“آية (أع 20: 28): اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. “
لا أريد!:
كان أبي يلح علىَّ دائماً أن أنتظم في إجتماعات الشباب الخاصة بالكنيسة التي بقرب بيتنا وكنت دائماً أرفض بسبب سوء معاملة الحاضرين ولكن كنت أعلم أن هناك سبب آخر لم أعلمه فكنت مرة أقول أن الكهنة متشددون ومرة أن معاملة الشباب في الإجتماع غير محببة لي ومرة أن لا أحد يكترث لوجودي وكلها أسباب حقيقية ولكن غير كافية وغير مُقنعة ،حتي ذهبت لإجتماعات كثيرة آخرى وهناك علمت لماذا لم أرد أن أحضر في كنيستنا، فكنيستنا تشبه العالم تماماً وفي بعض الأحيان يكون العالم أفضل بكثير رغم شره. لم يكن هناك “حق” في كنيستنا لأتشبث بها، لم يكن هناك ما يغير حياتي في كنيستنا، كان هذا هو السبب الذي لم أكن أعلمه ولما علمته خشيت أن أعلنه حتى فقد أبي الأمل وإنقطع عن إعادة السؤال.
عمود الحق وقاعدته؟
نعم نحن كشباب في وقت صراع عنيف بين ما كنا نعتقده وما نراه، بين ما نريده وما نحتاجه؟ كنا نظن أننا نسير في طريق سليم حين نوازن بين الله وبين العالم وشهواته فوجدنا أن الله تخلى عنَّا في أمور كثيرة ولكن الحقيقة أنه لم يفعل، نحن من إنجرفنا فالله والعالم لا يجتمعا.
صُدمنا بأننا مُطالبين بقرار الحياة مع الله الذي لم نعرفه في كنائسنا !!. كنا نعرف أن الكنيسة هي المكان الذي يساعدنا على الوصول إلى الله وأن الله هو قائمة الفرائض المميتة، فثبت أن الكنيسة هي المكان الذي فقد رسالته وإتبع أساليب العالم لجمع الحشود مرة أخرى دون أن يسأل نفسه لماذا تفرقت الحشود؟ الإجابة بسيطة لا يوجد “حق الله” أو بمعني أدق “حقيقة الله” في الكنائس.
تحتاج الكنيسة أن تتخلص من أساليب العالم وتترك الحشود تتفرق وتركع هي أمام الله تائبة عن فقدان رسالتها وتعجرفها وتطلب أن تمتليء بالحق وتعود لصفتها الأولى “عمود الحق و قاعدته” ومن هنا سينجذب كل العطشى دون دعوة.