العذراء مريم والطفل يسوع فى مصر
اربع سنين قضتها العائله المقدسه فى مصر فى ظروف غير عاديه ، فى اضطهادات مره تسير فى وسط الصحراء فى اماكن وفى مواضع لا يعرفوها ، كيف يسيروا ؟ كم من تجارب كثيره مرت بهم ؟
عانت العذراء كثيراً ، لم يكن طريقها سهلاً ، من منزل الى منزل ، كلما ذهبوا الى منطقه
تتحطم الاوثان كما قال اشعياء النبى فيقوم كهنة الاوثان والشعب يضربوهم ويطردوهم من المكان ، فيذهبوا الى مكان اخر فيحدث ما حدث فى الاول وتتحطم الاوثان ويطردوا منها وبهذا انتقل المسيح والعذراء مريم فى كل ارض مصر ، كل هذا نتيجة الطرد من مكان الى اخر فكان هذا بركه لبلادنا ،
اتخذ المسيح شر هيرودس تبريراً لان يدخل بلادنا وان يباركها ، واتخذ شر الكهنه الوثنيين الذين كانوا يطردونهم من مكان الى مكان ويضربونهم تبريراً بأن ينتقل من محطه الى محطه فى كل ارض مصر
العذراء كانت تهان وتطرد وتُضرب والمسيح لا يدافع عنها ، ليس لانه معها يعفيها من الآلام!! .. لا .. لانه يريد ان يعطيها الاجر والاجر يعطى على قدر التعب ، فتركها لتساهم معه ، وتحمله على كتفيها وتسير به من مكان الى اخر ،
كانت تطرق الابواب تطلب ان تأكل من اجل الطفل ، ولكن الشيطان يسبقها الى هناك ويغلقوا الابواب فى وجهها ، ولا يوجد اى مصدر اخر للأكل هذا هو الذل الذى لاقته مريم . لو احد منا عاش هذا الذل لصرخ لماذا يارب كل ذلك ؟ انت تستطيع ان تنهى هذا كله ؟.. هل سمع احد كلمه قالتها مريم فى كل التاريخ لا فى الانجيل ولا غير الانجيل ، لم ينسب الى مريم فى كل هذه الظروف خطأ ، او انها شتمت شتيمه او تضايقت ؟ ابداً كانت صامته متحمله لانها جعلت نصيبها من نصيب الرب " الكأس الذى اشربها انا " شربتها مريم والصبغه التى اصطبغ بها ، مريم اصطبغت بها معه تصوروا شعور الانسان المطرود والمضطهد والمذل ، تصوروا شعور بنت فى سن 14 سنه كم عانت حتى وصلت الى جبل قسقام واقاموا فيه اطول فتره ممكنه وهى ستة شهور وعشرة ايام ، وهناك رأى يوسف حلماً ان الملاك جبرائيل يخبره ان يرجع الى ارض فلسطين لانه قد مات الذين كانوا يبتغون قتل الصبى ، ويرجع فى نفس الطريق مره اخرى ، الآم متواصله ، اوجاع ، اضطهادات ، مضايقات من كل نوع
اخيراً رجعت العائله المقدسه الى الارض المقدسه ،، وهناك فى الناصره عاشت عيشه متواضعه ، عيشة اسره فقيره ، يرعاهم عامل نجار عجوز هو يوسف ، ومع ذلك لم تطل حياته طويلاً فمات يوسف ، وكان على المسيح وهو شاب او صبى ان يواصل المسيره وان يعمل ايضاً نجاراً ، كان فى قدرته وبسلطانه ان لا يضطر الى هذه المهنه ، ولكنه لم يستخدم ابداً سلطان لاهوته وانما اراد ان يشاركنا وان يشارك افقر الفقراء اساليب الضيق والعوز والعمل من اجل لقمة العيش ، كأن المسيح لا يملك شيئاً !!
فكم كان الوضع بالنسبه للعذراء مريم ، انها عانت معه عانت معه كل الظروف القاسيه ، عانت معه الفقر ، لم تستفد شيئاً مادياً من وضعها كوالة الاله ، بل على العكس عانت الكثير من الظلم والاضطهاد والذل الذى عاناه المسيح لمقاومة الشيطان وكل جنوده ، عانت معه وتألمت معه ( جزنا فى الماء والنار )
اريد ان ترجع افكاركم للخلف وترى كم حدث للعذراء من متاعب فتتحملوا المتاعب ولا يظن احد انه مادام يُصلى ويصوم لا تقف العقبات امامه ، لان هذه المعاناه سيكون لها اجر ، وسيكون عنها جزاء لانه بقدر التعب يكون الجزاء
موسوعة الانبا غريغوريوس