آدم وحواء
إن أول رجل وأول امرأة عاشا على الأرض لم يولدا قط. في حين أن كل كائن بشري عاش على وجه البسيطة - خلا آدم وحواء - أتى عن طريق الولادة الجسدية. أما آدم وحواء فقد كان لهما ميزة خاصة بهما لأن الله خلقهما إنسانين كاملين مباشرة.
ففي اليوم السادس للخليقة أخذ الله قليلا من تراب الأرض وجبله وعمل منه إنسانا. ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار أول إنسان حي، ودعا الله هذا الإنسان آدم. وهكذا نرى أن الله خلق آدم مباشرة.
وإذ رأى الله أنه ليس حسنا أن يكون الإنسان وحده لذلك صمم أن يصنع له معينا نظيره. فأوقع سباتا على آدم فنام. وبينما هو نائم فتح الله جنبه واخذ إحدى أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الله الضلع الذي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم الذي سماها حواء.
وغرس الله جنة عدن ووضع فيها آدم وحواء وقال: "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تكوين 28:1). واحضر الله كل الحيوانات والطيور إلى آدم وليدعوها بأسماء. "فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية" (تكوين20:2).
وكان في جنة عدن حيث عاش آدم وحواء أشجار كثيرة جميلة. وأوصى الله آدم قائلا: "من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها" (تكوين 17،16:2). أمر الله آدم وحواء أن يسكنا الجنة ويأكلا ما يشاءا من جميع أشجارها. فقط ينبغي أن لا يأكلا من تلك الشجرة الوحيدة المنهي عنها لئلا يموتا.
أما الشيطان الذي هو مصدر كل خبث وكذب وإئم، فقد قال لحواء: "الله عالم أنه يوم تأكلان منها تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر” (تكوين 5:3). "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون... شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل" (تكوين 6:3). وهكذا أغواها الشيطان بالغش والخداع.
فلما ذاقا الشجرة انفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر ليسترا عورتيهما. وفى اللحظة التي بها أكلا من الشجرة عصيا أمر الله. وعصيانهما هذا كان خطيئة. ولأنهما ارتكبا هذا العصيان المباشر فإنهما أصبحا خاطئين. فناداهما الله قائلا: ما هذا الذي فعلتما؟ فقالت المرأة: الحية "الشيطان" غرتني فأكلت (تكوين 13:3). فلعن الله الحية وقال: "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 15:3 ).
وصنع الله لآدم وحواء أقمصة من جلد لستر عريهما. ذبح حيوان وأعطى جلده لآدم وحواء ليسترا به عريهما. فبسبب خطيئة آدم وحواء اقتضى ذبح حيوان برئ ليكتسيا بجلده. ولأنهما عصيا أمر الله طردهما من الجنة. فاضطر آدم إلى العمل بجد في حرث الأرض لتحصيل قوته.
فبمعصية إنسان واحد جعل الجميع خطاة. "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع" (رومية 12:5). نحن جميعنا أولاد آدم. وكآدم جميعنا عصينا أوامر الله وجميعنا عجزنا عن تأدية الأمور الحقة. "الجميع اخطأوا" (رومية 23:3). لذلك ينبغي أن نعرف تدبير الله لستر خطايانا.