|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي بعض العقبات التي تحول دون فعالية الصلاة؟ الجواب: من أكثر العقبات التي تحول دون فعالية الصلاة وضوحاً هو الخطايا الغير معترف بها أو عدم استقامة قلب المصلي. ولأن الله قدوس، فيصبح هناك عائقاً بيننا وبينه عندما نأتي إليه بقلب غير تائب. "إنما خطاياكم أضحت تفصل بينكم وبين إلهكم، وآثامكم حجبت وجهه عنكم، فلم يسمع" (أشعياء 2:59). ويتفق داوود مع هذا الفكر حيث أنه أختبر البعد عن الله عندما حاول تخبئة الخطيئة في قلبه "إن تعهدت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مزمور 18:66). ويشير الكتاب المقدس لنواح متعددة من الخطيئة التي تعرقل فعالية الصلاة. أولاً، عندما نعيش بحسب الجسد، بدلاً من الروح، تتعرقل رغبتنا في الصلاة وقدرتنا على التواصل. وبالرغم من أننا نصبح خليقة جديدة عندما نولد ثانية، فإن الطبيعة الجديدة تسكن في الإنسان العتيق فإن "الخيمة" العتيقة فاسدة وخاطئة. لا يستطيع الجسد أن يتحكم في أفعالنا واتجاهاتنا "لأنه إن عشتم بحسب الجسد، فإنكم ستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد، فستحيون" (رومية 13:8)، ولكن إن سمحنا للروح القدس أن يقودنا في علاقة صحيحة مع الله. عندها فقط سيستمع الله ويستجيب لصلاتنا. إحدى الطرق التي يظهر فيها الجسد هي الأنانية وهي معرقل آخر لفعالية الصلاة. فعندما تكون صلاتنا ناتجة عن أنانية، فإننا نسأل الله عن ما نريده وليس ما هو يريد، فرغباتنا تعرقل صلاتنا. "نحن نثق بالله ثقة عظيمة تؤكد لنا أنه يسمع لنا الطلبات التي نرفعها إليه، إن كانت منسجمة مع إرادته" (يوحنا الأولى 14:5). فالصلاة حسب إرادة الله هي طلب إرادة الله. حتى وإن لم نعلم إرادته. والمسيح هو مثلنا الأعلى وقد سأل إرادة الله الآب: "يا أبي، إن شئت أبعد عني هذه الكأس. ولكن، لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك" (لوقا 42:22). والصلوات الأنانية دائماً ما تكون لإشباع رغباتنا الأنانية، ولا يمكننا توقع استجابة الله لتلك الصلوات. "وإذا طلبتم منه شيئاً، فإنكم لا تحصلون عليه: لأنكم تطلبون بدافع شرير، إذ تنوون أن تستهلكوا ما تنالونه لإشباع شهواتكم فقط" (يعقوب 3:4). والحياة بحسب رغباتنا الجسدية الأنانية تعرقل فعالية صلاتنا لأنها تتسبب في تحجير القلوب ضد الله. فإن لم نشعر باحتياج الآخرين، فيمكننا توقع عدم شعور الله باحتياجاتنا. ولكن عندما نتجه لله بالصلاة، يجب أن يكون اهتمامنا الأول هو مشيئة الله، والثاني هو احتياجات الآخرين. وهذا ينبع من استيعاب فكرة أننا يجب أن نحسب الآخرين أفضل منا وأن نهتم باهتماماتنا أكثر من أنفسنا (فيليبي 3:2-4). وعائق آخر هام جداً لفعالية الصلاة هو عدم المغفرة للآخرين. فعندما نرفض المغفرة للآخرين، تبدأ المرارة والحنق في الازدهار في قلوبنا حتى تخنق صلواتنا. فكيف يمكننا أن نتوقع أن يباركنا الله – نحن الخطاة الغير مستحقين – إن جعلنا المرارة والحنق في قلوبنا ورفضنا الغفران للآخرين؟ وهذا المبدأ موضح بشكل جميل في المثل الموجود في متى 23:18-35. والمبدأ الموجود في هذه القصة يوضح أن الله يغفر لنا دين عظيم (خطيئتنا) وهو يتوقع منا أن نغفر للآخرين كما هو غفر لنا. فرفضنا للغفران يعرقل صلواتنا. وعائق آخر للصلاة هو عدم الإيمان والشك. وهذا لا يعني أنه عندما نأتي لله باقتناع أنه سيستجيب بأنه مرغم لأن يستجيب. فالصلاة بدون شك، هي الصلاة مع استيعاب شخص الله وطبيعته ودوافعه. "فمن المستحيل إرضاء الله بدون إيمان. إذ من يتقرب إلي الله، لا بد أن يؤمن بأنه موجود، وبأنه يكافيء الذين يسعون إليه" (عبرانين 6:11). فعندما نأتي لله بالصلاة، ولكننا نشك في شخصه وهدفه ووعوده فنحن نهين الله. فثقتنا يجب أن تكون في معرفتنا أنه سيمنحنا ما نطلبه حسب مشيئته وهدفه لحياتنا مع استيعابنا أن مشيئته هي أفضل سيناريو لحياتنا. "وإنما، عليه أن يطلب ذلك بإيمان، دون أي تردد أو شك. فإن المتردد كموجة البحر تتلاعب بها الرياح فتقذفها وتردها! فلا يتوهم المتردد أنه ينال شيئاً من الرب" (يعقوب 6:1-7). وأخيراً، الخلافات في المنازل هو عائق واضح للصلاة. ويذكر بطرس هذا العائق بالذات. "وأنتم أيها الأزواج، إذ تساكنون زوجاتكم عالمين بأنهن أضعف منكم، أكرموهن باعتبارهن شريكات لكم في وراثة نعمة الحياة، لكي لا يعوق صلواتكم شيء" (بطرس الأولى 7:3). فعندما يكون هناك خلاف عائلي حيث لا يمثل رب العائلة سلوك مسيحي فهذا بالطبع يعرقل تواصله وشركته مع الله. وبالمثل ينبغي على النساء أن يسلكن بحسب مباديء الكتاب المقدس حتى لا تعرقل صلواتهن (افسس 5). ولحسن الحظ، يمكننا التعامل مع كل الصعوبات والمعرقلات للصلاة إن أتينا لله بالصلاة والتوبة. يوحنا الأولى 9:1 يؤكد لنا أن "إن اعترفنا لله بخطايانا، فهو جدير بالثقة وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم". فعندما نفعل ذلك، نتمتع بتواصل منفتح وواضح مع الله، ونجد أننا نتمتع باستماع الله والاستجابة لطلباتنا ويملأ الفرح قلوبنا. |
|