|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار أور (القرن 4م) 7 آب شرقي (20 آب غربي) عاش أنبا أور سنين طويلة في العزلة في عمق الصحراء المصرية. أسلم نفسه لنسك صارم. كان يقتات من الأعشاب البيرة يأكلها نيئة. لا يشرب الماء إلا متى وجده. اعتاد الصلاة ليلاً نهاراً لخلاص كل الناس. قال كأنه عن آخر إن ملاك الرب بقي يأتيه بغذاء سماوي ثلاث سنوات. لما تقدم في السن ظهر له ملاك في الحلم ودعاه لاستقبال الناس واعداً إياه بكل ما يحتاج إليه لمعيشته. أتاه العباد بالآلاف ليتعاطوا الرهباينة في عهدته. كلما أتاه طالب، أول أمره، كان يبني له، بيديه، قلاية من طين. فمتى وفر له ما يحتاج إليه ليسلك بلا تشتت فكر غادره. هذا كان سعيه. ذات مرة فيما كان يبني قلاية بمعية الأنبا ثيودوروس قال أحدهم للآخر: "لو أتانا الله زائراً الآن فماذا كنا نفعل؟" فلما قالا ذلك بكيا وتركا الطين وذهب كل إلى قلايته. عاش إلى سن التسعين. كانت له لحية بيضاء طويلة. طلعته كانت كطلعة ملاك مشع من حضرة الله فيه. اعتاد أن يقبل الزائرين ويغسل أقدامهم ثم يعلمهم العقائد القويمة. كانت له نعمة معرفة الكتاب المقدس ولم يتعلم القراءة. من ثم، كان يدعوهم إلى رفع الصلوات إلى الإله القدير. كان يسوس تلاميذه بحكمة فائقة حاضاً إياهم على جعل حياتهم صلاة متواترة وألا تدخل قلايتهم كلمة غريبة عن سعيهم المقدس. كان الإخوة، في الكنيسة، اقتداء بأبيهم الروحي، يتصرفون بتقوى فائقة وانتباه عميم كما لو كانوا في السماء، في حضرة الملائكة والمختارين، يتلألأون بالنور. قالوا عنه إنه لم يكذب البتة ولم يحلف ولم يلعن أحداً. كما لم يكن يتكلم دونما حاجة أو مبرر. من أقواله: "إذا رأيت فكراً ما ضد أحد، أعلم أن ذاك أيضاً عنده فكر مماثل ضدي". توسل الأب سيصوي إلى القديس أور قائلاً: "قل لي كلمة يا أبت". فقال له: "وهل تثق بي؟" قال: "نعم". قال له: "اذهب واعمل ما تراني أعمله أنا". فقال له: "وماذا أرى فيك يا أبت؟" فقال له الشيخ: "في الفكر، أجعل نفسي دون جميع الناس". وقال: "التواضع هو إكليل الراهب". وقال أيضاً: "إن مَن يُحترم ويُمتدح، أكثر مما هو عليه، يهلك كثيراً. أما الذي لا يمتدحه أحد فإنه يتمجد من فوق". وقال: "عندما يأتيك فكر التشامخ والكبرياء، افحص ضميرك إذا كنت قد حفظت كل الوصايا أو أحببت كل أعدائك. وهل تحزن لهلاكهم. وإذا كنت تعتبر نفسك عبداً بطالاً وخاطئاً أكثر من جميع الناس. ولا تظن أبداً أنك قد قمت بهذه كلها، عالماً أن هذا الفكر يلاشيها كلها". وقال أيضاً: "في كل تجربة لا تلم أحداً بل نفسك فقط، قائلاً: إن هذه أصابتني من جراء خطاياي". وقال: "لا تقل في قلبك بشأن أخيك: أنا أكثر نسكاً وانتباهاً منه، إنما أطع نعمة المسيح بروح الفقر والمحبة التي لا رياء فيها لئلا تقع في روح الزهو والافتخار فتخسر كل أتعابك". وقال أيضاً: "اهرب من الناس على عجل أو انخرط في العالم والناس، جاعلاً نفسك جاهلاً في أمور كثيرة". قيل تنيح حوالي العام 390م بعد زيارة الراهبة ميلاني لنتريا. كتب عنه بالاديوس |
|