يمكنه أن يعدِّد البركات التي له في ذلك الراعي المجيد: «لاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّ. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ». ولا زال لحديثنا بقية عن أعظم الرعاة وأكفأهم. .................................................. .................................................. .................................. الراعي (2) أما راعينا الكريم فيُدعى الراعي الصالح وقد قال عن نفسه «وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا10: 11)· لقد فعل هذا على الصليب، حيث احتمل كل الغضب الذي كان ينبغي أن ينصبّ على عصاة نظيرنا، يوم تم فيه المكتوب «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ··· اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زكريا13: 7)· لقد ضُرب من أجل ذنبي وذنبك· وهكذا لاق به أن يقول «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ··· إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى··· َأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10: 7- 10)· فهل دخلت من هذا الباب الوحيد؟ وتمتعت بهذا الخلاص العظيم؟ وشبعت في هذا المرعى الخصيب؟ ونعمت بتلك الحياة الفضلى؟ إن كان نعم فهنيئًا؛ وإن كان لا فأرجو أن تفعل ذلك الآن· إنه يبحث عنك وسط أشواك الشر التي رميت نفسك فيها· اسمعه وهو يشير إلى نفسه بالقول: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» (لوقا15: 4-6)· فهلا عدت إليه فيتم فيك القول «لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا» (1بطرس2: 25)؟! وراعينا الكريم، بالنسبة لكل مؤمن حقيقي، هو أيضًا راعي الخراف العظيم (عبرانيين 13: 20)، ورئيس الرعاة (1بطرس 5: 4)· فهو خير من يهتم بنا شخصيًا· إنه ذاك الذي يومًا لما رأى الجموع تحنَّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها (متى9: 36)، فكان يشفى المرض ويواسى الحزن ويشبع الاحتياج· وهو رئيس الرعاة (1بطرس 5: 4) فأنه يشغِّل من المؤمنين من يرعى إخوته، كما فعل مع التلاميذ، ويكون رئيسًا عليهم ليقودهم لبركة أحباء قلبه· عزيزي المؤمن، إن شعرت بجدوبة في وسط حرِّ العالم الذي نعيش فيه، أو داهمك احتياج؛ فلتكن طلبتك «أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟» (نشيد1: 7)، وهناك ستجد كل حاجتك؛ بل أكثر· عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 02:49 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
صانع الخيام الخيام هي مكان السكن الأقدم للإنسان. فنحن نقرأ عن الخيام في الجيل الثامن من آدم، عن واحد من أحفاده من قايين «يابال، الذي كان أبا لساكني الخيام»(تكوين 4: 20). وتجمُّع الخيام معًا يسمى مخيَّم (عدد 13: 19) أو محلَّة. وقد سكنت شعوب كثيرة في الخيام. لذا فنحن نقرأ عن «خيام الأشرار»، وفي المقابل عن «خيام الصديقين» والتي تتميز بأنه يُسمع فيها «صوت ترنم وخلاص»(مزمور84: 10؛ 118: 15). ولقد شهد بلعام العراف عن خيام شعب الله بالقول «ما أحسن خيامك!» (عدد24: 5). والخيمة بالنسبة للمؤمن تعني إقراره بأنه غريب في هذه الأرض منتظر وطنه السماوي. لذا يُقال عن إبراهيم أبي المؤمنين «بالإيمان إبراهيم... تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنًا في خيام... لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» (عبرانيين11: 8-10؛ اقرأ أيضًا 2كورنثوس 5: 1-4).