القديسة الشهيدة دمنة النيقوميذية
28 كانون الأول شرقي (10 كانون الثاني غربي)
إحدى الذين قضوا في الهجمة عينها على مسيحي نيقوميذية. كانت كاهنة هيكل الآلهة الاثني عشر في حرم القصر الأميري في المدينة. وقع في يدها بتدبير الله، مرة، كتاب أعمال الرسل ورسائل الرسول بولس فأحدثت قراءتها في نفسها انقلاباً. استنحت أول فرصة وذهبت إلى الأسقف كيرللس، سلف القديس أنثيموس، وسألته العماد هي وإنديس الخصي. فتم لها ما رغبت فيه. على الأثر عمدت إلى توزيع مقتنياتها حسنات على المحتاجين. كما اعتاد المسيحيون الأوائل أن يفعلوا، ثم لازمت وإنديس الصلاة والنظر في الكتب المقدسة ليل نهار غير مبالين بطعام أو شراب أو ملبس. فلما انتهى خبرهما إلى أمير نيقوميذية أرسل جنوده فاقتحموا المنزل الذي كانا فيه فلم يجدا غير حصيرتين رثتين وصليب وكتاب أعمال الرسل ومبخرة وسراج وصندوق صغير للذخيرة. قبضوا عليهما وألقوهما في سجن مظلم. لكنهما نجحا في أخذ الذخيرة معهما وكذلك الكتاب المقدس.
لم يمض وقت طويل على القديسة دمنة حتى تمكنت من الخروج من السجن بعدما ادعت الجنون. وقد خشي الأمير عليها أن تموت، وهي كاهنة مشهورة للأوثان. بماذا يجيب الإمبراطور وكيف يتقي غضبه عليه؟ فخطر بباله أن يستعين بالمسيحيين الذين سمع عن أسقفهم أن أشفية تجري بيده. لذا سلم الأمير القديسة دمنة إلى أنثيموس فقبلها بفرح وجعلها في بيت للعذارى مكرس لله. فلما وصل الإمبراطور مكسيميانوس إلى نيقوميذية استعلم عن كاهنة هيكل أرتاميس وأثينا فقيل له أنها في بيت للمسيحيين فأرسل في طلبها. ولكن، تمكنت دمنة من الهرب إلى الجبل بعدما تزيت بزي الرجال. فأمسك الجند إحدى العذارى واسمها ثيوفيليا وجرروها إلى مكان للدعارة لأنها كانت تتمتع بجمال أخاذ. غير أن كل الذين حاولوا الدنو منها ضربهم ملاك الرب بالموت. فعادت وانضمت إلى المؤمنين الذين كانوا يقيمون الصلاة الليلية في الكنيسة.
أما دمنة فإنها خرجت من مخبئها وسلمت نفسها لملاحقيها ذبيحة طوعية بعدما بلغها خبر استشهاد إنديس وبطرس وغورغونيوس. وقد جرى قطع رأسها وأحرق الجلادون بقاياها.