أمثلة فى حياة التأمل
+ داود النبى : هو أول من أعطى للتأمل قيمة كبري فى مزاميره ، فتأمل فى كلام الله ووصاياه..فى المزمور (119) ويصف اتساعها وجمالها وحلاوتها وانها تنير عينيه وانها فرحه قلبه ، وهذيذه بالليل والنهار ، حتى صارت سراجاً لرجله ونوراً لسبيله ويشهد للشباب انها قوام طرقهم وللأطفال انها تفهمهم ..الخ . كما تأمل فى مزاميره فى الطبيعة والمخلوقات ولم يترك شاردة او واردة الا وذكرها مستحسناً صنعها قائلاً" بكل أعمالك بصنائع يديك أتأمل.." (مز143: 5) فتحدث عن السماء والارض وما تحت الارض ، والجبال والوديان والتلال والبحار والينابيع والحقول والاشجار والثمار..، وتغنى بالشمس والقمر والنجوم والكواكب ..، وتحدث عن الحيوانات والطيور..، وتحدث عن الشعوب والامم وكل خليقة الله ، وهتف بها جميعاً واحدة فواحدة لتسبح معه وتبارك الخالق وترنم لله العلى. وهتف بها كلها لتسبح لله وتمجده.. " كل نسمة فلتسبح الرب هللويا." (مز150: 6)
+ القديس أغسطينوس ( 354- 430 م)
بعد ان تغيرت حياته وتاب على يد القديس امبروسيوس ، وصار اسقفاً على هيبو بشمال افريقيا ، واعتزل الى حياة الصلاة والتأمل والكتابة . وقد أكتشف حياة التأمل واهميتها.. فأخرج اغسطينوس لنا درراً من كنوز تأملاته . حتى فى كتاب اعترافاته وجهه الى الله متأملاً. وقد مزج تأملاته فى صلاته ، فكانت صلوات قويه وتأملات رائعة ، وهذه جزء من تأملاته :
" الهى.. ليتنى أعرفك يا من أنت تعرفنى
أكشف لى عن ذاتك يا مُعزى نفسى .!
أسرع يا بهجة نفسى ، لأتأمل فيك يا سرور قلبى
الهمنى حبك ، فأنت هو حياتى .!
أشرق علىّ ففيك يكمن فرحى الحقيقى
فيك راحتى ، فيك حياتى ، فيك كمال مجدى ليتنى أجدك يا شهوة قلبى ليتنى اقتنيك يا حبيبى.! إلهي ..
تسهر علىّ وكأنك نسيت الخليقة كلها ..
تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي موضوع حبك.!