وقد تميزت حياته فعلاً بالخيمة (تكوين12؛ 13؛ 18)، وكذا نسله. والخيمة تُصنع من قطع من الأقمشة السميكة التي تحتمل الظروف الجوية القاسية، تشكل جوانب الخيمة، وكانت تسمى “الشقق”. وتُشد الشقق عن طريق الحبال، والتي تسمى“الأطناب”، والتي بدورها تُثبَّت في رمال الصحراء، أو على الصخور، بواسطة جسم معدني أو خشبي يسمى “الوتد”، وذلك بدقِّه بمطرقة خاصة تسمى “الميتدة”(إشعياء54: 2؛ إرميا10: 20؛ قضاة4: 21). وكانت مهمة صانع الخيام هي تفصيل الشقق وترتيب الأطناب والأوتاد. ولعل واحد من أشهر صانعي الخيام في التاريخ كان الرسول بولس (أعمال18: 1-3). ورغم أنه كان من حقِّه كرسول أن لا يعمل، على أنه لم يستعمل هذا الحق، بل عن طريق صناعته هذه كان يسدّ احتياجاته. وهكذا لاق به أن يشهد عن نفسه بالقول: «أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان (عن طريق صنع الخيام). في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 34، 35). وكذا نقرأ عن زوجين من صناع الخيام هم أكيلا وبريسكلا، نعرف أنهما كانا ضالعين في تعليم كلمة الله (أعمال18: 1-3، 26)، وكانت هناك كنيسة في بيتهما(1كورنثوس16: 19)، بل إنهما «وضعا عنقيهما (أي كانا على استعداد للموت)» من أجل الرسول بولس (رومية16: 3-5). وهكذا صارت هذه المهنة رمزًا جميلاً لمن يتعب في عمله من أجل احتياجاته الطبيعية، وفي نفس الوقت لا يكل في خدمة الرب ولا يبخل حتى بحياته. ليتنا نكون صانعي خيام من هذه الجهة! عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 02:50 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
النحّاس هو الذي يعمل في تشكيل النحاس، باستخدام الصهر والطرق والحفر، وذلك لإنتاج المشغولات النحاسية. وكان أول من اشتهر بالعمل في النحاس هو توبال قايين (تكوين4: 22)، وهو من نسل قايين، وجميعهم لم يكونوا في صف الله. ومن أهم المصنوعات النحاسية كان تلك الحية النحاسية التي أمر الرب موسى أن يعملها، والتي كانت سبب خلاص كثيرين وصورة للرب يسوع على الصليب (عدد21: 6-9؛ يوحنا3: 14-16). فهل تمتع قارئي بهذا الخلاص العظيم؟ كما أنه كان من أشهر المصنوعات النحاسية بعض مكونات خيمة الاجتماع والهيكل، كالمرحضة ومذبح المحرقة والأواني وغيرها (اقرأ خروج25-29). ومن أشهر من عملوا نحاسين هما اثنين، واحد عمل في خيمة الاجتماع؛ «وكلم الرب موسى قائلاً: انظر. قد دعوت بصلئيل بن أوري بن حور من سبط يهوذا باسمه. وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في... النحاس... ليصنعوا كل ما أمرتك» (خروج31: 1-6؛ 35: 30-32). والآخر عمل في الهيكل «حيرام من صور؛ وهو ابن امراة أرملة من سبط نفتالي، وأبوه رجل صوري نحّاس، وكان ممتلئًا حكمةً وفهمًا ومعرفةً؛ لعمل كل عمل في النحاس» (1ملوك7: 13، 14). ويا لها من دروس رائعة لكل من يريد أن يعمل عملاً يرضي الله، نتعلمها من هذين الرجلين العظيمين: فنحن نحتاج الحكمة لنفعل كل شيء حسنًا في الوقت المناسب، بالطريقة المناسبة. كما يعوزنا الفهم والمعرفة فلا نعمل بالجهل. والحكمة والفهم والمعرفة هم عطية الله لنا المذخرة لنا في شخص المسيح (كولوسي2: 2، 3). فلنطلب منه إذًا، وهو يعطي بلا حدود (يعقوب1: 5). كذلك لنعلم أن ملء الروح القدس هو أهم أسباب نجاح أي شيء نفعله لله، فلننقي أنفسنا من كل ما يعيقه، ولنترك