![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس قسطنطين الملك البار ![]() القديس قسطنطين الكبير هو أول إمبراطور مسيحي صار بنعمة الله، وكما دعته الكنيسة "رسول الرب بين الملوك". الأبوان والمكان والزمان كان ابن جنرال روماني لامع اسمه قسطانس كلور وأمه القديسة هيلانة. ولد حوالي العام 280م. موطئ رأسه غير محدد بوضوح. ثمة من يقول في طرسوس أو نائيسوس، بقرب الدردانيل، أو أثينا أو يورك في بلاد الإنكليز أو سواها هنالك. ويبدو انه ترعرع في ساحات المعارك واخذ عن أبيه لا فن الحرب وحسب، بل كذلك، أن يسوس بحكمة الخاضعين له وأن يرأف بالمسيحيين. مما يُنقل عن أبيه انه لما كان قيماً على بلاد الإنكليز وبلاد الغال(فرنسا) جاءته توجيهات أن يبطش بالمسيحيين. أما هو فلم يحكم على إنسان واحد بالإعدام لانه مسيحي، ورغم انه هو نفسه لم يكن مسيحياً. والحكام الخاضعون له الذين تعرضوا لبعض المسيحيين من ذاتهم ما لبث أن أوقفهم عدد حدهم. وإذا كان عدد من ضباطه وخدامه من المسيحيين خيّرهم بين أن يضحّوا للأوثان وأن يخسروا وظائفهم وحظوتهم عنده. فآثر بعضهم مصلحته على إيمانه وضحى. هؤلاء من تلك اللحظة، احتقرهم واعفاهم من خدمته لانه قال إن الذين يؤثرون مصالحهم ويخونون إلههم لا يمكنهم أن يحفظوا الأمانة له. على هذا أبقى لديه الذين تمسكوا بإيمانهم ومسيحهم. هؤلاء، دون سواهم، أمّنهم على نفسه وعلى حكمه. كذلك جاء سفراء من عند الإمبراطور ذيوكلسيانوس يتهمونه بأن خزانة الدولة لدية فارغة ولا يبالي بما يختص بالمال العام. فاستمهلهم لبعض الوقت ثم بث بين أصدقائه والشعب خبر حاجته لاستعارة مبالغ من المال يرده لهم بعد أيام. للحال امتلأ بيته ذهباً وفضة وجواهر جزيلة القيمة. فلما أرسل في طلب السفراء تعجبوا فسألهم أن يشهدوا لما عاينوا وان محبة الشعب وغناه للأمير خير خزينة. كذلك ورد أن قسطانس، والد قسطنطين كان كثير العطف على فقراء المسيحيين. وثمة من يقول انه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة آمن بإله واحد. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذا عن أبيه، أما عن أمه هيلانة فالأقوال عن نشأتها عديدة لعل أبرزها أنها الابنة الوحيدة ل"كول" الملك الإنجليزي الذي إليه يُعزى بناء أسوار مدينة كولشستر وتجميلها. منه، كما قيل، استعارت هذه المدينة أسمها. وهي الزوجة الأولى لقسطانس كلور وقسطنطين هو ابنها البكر. ويبدو من أفسافيوس القيصري صاحب "تاريخ الكنيسة"، أنها لم تصر مسيحية إلا بعد أن حقق قسطنطين، ابنها النصرة العجائبية على أعدائه. ويبدو انه سلكت في الكمال المسيحي بجد كبير، لا سيما في التقوى وعمل الإحسان. وروفيينوس المؤرخ يقول عن إيمانها وغيرتها المقدسة أنهما لا مثيل لهما. كذلك أكد القديس غريغوريوس الكبير، في القرن السادس الميلادي، أنها أشعلت النار عينها التي اشتعلت فيها، وذلك في قلوب الروم. كانت تتناسى قدرها كإمبراطورة فتبادر إلى مؤازرة الكنائس وتسلك بين الناس بلباس عادي متواضع. صارت أماً للمحتاجين والمضنوكين. بنت الكنائس وأغنتها بالزينة والآنية الثمينة. في كنف هذين الأبوين الفاضلين إذا نشأ قسطنطين فكان على مزايا كريمة ونبل في المسرى ورحابة في التعاطي مع الآخرين وإنصاف في العدل وعطف على المحتاجين، مستعداً لان يعفوا عن المتحاملين عليه بعد أن يكسر شوكتهم إلا إذا تمادوا. هذه المزايا بالإضافة إلى الرأفة بالمسيحيين اتسم بها قبل أن يعرف المسيح، فلما عرفه اخذ منه وازداد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في الحجز قضى قسطنطين سحابة من عمره في نيقوميذية، العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية، أسيراً. سبب ذلك أن الأمبراطور ذيوكلسيانوس عيّن أباه قسطانس كلور قيصراً، في الغرب، على بريطانيا وبلاد الغال وإسبانيا. ولكي يضمن بقاءه أمنياً له، أحتفظ بابنه قسطنطين- ربما كما جرت العادة في ذلك الزمان- لديه أسيراً مكرماً في نيقوميذية، ولكن تحت الرقابة. فتوّة قسطنطين، إذاً أمضاها في وسط وثني في قصر ذيوكلسيانوس ثم غاليريوس من بعده. