|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية تنبع من إرادة الإنسان باختياره الخاص والحرية والتجديد من عند ابي الأنوار _______________________________ الله القدوس بكونه محبة، خلق حبيبه الإنسان بشكل منفرد مُميز عن باقي الخليقة كلها، خلقه على مثاله كشبهه بلا فساد ولا تشوبه شائبة ما، خلقه في حالة من البراءة بإرادة حره [وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقهُ [[فأن الله خلق الإنسان خالداً وصنعه على صورة ذاته (الحكمة 2: 23)]] ...ورأى الله كل ما عملهُ فإذا هو حسنٌ جداً] (تكوين 1: 26و 27و 31)، [لأنه إنما خلق الجميع للبقاء، فمواليد العالم إنما كونت معافاة وليس فيها سم مُهلك ولا ولاية للجحيم على الأرض] (الحكمة 1: 14)، ومن هنا نفهم كلمة (فاستراح الله)، لأن الله راحته في خليقته التي جبلها على غير فساد وزينها بكل الزينة اللازمة التي تجعلها تنسجم وتتوافق مع صلاحه الخاص: + الرب خلـــــق البشـــــر من التــــــــــــــــــــــراب، + وهبهم قوة من قوته، وصنعهم على حسب صورته، + منحهم لسانـــــاً وعينين وأُذُنين، وعقــــــــــلاً يُفكر. + ملأهم معرفـــــة وحكمــــــة، وأراهم الخير والشرّ. + ألقى عينيه في قلوبهم، ليُريهم عظائـــــــــم أعماله، + وليحمدوا اسمه القدوس، ويخبـــروا بعظائم أفعاله، + جعل المعرفة في متناولهم، ومنحهم شريعة الحياة، + أقام عهداً أبدياً معهم، وأظهر لهم فرائضــــــــــــه، + فرأت عيونهم جلال مجده، وسمعت أذانهم صوته المجيد. + حذرهم من عمل الشــــــــــرّ، وأوصى كل واحد بقريبه. سيراخ 17: 1و 3و 6 – 14 الترجمة السبعينية ولذلك مكتوب: لا تسعوا وراء الموت بما ترتكبون من أخطاء في حياتكم، ولا تجلبوا على أنفسكم الهلاك بأعمال أيديكم. فالله لم يصنع الموت، لأن هلاك الأحياء لا يسره. (لأنه) خلق كل شيء للبقاء وجعله (أي جميع المواليد) في هذا العالم سليماً خالياً من السم القاتل (معافاة صحيحة)، فلا تكون الأرض مملكة للموت، لأن التقوى لا تموت؛ خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه على صورته الخالدة، ولكن بسبب حسد إبليس دخل الموت إلى العالم فلا يذوقه إلاَّ الذين (من حزبه) ينتمون إليه (الحكمة 1: 12 – 15؛ الحكمة 2: 23و 24 الترجمة السبعينية ). فالإنسان حُرّ وله سلطان كامل على إرادته طالما لم يسلمها لآخر، فلو فرضنا أن هُناك إنسان (شاب أو مُراهق) يحيا في مدينة على مشارف غابة وقد حذر المسئولين عن المدينة أن لا يسير أحد في طريق الغابة لأنه غير آمن وقد ضاع فيه الكثيرون وهلكوا، ولكنه بحماقة اندفاع الشباب الذي ثار فضوله، أراد أن يستطلع هذا الطريق حباً في استكشافه، ورغم الوصية والتحذير والتنبيه المُشدد من كل من حوله، لكنه لم يسمع أو يصغي ولم يكترث بكلامهم، لكنه مضى ليلاً (هرباً من أن يراه أحد فيمنعه) في طريقه عاقداً العزم على أن يسير فيه بكل إصرار وعِناد، وأثناء سيره قفز عليه اللصوص وضربوه ومزقوا ملابسة وأهانوه واخذوا كل ما كان معه، واستعبدوه فربطوه بسلاسل وجعلوه يخدمهم بعد أن سُلبت منه إرادته، فبدأ يكل ويتعب تحت نير الاستعباد القاسي، ومن ثمَّ بدأ يلوم الآخرين لأنهم لم يمنعوه ويصدوه بالقوة، مع أنه هو وحده المسئول عن الضرر الذي لحق به بسبب عناده وإصرار عزيمته ومخالفة كل ما سمعه ليحقق الفضول الذي تملك على مشاعره حتى صار رغبة مُحله عنده وكانت هذه هي النتيجة المتوقعة. وهكذا أيضاً كل واحد فينا حينما يسقط ويقع تحت مَذَلَّة (disgrace) الخطية المرعبة، فأنه يبدأ في ملامة الله والآخرين غير معترفاً بمسئوليته