القيادة له ليعمل فينا ما يرضي. وفي حين عمل بصلئيل وحيرام ما يرضي الله، نقرأ في العهد الجديد عن نحّاس شرير اسمه اسكندر أظهر شرورًا كثيرة للرسول بولس وقاوم عمل الله (2تيموثاوس4: 14، 15). فليست المهنة أو ما نعمله هو ما يرضي الله، بل ما في القلب. فليت قلوبنا تمتلئ دائمًا بالرغبة في إكرام الله عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 02:52 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الكاتب ذُكرت مهنة الكاتب بعدة معانٍ: كوظيفة حربية للجمع للحرب (إرميا52: 25)، وكأمين للخزنة (2ملوك12: 10؛ 2أخبار24: 11؛ نحميا13: 13)، على أن أشهر معنى والأكثر ذكرًا على صفحات الكتاب المقدس هو مهنة معلم للناموس. في بداية دخول الشعب لأرض الموعد، كان بين أيديهم أسفار موسى الخمسة فقط، وكان الكهنة يقومون بتوضيح ما يعثر فهمه. لكن مع زيادة عدد الأسفار، وتنامي تقدير الشعب للشريعة، أصبح فهم كلمة الله يتطلب أن يكون مهمة العمر كله. ومن هنا بدأ ظهور مجموعة من دارسي ومحبي شريعة الرب الذين خصصوا الجزء الأكبر من وقتهم لدراسة الشريعة وكذلك لتعليمها. وهي ليست مهنة بمفهوم أنها مصدر دخل؛ فقد كان التقليد اليهودي يحرِّم على الكاتب أن يتلقى أموالاً في المقابل، فكان كل منهم يبحث عن مصدر رزق. وعزرا الكاتب مثال رائع لـ«كاتب ماهر في شريعة موسى»؛ وذلك لأنه «هيّأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها (أولاً.. ثم) وليعلّم اسرائيل»، ولذلك شهد عنه ملك عظيم أنه «عزرا الكاهن كاتب شريعة إله السماء الكامل». وقد «قرأ» عزرا الشريعة للشعب، في يوم، طول النهار دون كلل، وهو واقف على منبر خشبي. وكان يفهم الشعب أيضًا ما في الشريعة فجأوا «إلى عزرا الكاتب ليفهمهم كلام الشريعة» (اقرأ عزرا 7: 6-12؛ نحميا8: 1-13). ولكن للأسف لم يدُم الحال هكذا، فقد انحرف الكتبة عن مسار دراسة كلمة الله حتي قيل فيهم يومًا «كيف تقولون: نحن حكماء وشريعة الرب معنا؛ حقًا إنه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب» (إرميا8:8)!! وفي أيام الرب على الأرض كان الحال قد وصلت بهم إلى أحطِّها!! لقد أصبحت شريعة الله لا تعني لهم إلا وسيلة للحصول على كرامة وأحيانًا ربح قبيح. لقد وصل بهم الأمر أن رفضوا وقاوموا كلمة الله المتجسد، ربنا يسوع المسيح (متى15:1،2؛ لو10:25)، وهو الذي تشير إليه كل نبوات ورموز الشريعة التي بين أيديهم!! ولقد فضحهم الرب وأنبأ بنهايتهم حين «قال لتلاميذه: احذروا من الكتبة... الذين ياكلون بيوت الأرامل، ولعلّة يطيلون الصلوات. هؤلاء يأخذون دينونة أعظم» (لوقا20:45-47). وأيضًا في متى 23 «على كرسي موسى جلس الكتبة... حسب أعمالهم لا تعملوا؛ لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحرِّكوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس... ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي... لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون...».ليتنا نقتدي بالوضع الأول ونتحذر من الأخير! عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:11 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