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بعض مزاياه: قالوا عنه إنه كان مهيباً، صنديداً في المعارك. أخلاقه القويمة وجودته حببا به كل الذين عرفوه. وقد سما على سيرة المؤامرات والخسّة المعتادة في قصور الملوك. لكن مزاياه الطيبة حركت المحاسد، لا سيما غاليريوس قيصر الذي خشي جانبه وود لو يتمكن من التخلص منه بطريقة "بطولية" نظيفة. لذا كثيراً ما كان يُقحمه في معارك خطرة. لكن بتدبير الله، كان كل مرة يخرج منتصراً ويسمو رفعة في عيون الناس. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() زمن الصراعات: أخيراً تمكن قسطنطين من الإفلات من تقييد غاليريوس له، وتحول إلى الغرب، على جناح السرعة. كان أبوه مشرفاً على الموت. لكنه أسند إليه كرسي الحكم في الغرب، فأعلنه العسكر امبراطوراً في 25 تموز سنة 306م. إثر ذلك توفي والده في يورك فدخل قسطنطين في صراع مع الطامعين، من الأباطرة والقياصرة، في حكم الشرق والغرب معاً. أهم هذه الصراعات مواجهته لمكسنتيوس الذي اخذ عن أبيه مكسيميانوس في رومية، وكان ظالماً ماجناً. أهل رومية استجاروا بقسطنطين الذي كانت عاصمته، يومذاك، آرل الفرنسية فتسلق جبال الألب واجتاح بيسر، مدن إيطاليا من الشمال، وتابع سيره إلى أن وصل إلى ضواحي رومية حيث حشد مكسنتيوس قوات تفوق قسطنطين عدداً وعدة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وقيل إن قسطنطين صعد إلى مكان عال وعاين أعداءه وعرف تفوقهم فارتبك. فإذا بصليب هائل يظهر في السماء عند الظهيرة، قوامه نجوم وحوله استبانت الكلمات التالية باللغة اليونانية: "بهذه العلامة تغلب". ثم في الليلة التالية ظهر له الرب يسوع بنفسه وأوصاه بإعداد صليب ماثل للصليب الذي عاينه في الرؤيا وأن يرفعه بمثابة راية على راس جيشه. إذ ذاك تلألأت علامة الغلبة من جديد في السماء. فآمن قسطنطين من كل قلبه أن يسوع المسيح هو الإله الأوحد، خالق السماء والأرض، الذي يعطي النصرة للملوك ويرشد الكل إلى النهاية التي سبق فرآها من قبل كون العالم. وهكذا ما أن طلع النهار حتى شرع قسطنطين في إعداد صليب كبير من الفضة وأعطى الأمر أن يُضع على رأس العسكر عوض النسور الملكية. وكعلامة للنصرة على الموت ونصباً للخلود. مذ ذاك أخذ قسطنطين يتعلم المسيحية وينكب باجتهاد على قراءة الكتب المقدسة. فلما دارت رُحى المعركة المصيرية عند جسر ملفيوس، المعروف اليوم ب"Ponte Mole" على بعد ميلين من رومية، في 28 تشرين الأول سنة 312م، حقق قسطنطين بنعمة الله وقوة الصليب، نصراً كاسحاً وغرق مكسنتيوس وضباطه في نهر التير. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دخل قسطنطين رومية دخولاً مظفراً فحيته الجموع بمثابة محرر ومنقذ ومحسن. وقد رفع راية الصليب فوق النُصب الرئيسية في المدينة، كما أقيم تمثال للإمبراطور حاملاً في ي\ه الصليب بدل الرمح، علامة نصرة وشعار سلطان اقتبله من المسيح. وعند قاعدة التمثال جُعلت هذه الكتابة: "بهذه العلامة الخلاصية التي هي علامة الشجاعة الحق، أنقذت مدينتكم من نير الطاغي وأعدت للمشيخة وشعب رومية مجده السالف. هذا وقد ردّ قسطنطين للمسيحيين كل الممتلكات التي سبق لمكسنتيوس أن صادرها منهم، كما أرجع المنفيين وحرر الأسرى. وأوعز بالبحث عن رفات الشهداء الذين سقطوا أثناء الاضطهاد الكبير. المسيحيون، بعد هذه النصرة، وبعد تشنيع واضطهاد طال أمدهما بات بإمكانهم أن يخرجوا من الظل ويتمتعوا بحماية الحاكم. بعد ذلك بأشهر التقى قسطنطين الإمبراطور ليسينيوس، إمبراطور المشرق، في ميلانو(313م) فوقّع الاثنان مرسوماً