فضائح الآثار لعنة تصيب الفراعنة

[Mary Naeem]

فضائح الآثار لعنة تصيب الفراعنة

"مصر 7000 سنة حضارة".. تلك الجملة التي تأتي على لسان كل مصري فخرًا بالتراث الحضاري الذي تركه المصريين القدماء، ولكن بدلًا من الاهتمام بهذه الحضارة التي تعد الأساس في جذب السائحين إلى مصر، تتعامل الآثار مع ذلك الكنز بـ"استهتار وإهانة"، وظهرت أخر صورة لهذا الاستهتار، أمس، مع تمثال رميس الثاني.

"تمثال رمسيس الثاني"
عثرت البعثة المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة المطرية، على تمثال لرمسيس الثاني، وآخر لسيتي الأول، ويبلغ طول تمثال رمسيس الثاني ما بين 7 و8 أمتار، واتجهت وزارة الآثار لإخراج التمثال من تحت أنقاض منطقة المطرية، وأشرف على خروجه وزير الآثار، خالد العناني.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا أظهرت عملية انتشال تمثال رمسيس الثاني بـ"اللودر وأدوات الحفر الثقيلة"، وشن نشطاء التواصل الاجتماعي هجومًا حادًا على وزارة الآثار بسبب الطريقة التي تم انتشال التمثال بها، وعدم اتباع الأساليب العلمية والحديثة في استخراج الآثار، خاصة بعد استخراج التمثال مكسورًا.

وأوضح عمر الحضري، أمين عام النقابة المستقلة للآثار، أن استخراج تمثال رمسيس الثاني تم بعشوائية، ولا نستطيع أن نطلق عليها آلية حتى، فتلك الأدوات التي استخدمت خاصة بأعمال رفع خرسانة لا آثار، ورد محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، على ما نشر بشأن انتشال التمثال، قائلًا: "إنه لم يتم رفع التمثال، ولكن جزء من رأسه باستخدام الرافعة، نظرًا لثقل حجمه، أما عن باقي أجزاء التمثال فمازالت موجودة بالموقع وجار دراسة كيفية رفعها".

"معبد الكرنك"
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في يناير 2016، صور ومقاطع فيديو لأحد جدران معبد الكرنك، عقب ترميمه بمادة الأسمنت، ولترميم معبد الإله حورس بأدفو بـ"الأسمنت والجير"، ودشن مجموعة من الآثريين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب برفع دعوى للنائب العام لترميم الآثار بالأسمنت وما يترتب عليها من تهميش وضياع للحضارة الفرعونية.

ونفت وزارة الآثار ما نشر، وأكد محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن تماثيل حورس الموجودة على يمين ويسار البوابة الرئيسية للمعبد، والمشار إلى ترميمها الخاطئ لم يتم ترميمها من الأساس، حيث تم رفع هذه التماثيل أثناء تنفيذ مشروع تخفيض المياه الجوفية بمعبد إدفو في المرحلة الأولى، وإعادتهما إلى مكانهما الأصلي، لافتًا إلى أن المواد المستخدمة في ترميم معبد حورس مسموح بها، وأن الترميمات الموجودة واستكمال أجزاء من جدران المعبد بالأسمنت الأسود هي ترميمات قديمة.

"ذقن توت عنخ آمون"
كارثة آخرى وقعت في يناير 2015، حيث اكتشفت لجنة من وزارة الآثار وجود ميل في ذقن قناع الملك توت عنخ آمون ناتجه عن كسره وترميمه بشكل خاطئ، حيث تم كسر ذقن القناع الذهبي للفرعون ولصقها بـ"الصمغ"، واتضح من هذه الواقعة مدى الإهمال الذي تم التعامل به مع القناع الآثري.

وقال كريستيان إيكمان، رئيس فريق الخبراء الذي ضم مصريين وألمانيين لإعادة ترميم ذقن توت عنخ آمون، حينها، إن ترميم ذقن توت عنخ آمون بالصمغ أمر مؤسف، وتمت إحالة 8 مسئولين بوزارة الآثار والمتحف المصري للمحاكمة العاجلة بتهمة التورط في إتلاف القناع، والتسبب في انفصال الذقن عنه، والتستر على تلك الجريمة بمحاولة لصقها بـ"الصمغ" مما تسبب في تشوه القطعة الآثرية.


هذا الخبر منقول من : الدستور