البواب ويسمَّى أيضًا “حارس الباب;. ومن التسمية نعرف أنه شخص كان يقف على الباب ومهمته الأساسية الحراسة والتمييز بين من يُسمَح له بالدخول ومن لا يُسمَح له. فنجده حارسًا على باب المدينة (2ملوك7: 10)، وأبواب القصور (أستير2: 21)، وبيوت الشخصيات الهامة (يوحنا18: 16)، والبيوت عامةً (مرقس13: 34). كذلك نجد في يوحنا 10: 1-4 بوّابًا على باب حظيرة الخراف، وهو لا يفتح إلا لـ«راعي الخراف. لهذا يفتح البواب». وهنا دعني أسألك سؤالاً هامًا: هل فتحت باب قلبك لذلك الراعي الصالح، ربنا يسوع، الذي مات من أجلك؟! أم بعد تُغلق قلبك أمامه؟! ونجد وصفًا مستفيضًا لعمل البوابين في 1أخبار9: 17-29؛ فهم كانوا حرَّاسًا لكل من «باب الملك... حراس أبواب... على محلّة الرب حراس المدخل... باب خيمة الاجتماع... عليهم الحراسة وعليهم الفتح كل صباح. وبعضهم على آنية الخدمة لأنهم كانوا يدخلونها بعدد ويخرجونها بعدد. وبعضهم أؤتمنوا على الآنية وعلى كل أمتعة القدس وعلى الدقيق والخمر والزيت واللبان والأطياب». كما نفهم أنه «أقامهم داود وصموئيل الرائي على وظائفهم». ونسمع عنهم كلمات رائعة «وفينحاس... الرب معه... جميع هؤلاء المنتخبين (مختارين بدقة)». ومن هنا نفهم أهمية هذا العمل وتقديره. لعلنا ندرك إذًا أهمية حراسة حياتنا وبيوتنا واجتماعاتنا، حتى لا يدخلها ما يعكِّر صفو علاقتنا مع الرب ويدمِّر حياتنا الروحية. ونفهم ذلك أكثر: أن يكون كل واحد بوّابًا على حياته ووكالته، وذلك بالسهر؛ من مثل قاله الرب نفسه (مرقس13: 33-37)، وليت هذه الكلمات ترنّ دائمًا في آذاننا «انظروا. اسهروا وصلّوا؛ لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت... وأوصى البواب أن يسهر. اسهروا اذًا. لأنكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت... لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامًا. وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا». ولأهمية دور البوابين، ولأن غيابهم يعني بوادر الهزيمة الكاملة، فقد سجَّل الكتاب، عند بداية سبي نبوخذنصر للشعب، أنه أخذ حرّاس الباب، وهكذا أصبحت المدينة بلا حراسة فكانت بداية النهاية (2ملوك25: 18-20). ولنحذر: إن عدم يقظتنا وسهرنا على حياتنا، والسماح لأشياء لا يرضاها الرب بالدخول إلى حياتنا؛ غالبًا ما تكون هي بداية كارثة كبيرة في حياتنا. كما نتعلم ارتباط البوابين بالمرنمين من 1أخبار 15: 16-24؛ 23: 3-5، وأن عددهم كان مساويًا للمسبّحين ويذكرون أولاً، فقبل أن نسبِّح يجب أن نحرس حياتنا، وبنفس أهمية أن نعبد الرب. وواحد من البوابين الذين نتعلم قصتهم من الكتاب كان عظيمًا جدًا في عين الروح القدس، رغم بساطة مركزه أمام الناس، فقد «كان مردخاي جالسًا في باب الملك»، لكنه بأمانة رائعة أنقذ حياة الملك، فهو قد كان قبل الكلِّ تقيًا وأمينًا للرب، ولقد أحسن الرب إليه في النهاية وأكرمه كثيرًا. اقرأ القصة في سفر أستير ص2، 6؛ وليتنا نتعلم من هذه القدوة الحسنة. عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:21 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
