الأرثوذكسيّة هي مدينتنا الباقية
الأرثوذكسيّة هي الكنيسة الحقّ للمسيح الحقّ، ليست كنيسة قوميّات فاسدة. نحن أرثوذكسيّون قبل أن نكون إنطاكيّون أو يونانيّون أو روس أو رومانيّون… إنّ ما يجمعنا ليس قوميّة جغرافيّة بل الحقيقة الأرثوذكسيّة، هي التي تجعلنا واحدًا، متّحدين برباط الإيمان الواحد مع كلّ أرثوذكسيّ في هذا العالم الحاضر؛ وهي الرباط الأبديّ الّذي يجمعنا بعد الموت مع بعضنا البعض ومع المسيح في العالم الآتي.
كثيرون يريدون وحدة إنطاكية، لكن يسعون لجمع إنطاكية في إثمها لا في توبتها. وهم بهذا يُحاربون الأرثوذكسيّة لأنّهم يمزجون الحقّ مع الضلال. إنطاكيّة مزّقتها الهرطقات والبدع المتعدّدة، أمّا الأرثوذكسيّة فهي الكنيسة الواحدة التي لا تنقسم ولا تتجزّأ. إنّ ثبات الأرثوذكسيّة في مؤمنيها وحده يحفظ إنطاكية من أن تتحوّل إلى بابل جديدة.
*******
إنّ العالم يحتاج إلى الأرثوذكسيّة احتياجه إلى الماء والهواء. إنّها الطريق المستقيم والمباشر إلى المسيح الحقيقيّ، لأنّ عقائد إيمانها لم تَصغها جامعات هذا العالم ولا علوم هذا الدهر، إنّما قوّة الروح القدس. آباء قدّيسون، امتلأوا من نعمة الروح القدس فتقدّسوا وحدّدوا العقائد وكلّ حياة الكنيسة الليتورجيّة. كلّ ما في الأرثوذكسيّة أتى من حركة النعمة الإلهيّة المباشرة في الكنيسة، كلّ شيء فيها أتى من جهاد آبائها في حفظ الإيمان بالمسيح الحقيقيّ، من دموع توبتهم وأسهارهم في الصلوات الطويلة والأصوام والسجدات الكثيرة. هذه العقيدة المستقيمة، هذا الإيمان الأرثوذكسيّ، هو الّذي يحفظ النعمة الإلهيّة في هذا العالم البائس، لئلاّ يموت هذا العالم في خطيئته ويفنى بإثمه.
نحن لسنا شيئاً آخرَ سوى أرثوذكسيّون.