وضع حداً لاضطهاد المسيحيين وأجاز لهم ممارسة إيمانهم بحرية في كل أرجاء الإمبراطورية. مما جاء في ذلك المرسوم: "إذ أدركنا منذ زمن بعيد، أن الحرية الدينية يجب أن لا يُحرم منها أحد، بل يجب أن يُترك لحكم كل فرد ورغبته أن يتمم واجباته الدينية وفق اختياره، أصدرنا الأوامر بان كل إنسان من المسيحيين وغيرهم، يجب أن يحتفظ بعقيدته وديانته.. لذلك قررنا بقصد سليم مستقيم، أن لا يُحرم أحد من الحرية لاختيار واتباع ديانة المسيحيين، وأن تعطى الحرية لكل واحد لاعتناق الديانة التي يراها ملائمة لنفسه، لكي يُظهر لنا الله في كل شيء لطفه المعهود وعنايته المعتادة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وعلاوة على ذلك نأمر من جهة أماكن المسيحيين الذين اعتادوا الاجتماع فيها سابقاً ... إذا ظهر أن أحداً اشتراها إما من خزانتنا أو من أي شخص أخر وجب ردّها لهؤلاء المسيحيين من دون إبطاء ولا تردد، ومن دون مطالبتهم بتعويض. وإن كان أحد قد قبل تلك الأماكن كهبة وجب ردّها لهم بأسرع ما يمكن... ولكي يعرف الجميع تفاصيل أوامرنا الرحيمة هذه نرجو أن تنشروا رسالتنا في كل مكان وتعلنوها للجميع..." القديس قسطنطين من ناحيته، لم يكتف بإطلاق حرية العبادة للمسيحيين، بل أخذ في ترويج المسيحية. منح الكنيسة مساعدات نقدية لبناء كنائس جديدة وتزيين أضرحة الشهداء. كما أعاد للمعترفين ما سبقت مصادرته منهم. وممتلكات الشهداء الذين لا وريث لهم أعطاها للكنيسة. كذلك رد للأساقفة اعتبارهم وكان يستقبلهم إلى مائدته ويساند المجامع المحلية لاحلال السلام والاتفاق. ولكن، فيما، أخذ نور الحق يلمع على هذا النحو، في الغرب كانت ظلمات الوثنية والتعسف تشتد على الكنيسة في الشرق. مكسيميوس دايا كان من أشرس الذين اضطهدوا المسيحيين. وفي إطار التنازع على السلطة قام على ليسينيوس فقهره هذا الأخير وأعلن نفسه سيد الإمبراطورية في الشرق بلا منازع. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ليسينيوس، الذي سبق له أن ابرم اتفاقاً مع القديس قسطنطين، ما لبث أن انقلب عليه. فاستعر في كنفه اضطهاد المسيحيين من جديد. ما رمى إليه هو التخلص من قسطنطين ليكون هو الإمبراطور الأوحد لكل الإمبراطورية. المسيحيون حلفاء قسطنطين والمحظيون لديه، إذن يجب خنقهم. لهذا فرض ليسينيوس على الأساقفة، في الشرق القيود وأغلق الكنائس ونفى المسيحيين الذين طالتهم يده وصادر ممتلكاتهم وعاقب بوحشية كل الذين تجاسروا فمدوا يد العون للموقوفين. كما فرض على الموظفين الكبار أن يقدموا الذبائح للأوثان. فساد الظلم والعنف في كل مجالات الإدارة. لما بلغ قسطنطين تغير الأحوال في الشرق وما يلاقيه المسيحيون من إجراءات تعسفية، قام فجمع جيشاً قوياً تحت راية الصليب الأقدس واتجه صوب الشرق فدحر ليسينيوس في ادرينوبوليس أولا ثم في خريسوبوليس بصورة نهائية. كان ذلك في 18 أيلول سنة 324م.
![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سلام الشرق والغرب: على هذا النحو ارتفع الكابوس عن كاهل الكنيسة في الشرق أيضاً كما سبق له أن ارتفع عن المسيحيين في الغرب. وفي مرسوم أصدره قسطنطين وأذاعه في كل الإمبراطورية أعلن أن الله وحده يجب اعتباره صاحب انتصاراته وأنه هو اختارته العناية الإلهية ليكون في خدمة الصلاح والحق. وقد جعل على المقاطعات حكاماً جدداً حرّم عليهم تقديم الأضحية الوثنية وارسل إلى كل الأصقاع الخاضعة لسلطانه ما يفيد طعنه بالوثنية وتحريضه على الهداية إلى المسيح. حث اتباعه جميعاً على حذوه ولكن دون أن يرغم أحدا على ذلك. ![]() |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الملك البار قسطنطين الكبير |
الملك البار قسطنطين الكبير| تصميم |
الملك البار قسطنطين الكبير|تصميم |
الملك البار قسطنطين الكبير|تصميم |
القديس قسطنطين الملك البار |