التاجر التجارة مهنة قديمة وشهيرة أيضًا. بدأت في صورة تبادل بين سكان المناطق المختلفة، بحيث يعرض كلٌّ الأغذية والمصنوعات المتوفرة في منطقته مقابل غير المتوفرة. ثم تطور الأمر لاعتماد الفضة كعملة للتعامل في التجارة بدل التبادل (تكوين 23:16). ومن شواهد مثل تكوين37:25،26؛ 1ملوك 10:22؛ أمثال31:14،24؛ إشعياء23:8؛ حزقيال 27:3،24،25؛ رؤيا18:12؛ يمكن أن نعرف أن من أشهر التجار في التاريخ القديم كان سكان صور، والكنعايون، والمديانيون، والترشيشيون. وكانت أشهر مواد التجارة هي المواد العطرية والنباتات الطبية، الحيوانات والطيور ومنتجاتهما، والأقمشة والملابس، والأحجار الكريمة والمجوهرات، ومشغولات المعادن. كما ارتبطت التجارة باستعمال السفن (التجارة البحرية) والجمال (التجارة البرية). وقد أوصى الرب شعبه بعدم الغش في تجارتهم، وألا يكون في يدهم موازين مغشوشة كغيرهم (لاويين19:36؛ انظر أيضًا 25:14-19؛ تثنية25:13-16؛ هوشع12:7). كما نصَّ الناموس على منع الإتجار (وكل عمل) في يوم السبت والأعياد والتي كانت تخصَّص لراحة الإنسان وعلاقته مع الرب، لكنهم كثيرًا مكسروا هذا الأمر (نحميا13:15-21). وللأسف، ورغم أن التجارة في ذاتها مهنة لا غبار عليها؛ إلا أن سوء استعمالها انتشر كثيرًا. فأصبحت مجالاً لكسر وصايا الله والغش (عاموس8: 5، 6)، وكحجة لعدم قبول دعوة الله للخلاص (متى22:1-5؛ قضاة5:17)، بل أهانوا بها الله (يوحنا2:16). حتى أصبح الشيطان نفسه مشبَّهًا بتاجر كثر ثروته فارتفع قلبه (حزقيال18:5). ولقد قاد هذا التاجر الظالم آخرين للمتاجرة بمظاهر التقوى (1تيموثاوس6:5) وبالآخرين ومصائرهم (2بطرس2:3،4). على أنه في المقابل، هناك ذاك الكريم الذي شبَّه نفسه بالقول: «إنسانًا تاجرًا يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن (صورة للكنيسة) مضى وباع كل ما كان له (بل مات من أجلها) واشتراها» (متى13:45،46). ومن كلمة الله نتعلم أنه «طوبى للانسان الذي يجد الحكمة... لأن تجارتها خير من تجارة الفضة» (أمثال3:13). وكذلك أن «التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة» (اقرأ 1تيموثاوس6:5-11). أخيرًا نقول إن الرب عاد لتشبيه نفسه بـ«إنسان شريف الجنس... دعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم تاجروا حتى آتي». وهي دعوة لنا جميعًا أن نستغل كل ما استودعه الرب في أيدينا من إمكانيات وطاقات لمجد اسمه، وفي يوم قريب سيُسمع كل من كان أمينًا في هذا الأمر، القول العظيم «نعمًّا أيها العبد الصالح» (لوقا19:12-27). فليتنا نكثر في عمل الرب. عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:21 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
العشار هو محصِّل الضرائب. والضرائب عُرفت منذ قديم الزمن لصالح الحاكم لمساعدته على القيام بمهامة من ترتيب حال الشعب والدفاع عنه، أو لدولة تحتل أخرى. وتسمّت بأسماء كثيرة على مر الزمن مثل: هدية الملك والخراج، والعُشر، والخفارة والجزية (خروج30؛ 2أخبار17: 11؛24: 6؛ عزرا4: 13؛...). والعشارون المذكورون في العهد الجديد كانوا يجمعون الضرائب لصالح الإمبراطورية الرومانية. وكانوا مضرب الأمثال ومقياس الشر (متى5: 46، 47؛ 18: 17)؛ وذلك لأنهم كانوا يأخذون أكثر من الضريبة المفروضة (لوقا3: 13)، ويظلمون الشعب مستخدمين طرقًا تخلو من الرحمة لإتمام عملهم؛ كالسجن أو رهن الممتلكات والبيوت وبيعها أو التسخير (أن يعمل الواحد بدون أجرة). لذلك كانوا مكروهين للغاية من الناس ومرفوضين منهم. لكن هذه الطائفة، شأنها شأن كل الخطاة؛ جاءها شخص أحبهم وقَبِلَهم «وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه» (لوقا15: 1)، فهو الذي فتح لهم باب القبول أمام الله (متى21: 28-32)، حتى صارت تهمته لدي الفريسيين القساة وأشباههم أنه «مُحبّ للعشارين والخطاة» (متى11: 19؛ لوقا7: 34). والثلاثة العشارون الذين نعرف