اتبعوا القداسة
«اتبعوا .. القداسة التي بدونها لن يرى أحدٌ الرب»
( عبرانيين 12: 14 )
بحسب عبرانيين 12: 14 يتطلَّب طريق القداسة الإصرار والتعمُّد. ويُساعدنا البحث في ترجمات مختلفة على فَهم هذا الإعلان: «اتبعوا ... القداسة»: ”باذلين كل جهد .. لتكونوا قديسين“ (niv)، ”جاهدوا .. للقداسة“ (esv)، ”اسعُوا وراء القداسة“ (nkjv). علينا أن نجعل حياة القداسة هي هدفنا المُستمر وطموحنا الواعي. وأن نكون وباستمرار وبشغَف ساعين وراء القداسة. علينا أن نعمل عليها، ونركز فيها، كما يفعل الرياضي الذي يسعى لربح ميدالية ذهبية أولمبية؛ يُركز على هدفه، يتمرَّن ويتألم ليصل إلى غرضه، يُضحي لأجله. ويضع جانبًا الأهداف الأخرى لأجل الهدف السامي.
ونلاحظ أنه حين يتعلَّق الأمر بمسؤوليتنا في أمر التقديس، يَصف الكتاب المقدس عملية مضاعفة تشمل: ”اطرحوا“ و”الْبَسُوا“ ( كو 3: 8 ، 12). فكأولاد لله يُجاهدون للقداسة، يجب أن ”نطرح“ طريقة عيشنا القديمة الفاسدة والخاطئة، وكل شيء يُمكنه أن يُساعـد على نموها. وعلينا أن ”نَلبس“ – بإرادتنا – الحياة المقدسة التي لنا من خلال المسيح. ويظهر هذان الوجهان لعُملة القداسة دائمًا في نفس المقطَع: «أمَّا الشهوات الشبابية فاهرُب منها، واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يَدعون الرَّب من قلبٍ نقي» ( 2تي 2: 21 ). وأيضًا «لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم» ( يع 1: 21 ).
ويُستخدَم تعبير آخر بدلاً من ”اطرحوا“ وهو ”أَمِيتُوا“ ( كو 3: 5 )، ويأتي من كلمة لاتينية معناها ”اقتلوا“ أو ”ضعوا للموت“. وهي بمعنى روحي تتعلَّق بكيفية تعاملنا مع الخطية، وتُشير إلى أنه يُوجد صراع؛ معركة تتعلَّق بكيفية تعاملنا مع الخطية، وأن هناك تصرُّفًـا حاسمًا وحازمًا مطلوبًا. وتتكلَّم عن وضع الفأس على أصل ميولنا ورغباتنا الخاطئة. وتتضمَّن عدم التعايش مع أي شيء في حياتنا يتعارض مع قداسة الله. يعلم كل بستاني أيّ تحدٍ مستمر يُمثله التعامل مع الحشائش الضارة، والاستمرار في جمعها من التربة. يجب أن ”تُمات“ هذه الحشائش؛ توضع للموت، وتُنتَزع من الجذور. فلا يُمكن للقداسة والخطية أن ينميان معًا في حياتنا. أحدهما يجب أن يموت. إذا سمحنا لحشائش الخطية أن تنمو بدون رقابة في قلوبنا وأذهاننا وتصرفاتنا، ستختنق حياة المسيح القدوسة.