|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السلفيون والأزهر.. هل يتحول الصراع إلى تقارب؟ عقب ثورة يناير، لم ينقطع الهجوم السلفي على الأزهر الشريف، وعندما تصدر ما يسمى بـ"الإسلاميين" مشهد الحكم، اتجهت انظارهم للعمامة الكبرى، وشهدت تلك الفترة اتفاق سلفي إخواني، وصل في بعض الأحيان إلى تكفير الإمام الأكبر. لكن بعد ثورة 30 يونيو، سار السلفيون السير في اتجاه آخر، حيث هدأت نبرة التكفير، واتجه قيادات التيار السلفي إلى مدح شيوخ الأزهر. جذور الخلاف الصراع السلفي مع الأزهر لم يكن وليد اليوم أو أمس، فقد تولد الخلاف حتى من قبل ظهور المذهب الوهابي، وهو مذهب محمد عبد الوهاب، بالمملكة العربية السعودية، وتعريفه لجماعة أهل السنة، والذي أخرج منه المذهب الأشعري الذي ينتهجه الأزهر الشريف، إذ يرى السلفية أن المذهب الأشعري يخالف عقيدة المسلمين الصحيحة. وتكمن نقطة هذا الخلاف العقائدي بين السلفية والأشعرية في كون المذهب الأشعري ينبني على الأدلة العقلية والنقلية معا، فيما يمثل المذهب الوهابي العمل بالأدلة النقلية دون الأخذ بالعقلية، ولهذا يرى السلفيون أنفسهم أهل السنة واتباع الإمام أحمد بن حنبل رابع المذاهب الإسلامية المعروفة، وتجددوا على يد "ابن تيمية" والذي يعده السلفيون حجة الإسلام. وعلى هذا المنطق يطبق السلفيون على أنفسهم حديث الفرقة الناجية، وهو قول النبي (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي). صراع سياسي وبناء على هذا النهج يتحول خلاف السلفيين مع الأزهر من الخلاف العقائدي إلى الصراع السياسي، فبعد ثورة يناير يتحالف الإسلاميون مع بعضهم، ليشن التيار السلفي هجومه على الأزهر، منتقدين أفكاره الصوفية، وتوجهاته الأشعرية. وحتى تستقطب جماعة الإخوان الإرهابية التيار السلفي في صفهم لتبوء سدة الحكم، كان الأزهر الشريف جزءا من الاتفاق، على أن تكون عمامة الأزهر الشريف من نصيب التيار السلفي، ليبدء السلفيون حربهم مع الأزهر، والذي ما لبث أن تحول الصراع عقب ثورة يونية، إلى مجالس ود، خاصة بعدما تدخل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لدى وزارة الأوقاف لمنح بعض شيوخ السلفيين تصاريح خطابة بالمساجد. الخطاب السلفي الجديد عقب موقعة "جروزني" والتي خرج فيها الدكتور أحمد الطيب، في مؤتمر الشيشان، نهاية العام الماضي، ليعدد أهل السنة والجماعة، لم يذكر التيار السلفي من جملتهم، الأمر الذي أثار السلفيين، وهاجموا شيخ الأزهر، ووصفوا منهج التصوف الذي ينتهجه الأزهر بـ"زوار القبور"، وصعد شباب وقيادات التيارات السلفي، من هجومهم على المشيخة والمؤتمر، ونشر شباب السلفية منشورا، على مواقع التواصل الاجتماعى، قالوا فيه إن "أهل السنة موجودون من قبل أن يولد الأشعرى والماتريدى، وهم السلفية التابعون للسلف الصالح، وعدم الاعتراف بالسلفية كمذهب من المذاهب أمر مرفوض". ورعت دول الخليج العربي مؤتمرا كبيرا بدولة الكويت للرد على مؤتمر جروزني، وعلى بيان شيخ الأزهر الشريف، وأخرجوا اتباع المذهب الأشعري من تعريف أهل السنة والجماعة. ومع الخطاب الحديث للتيار السلفي، تحول هذا الخلاف العقائدي، والصراع السياسي، إلى تناغم وتوافق، وأصبح السلفيون يمدحون الأزهر وقياداته، ويفون شيخ الأزهر بالإمام المجدد، فهل تغاضى الطرفان عن الخلاف العقائدي وتكفير الآخر من أجل حفنة مصالح؟ التقارب من أجل المصالح الدكتور على بكر الباحث في شأن التيارات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات، قال لـ"دوت مصر" إن الصراع السلفي مع الأزهر موجود وقائم، حتى وإن كان السلفيون الآن يمتدحون الأزهر وقياداته، لأن الخلاف بين السلفيين والأزهر خلاف عقائدي، مشيرا إلى أن السلفيين يرون ماعداهم ومخالف لهم بدعة، وعلى هذا الأساس ينظرون إلى صوفية الأزهر على أنها بدعة، ولذلك هاجم السلفيون الطرق الصوفية، مبينا أن الخطاب الحالي للسلفين مع الأزهر هو ذاته مع مؤسسات الدولة، فهم يريدون التقارب مع الجميع، من جديد. الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء، قال لـ"دوت مصر" إن الخلاف السلفي مع الأزهر هو خلاف عقائدي، ولن يغير السلفيون عقيدتهم من أجل الأزهر، ولكن من أجل المصلحة، مشيرا إلى أن الأزهر يقف على خط واحد من الجميع، ولم يقصي أحدا، ولم يخرج أي فصيل أو تيار من أهل السنة والجماعة، لأن هذا ليس موكولا إليه. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن فكر السلفيين يسير على مبدأ إخفاء عدائهم تجاه المذاهب الإسلامية، فيما يعتبرون أنفسهم أصحاب المنهج الصحيح والعقيدة السليمة، ويعتبرون أى رؤية تخالفهم بدعة، متسائلا لماذا عاد السلفيون يمتدحون الأزهر الآن؟ هذا الخبر منقول من : دوت مصر |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تقارب سريع بين القاهرة وواشنطن لمحاربة الإرهاب |
تقارب مصري قطري تركي وشيك بعد عاصفة الحزم |
تقارب النهار |
تقارب عيد القيامة مع عيد مارمرقس |
شاهد بماذا هدد السلفيين مرسى اذا تقارب من ايران |