قصصهم من صفحات العهد الجديد يحكون لنا القصة الرائعة: الأول صعد للهيكل شاعرًا برداءته وشناعة خطيته، وبتوبة حقيقية متَّكلة على نعمة الله، قال القول الأشهر «اللهم ارحمني أنا الخاطئ» بعكس الفريسي المتعجرف. فنال العشار شهادة رب المجد «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرَّرًا دون ذاك»؛ ويا للروعة! لم يَعُد إلى بيته كما جاء، بل عاد والرب لا يحسب له خطية!! (اقرأ القصة في لوقا18: 9-14). والثاني لم يكن عشارًا عاديًا؛ بل رئيسًا للعشّارين. لكنه، مع مركزه المرموق المهوب، وغناه الكثير، وذكائه (كما يظهر من اسمه “زكا” ومن تصرّفه)؛ لم يكن مكتفيًا. وقد قرع الباب الصحيح إذ «طلب أن يرى يسوع من هو»، ولم يترك معطِّلاً يؤخِّره. فتجاوب الرب مع رغبته، ودخل بيته ومعه الخلاص!! ومن ثم ظهرت الثمار في ردِّ ما اغتصبه، بل وفي عمل الخير للآخرين!! (اقرأ القصة في لوقا19: 1-10). أما الثالث فزاده الشرف. لقد مرّ به السيد يومًا داعيًا «اتبعني! فترك كل شيء وقام وتبعه. وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته». ورافق الرب هنا وهناك، وتشرَّف بأن انضمّ اسمه إلى قائمة رسل الملك: «متى العشار» (اقرأ القصة في لوقا5: 27-32؛ متى9: 9-13؛ 10: 1-3؛ مرقس2: 14-17). عزيزي.. قال الرب في هذا الصدد «لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة». فهل تشعر بثقل خطاياك؟ أو هل ترى الآخرين لا يطيقون أفعالك فأصبحت منبوذًا؟ إذًا هيا للمخلِّص الذي جاء خصّيصًا من أجلك. سيقبلك إن جئته تائبًا مؤمنًا بعمله الكامل من أجلك. سيغيّرك من شخص لا يفعل إلا الشر إلى شخص جديد يفعل مرضاته. بل وسيستخدمك لمجد اسمه. عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:24 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
المشير هي مهنة خاصة جدًا كان يمتهنها الحكماء. ودور المشير، كما يظهر من اسمه، هو تقديم المشورة في المواقف الخاصة. والمشير في المعتاد كان من المقرَّبين للملك (1أخبار27: 32-34). وكان البعض يستأجر المشيرين (عزرا 4: 5). وقد أكَّد سليمان الحكيم على أهمية المشورة عدة مرات في سفر الأمثال (11: 14؛ 12: 20؛ 15: 22؛ 24: 6). لذلك كان قضاءٌ من الرب أن يقطع المشيرين من الشعب (إشعياء3: 1-5) ومن مشاهير المشيرين كان أخيتوفل، والذي كان بالأصل مشيرًا لداود الملك الممسوح من الله (2أخبار27: 33). ومع أنه كان حاذقًا في مشورته، إلا أنه جرَّ على نفسه الوبال عندما خان سيده. فالذي حدث أنه انحاز إلى أبشالوم (ابن داود) عندما تمرَّد على أبيه، بل كان أخيتوفل قائد هذا التمرد الحقيقي. غير أن الربّ استجاب طِلبة داود «حمِّق يا رب مشورة أخيتوفل» (2صموئيل15: 31)، فمع أنه حَبَكَ خطة حربية قوية للقضاء على داود، إلا أن الربّ استخدم كلام مشير آخر، هو حوشاي الأركي، ليقنع أبشالوم بألا يتبع مشورة أخيتوفل. ولما رأى أخيتوفل أن مشورته لم يؤخذ بها؛ مضى وانتحر، ونال مصيرَ آخرٍ خان سيده بعد ذلك (اقرأ القصة في 1صموئيل15-17). لكننا أيضًا نعرف واحدًا آخر كانت هذه هي مهنته في العهد الجديد، هو يوسف الرامي، لم نسمع مشورته لمَلك أو لمجمع السنهدريم؛ لكننا نعلم أنه عمل عملاً عظيمًا لتكريم جسد الربّ يسوع بعد موته على الصليب، فطلب الجسد ليدفنه في قبر جديد لم يستعمله أحد؛ فخلَّد الوحي عمله العظيم هذا أكثر من مهنته المرموقة (اقرأ القصة في