أستير ..
مات والديها عندما كانت صغيرة جدًا، وتولى أمر تربيتها ابن عمها، فاخذها معه إلى مكان عمله وهو شوشن القصر، وفي ذات يوم أقام الملك أحشويروش حفلاً وأمر أن تأتي زوجته إليه، ليروا الحاضرين جمالها ، أما هي فرفضت فعاقبها الملك على عدم طاعتها، وأمر بان تُحرم الملكة من المثول لديه، وأمر أيضًا أن تُعطى مكانتها لآخرى .. فأُختيرت أستير أن تكون زوجة للملك بدلاً من الملكة وشتي..
كم كان هذا صعبًا عليها، كان هذا أشبه بالسبي فأنها ذهبت لمكان مختلف عنها تمامًا عن عاداتها وتقاليدها واعرافها وحتى عن دينها .. لأنها كانت يهودية!!
وحدث بعد أيام كثيرة أن جاء رجل شرير يُدعى هامان وبمشوراته الشريرة جعل الملك يُصدر أمر بإبادة اليهود في كل البلاد .. فعندما سمعت أستير هذا الخبر خافت جدًا، أما مُردخاي فقال لها " ومن يعلم أن كنت لوقت مثل هذا وصلتِ إلى الملك" ( أستير ٤ ) .. وبالفعل بسبب صومها وصلاتها وصلاة شعبها، أُبطلت مشورة هامان وكانت النجاة على يدها ..
نحن نعلم هذه القصة جيدًا لأننا قرأناها مرات عديدة في الكتاب المقدس، أما بالنسبة لأستير عندما كانت تعيش هذا الوقت العصيب لم تكن ترى أي نوع من الأمل وسط الظروف الصعبة بل والموت الأكيد الذي سيحدث لها ولشعبها .. لكنها قررت أن تثق في إلهها وكانت النجاه على يدها ..
ربما لا تعلم لماذا تمُر بهذه الظروف الصعبة أو متى ستنتهي - كما كان حال أستير - لكن ثق في الله، ارفع عينك إليه دائمًا فهو لن يترك طالبيه الصارخين إليه نهارًأ وليلا، إنه سينصفهم سريعًا ..