الشخصية عن خطأةُ الذي ارتكبه بحريته وإرادته وحده بكل إصرار وعِناد قلبه، لذلك مكتوب: + لكن الأشرار جلبوا على أنفسهم الموت بأعمالهم وأقوالهم، حَسبوا الموت حليفاً لهم وعاهدوه فصاروا إلى الفناء، فكان هو النصيب الذي يستحقون. (حكمة 2: 16) + فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر (خداع الخطية وظهورها ببريق مزيف). فأخذت من ثمارها وأكلت وأعطت رَجُلها أيضاً معها فأكل. (تكوين 3: 1 – 7) فهكذا الخطية خدَّاعة، مُغرية وشهية للنظر جداً، تفقد الإنسان اتزانه، وتجعله كالأحمق المجنون الفاقد لعقله، مثل من يمد يده للوحش الكاسر ليُصادقه، فينقض عليه ويأكل ذراعه ومن ثمَّ يقتله، أو مثل من دخل في طريقاً مظلماً كُتب على مدخله تحذير [[طريق وعر شديد الخطورة مملوء من وحوش البرية يؤدي للموت]]، ولكنه اشتهى أن يجوز فيه ساخراً ممن كتب هذا التحذير، مدَّعياً أنه لا يهاب شيء أو يخافه، لذلك مكتوب: + الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى (الأغبياء) يعبرون فيعاقبون. (أمثال 22: 3) + عقل الأحمق كوعـــــاء مثقوب، لا يضبط شيئــــــــــــــاً من العلم. المُتأدب يسمع حكمـــة فيمدحهـــــا، ويزيد عليها ممـــــا عنــــــده. أما الغبي فيسمعها ويهزأ بها، وسرعان ما يطرحها وراء ظهــره. (سيراخ 21: 14 – 15 الترجمة السبعينية) لذلك الإنسان الذي يركض وراء شهوات قلبه بإصرار وملازمه، يُسمى عند الآباء المتمرسين في حياة التقوى ولهم باع طويل في خدمة النفوس: إنسان فقد عقله، وبحسب تعبير القديس أثناسيوس: + مثل إنسان مجنون مسك سيفاً وطعن به نفسه (تجسد الكلمة) يقول القديس مقاريوس الكبير: + كل الجواهر الروحانية، أي الملائكة والنفوس البشرية والشياطين، كل هؤلاء قد خلقهم الخالق في حالة براءة والبساطة التامة (قبل السقوط)، أما كون البعض منهم قد تحولوا إلى الشرّ، فهذا ناتج من حرية إرادتهم. فباختيارهم حادوا عن طريق التفكير السليم (عظة 16) ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: + قد يقول قائل: ماذا يُمكن أن تكون الخطية؟ هل حيوان، أم ملاك، أم شيطان؟ ما هو الفاعل أو الدافع؟ ليس هو عدو يا إنسان يحاربك من الخارج، إنها جرثومة تنبت فيك. (عظات القديس كيرلس الأورشليمي للموعوظين) إذاً الخطية هي جرثومة القصد السيء، تنبع من شهوة قلب الإنسان، وتتم بخضوع إرادته لها، لأن بدون الإرادة لا تتم الخطية: ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتاً. (يعقوب 1: 15) ومن هنا يختطف الإنسان لنفسه قضيه تُسمى [قضية الموت] فيطرح عنه ناموس الله ليسقط بإرادته بعدما فقد رجاحة عقله بسبب جنون الشهوة التي عملت في قلبه فحركته ليموت بإرادته عن الله قاطعاً صلته به، لأن الله بكونه نور يستحيل تحتمله ظلمه، لذلك يهرب الإنسان الذي فعل الخطية من محضره تلقائياً، ويستحيل أن يعود إليه أن لم يحدث تغيير جذري في أعماق قلبه من الداخل بفعل فوقاني سري يأتي من عند أبي الأنوار، وبحسب مُسمى الإنجيل (خليقة جديدة)، ولكنها ليست مجرد خليقة جديدة عادية بل هي (في المسيح يسوع): إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً. (2كورنثوس 5: 17) |
19 - 04 - 2017, 03:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التوبة ربيع النفس
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ونعيش برفقة ضحكاتهم من ربيع إلي ربيع |
التوبة أيضًا لها ثمن، وثمنها هو جهاد النفس ضد الخطية |
التوبة مع الاتضاع يجدِّدا النفس |
التوبة ربيع الإنسان وتجديده المستمر |
التوبة ربيع الإنسان وتجديده المستمر |