مرقس15؛ لوقا 23؛ يوحنا 19). وهناك مشورة حسنة، كتلك التي أشارها الشعب على يهوشافاط يوم رنّموا للرب وحمَّدوه (2أخبار20). أو كمشورة الشيوخ الحكماء على رحبعام يوم تولى الملك (1ملوك12: 6-7)؛ لكنه بكل أسف رفض تلك المشورة الحكيمة. وللأسف فهناك أيضًا المشورة المُهلكة كتلك التي قبلها رحبعام (1ملوك12: 8-11). أو كتلك المشورة الحمقاء التي سار وراءها ملك آخر إذ عمل عجلين من الذهب ليسجد لهم الشعب فنال لقب رديء للغاية «يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ» (1ملوك12: 28-29؛ 14: 16؛ اقرأ أيضًا 2أخبار 22: 1-9؛ 25: 14-24؛ دانيآل 6: 6-9). ودعني أسألك صديقي: مِمَن تستقي مشورتك؟! احذر فمشورة صالحة سترفعك إلى أعلى، ومشورة ردّية ستكلّفك الكثير، بل أكثر مما تتصور. لذا تعالَ أعرِّفك على ذاك الذي قيل عنه «ويدعى اسمه... مشيرًا» (إشعياء 9: 6)، إنه الوحيد الذي يعطي المشورة ولا يحتاج لمُشير (إشعياء40: 14؛ رومية11: 34)، والذي قال بالنبوة عن نفسه «لي المشورة والرأي. أنا الفهم. لي القدرة» (أمثال8: 14). هيا اتخذه صديقًا ومشيرًا لك في كل مواقف حياتك، فتفلح. عصام خليل |
||||
07 - 07 - 2012, 03:26 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الرقيب كان عمل الرقيب أن يراقب اقتراب أي خطر من المدينة فيحذِّر قياداتها وشعبها مبكِّرًا ليتمكنوا، في وقت مناسب، من صد هجوم الأعداء. ومع أننا لا نقرأ كثيرًا عن الرقيب في قصص العهد القديم (2صموئيل 18؛ 2ملوك 9)؛ إلا أننا، من وصف مهمة الرقيب في حزقيال 33، ندرك أهمية عمله. كان عليه أن يقف على سور المدينة، غالبًا في برج خاص مبني عليه، متطلِّعًا بيقظة إلى الطرق المؤدية إلى المدينة، «فإذا رأى السيف مُقبِلاً» أي إذا لاحظ اقتراب أعداء أو خطر فعليه أن ينفخ في البوق ويحذِّر الشعب. وتنص مهام الرقيب على أنه «إن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ في البوق ولم يتحذّر الشعب؛ فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أُخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه». فما أكبر مسؤولية الرقيب! أما إن أسمع الرقيب صوت البوق عند الخطر فلا يُعَدُّ مقصِّرًا في كل الأحوال. وقد شرح الرب لحزقيال المعنى الروحي من هذا «وأنت يا ابن آدم فقد جعلتك رقيبًا... فتسمع الكلام من فمي وتحذّرهم من قبلي. إذا قلتُ (أي قال الرب) للشرير: “يا شرير موتًا تموت”، فإن لم تتكلم لتحذّر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه، أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن حذّرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ولم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه؛ أما أنت فقد خلصت نفسك» (انظر أيضًا حزقيال3: 17-21). صديقي.. إن لم تكن قد تعرّفت بالمسيح مخلِّصًا شخصيًا لك؛ فدعني أعمل كالرقيب وأحذِّرك من الدينونة القادمة عليك إن لم ترجع عن طريق الشر الذي تسير فيه، إلى المسيح ليخلّصك. وأرجوك ألا تكون كمن قال عنهم الرب «أقمت عليكم رقباء قائلين: اصغوا لصوت البوق. فقالوا لا نصغى» فنهايتهم كانت رهيبة (إرميا6: 17-19). أما إن كنت قد نلت خلاصًا من المسيح، فاعلم أن عليك أن تكون رقيبًا أنت أيضًا. هيا اذهب حذِّر قريبك وصديقك وزميلك الذين لم يحتموا بعد في دم المسيح. وإلا فتذكر أننا سنعطي حسابًا عن كل تقصير. عصام خليل |
||||
|