سلوكيات مسيحية...ومحبة روحية...وعطايا سماوية
للقمص روفائيل سامي
طامية-فيوم
+سلوكيات مسيحية:
لكني أقول لكم أيها السامعون أحبوا اعداءكم احسنوا إلي مبغضيكم.باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.من ضربك علي خدك فاعرض له الآخر أيضا ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضا.وكل من سألك فاعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه.وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضا بهم هكذا(لو6:27-31) جاء السيد المسيح إلي عالمنا ليرتقي بالسلوك البشري ويرتفع به إلي أعلي قامة روحية تصل به إلي المملكة السماوية عن طريق الصلاة من أجل الآخرين حتي يتحول السلوك المشين بسلوك حسن فتتبدل البغضة والكراهية والعداء ويحل الحب والإخلاص والتفاني والعطاء وتكون الحكمة هي طريق كل إنسان يسعي لخلاص نفسه والآخرين فالتغيير للسلوك الأفضل هو إيمان وعمل كما فعل وكتب القديس بولس قائلاواظبوا علي الصلاة ساهرين فيها بالشكر.مصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضا ليفتح الرب لنا بابا للكلام لنتكلم بسر المسيح الذي من أجله أنا موثق أيضا.كي اظهره كما يجب أن اتكلم.اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت.ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد(كو4:2-6) فحب الأعداء والاحسان إلي كل من يبغضنا والصلاة من أجل المسيئين إلينا وحياة العطاء كلها سلوكيات مسيحية جاء بها السيد المسيح معلما وكارزا لينقل البشرية من حياة الغابة والوحشية إلي حياة الملائكة والقديسين وتغرس ثمار المحبة الغافرة والعطاء بلا مصلحة في قلوب البشر وهناك في اليوم الآخر يجني كل من سلك بالحسني ثمار إيمانه وسلوكه الأمين فهكذا قال الحكيم الحماقة فرح لناقص الفهم أما ذو الفهم فيقوم سلوكه(أم15:21).
+ومحبة روحية:-
وأن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم فأن الخطاة أيضا يحبون الذين يحبونهم وإذا احسنتم إلي الذين يحسنون إليكم فأي فضل لكم فأن الخطاة أيضا يفعلون هكذا.وأن اقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضل لكم فأن الخطاة أيضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل.بل احبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضوا وأنتم لاترجون شيئا فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي فأنه منعم علي غير الشاكرين والأشرار(لو6:32-35) ما اعظمه دستور سماوي عجيب في فقراته التي تشمل كل أطياف الحياة المجتمعية وكيف تكون العلاقة بين الجميع بعيدة عن المصالح الشخصية والأرضية وبعيدة عن الجنس والوطن واللون أنما تنسب للمؤمنين العاملين بحسب مشيئة الله بصرف النظر عن انتمائهم الأرضي فالمحبة الروحية مبنية علي الأسس الروحية السماوية التي تسمو في عظمتها عن فكرنا الأرضي فهكذا أحب السيد المسيح أعدائه وغفر لهم وتعلم منه القديس استفانوس الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه.وأما هو فشخص إلي السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله فقال ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله فصاحوا بصوت عظيم وسدوا اذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة.واخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول فكانوا يرجوم استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي ثم جثا علي ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يارب لاتقم لهم هذه الخطية وإذ قال هذا رقد(أع7:54-60) فالمحبة الروحية تصعد بفكر الإنسان إلي السماء فيترك الإساءة الموجهة إليه ويكسب السماء.
+وعطايا سماوية:-
فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم.ولا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا علي أحد فلا يقضي عليكم اغفروا يغفر لكم.اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم(لو6:36-38).أعطانا الرب في العهد الجديد عطايا سماوية كثيرة منها الرحمة والغفران وفي المقابل يريد منا أن نتسابق في العطاء وعمل الرحمة والخير وأن نغفر لكل من يسيئ إلينا لنحصل علي مميزات وعطايا أكثر هناك عندما نرجع إلي الوطن الأصلي في السماء فهذه هي نعمة البصرة الروحية تلك التي تجعلنا لاننظر إلي ماهو أرضي بل نسعي نحو السماويات التي لا تزول ولا تنقضي كما يقول الكتاب ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية(1يو5:20) نعم أنه يعطي بسخاء ولا يعير وعطاياه لها شأنها وكرامتها فنراه يجاهر علانية في وسط الشعب قائلافأن كنتم وأنتم اشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه(لو11:13) وما أجمل تلك الكلمات التي عبر عنها الرائي قائلاوأراني نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلور خارجا من عرش الله والخروف.في وسط سوقها وعلي النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة وتعطي كل شهر ثمرها وورق الشجرة لشفاء الأمم.ولا تكون لعنة مافي بعد وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.وهم سينظرون وجهه واسمه علي جباهم.ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلي سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم وعم سيملكون إلي أبد الآبدين(رؤ22:1-5) فنعم سلوك المحبة المبنية علي الإيمان الذي يجعلنا نحظي بعطايا السماء وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع
حملان...وحرمان...وفرح.