ان الكتاب المقدس، الى جانب كونه كلمة الله الموحى بها هو كتاب يستخدم لغة بشرية. فالكتّاب الذين دونوه كانوا جميعهم بشر، و الامر المتعارف عليه هو " إن وقوع الإنسان في الخطأ هو أمر بديهي". لذلك يقودنا هذا التحليل الى أنه من المتوقّع أن نجد بعض الأخطاء في الكتاب المقدس. بإختصار أن حق الله الواضح و البسيط اصبح مشوشاً بسبب أكاذيب ابليس الذي هو "كذّاب أبو الكذّاب" (يو٨׃٤٤) .
ان تحليلاً بسيطاً لهكذا منطق يقودنا للوصول الى الغلط الكامن فيه. فلنأخذ لذلك بعض الافكار المتوازية والتي هي في الوقت عينه تحتوي على نقص ما :١- أن الرب يسوع المسيح هو إنسان. ٢- إن الإنسان يقع في الخطية. ٣- إذا الرب يسوع وقع في الخطية. إن كل دارس للكتاب المقدس يمكنه بسهولة أن يرى أن هذه الخلاصة هي خاطئة. فالرب يسوع كان " بِلاَ خَطِيَّةٍ" (عب٤׃١٥) . و " لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً (٢كو٥׃٢١) وبطرس يكتب عنه قائلا أنه " حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ "(١بط١׃١٩) ثم يقول يوحنا أيضا أنه " طاهر" و "بار" (١يو٣׃٣ و ٢׃١). لكن إذا كان الرب يسوع لم يعرف خطية في حياته فما العيب إذاً في المعادلة السابقة التي خلصت الى القول أن يسوع أخطأ؟ ما هو العيب في هذا المنطق؟
ان الغلطة التي يقع فيها كل من يحلل على هذا النمط هو إعتبار أن يسوع هو إنسان كباقي البشر الآخرين. فلا ريب في أن الإنسان العادي يخطئ. لكن الرب يسوع لم يكن مجرد إنساناً عادياً. لقد كان إنساناً كاملاً. والى جانب كون الرب يسوع إنساناً كاملاً كان أيضا الهاً كاملاً. وعلى هذا النمط يمكننا القول أن الكتاب المقدس ليس مجرد كتاب بشري بل هو أيضا كلمة الله الكاملة. أنه كالرب يسوع ذو طبيعة بشرية و ذو طبيعة الهية. وكما كان يسوع إنساناً لكنه لم يعرف خطية، هكذا أيضا الكتاب المقدس أنه ذو طبيعة بشرية لكنه معصوم عن الخطأ. إن كلمة الله الحية (المسيح) و كلمته المكتوبة (الكتاب المقدس) يتمتعان بطبيعة بشرية لكن لا تعرفان الخطأ، لأنهما يتحلّيان بطبيعة الهية. فإذا كان من الممكن للرب يسوع أن يخطئ يمكن عندها لكلمته المدونة أن تخطئ. لكن الله معصوم عن الخطأ.
