قبل ولادة يوحنا كان في زمن والديه ملك أسمه هيرودس على أرض اليهودية تم تعينه من قبل مجلس الشيوخ الروماني في سنة 40 قبل الميلاد وقبل وفاته سنة 4 قبل الميلاد ولدأ يسوع وتوفى بعدها بسنتين . في زمن هيرودس كان كاهن أسمه زكريا من فرقة أبيا الفرقة الثامنة من الاربع والعشرين الفرق الكهنوتية ، زوجته كان أسمها اليصايات ، الزوجان كان من محبي الله ويطبقون شرائع وأحكام الله ووصاياه ( لوقا 1 / 6 ) وكانا كبيرين في السن ولم يكن لديهم أولاد بسبب أن اليصابات كانت عاقرا كما هو الحال في أمهات أسحق ( تكوين 11 / 30 ) و شمشون ( قضاة 13 / 2 - 3 ) وصموئيل ( صموئيل الاول 1 / 5 ) ، كان العقر في نظر الامة اليهودية عاراً واحتمال عقاباً من الله . كان نظام خدمة الهيكل هو القى القرعة بين الكهنة بسبب كثرة عددهم فلما جرت القرعة وقعت على زكريا الكاهن ( لوقا / 1 - 9 ) ليدخل مقدس الرب ويحرق البخور أمامه ، هذه الرتبة كانت تعمل كل يوم صباحاً ومساءً ولمدة أسبوع ، أما خارج الهيكل وامامه كانت جماعة الشعب تصلي سوية في وقت حرق البخور ( لوقا 1 10 ) . وقت وجود زكريا أمام مقدس الرب فجاةً يظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين المذبح ، هذه المكان كان مخصص فقط للملائكة ( قال الرب لسيدي ، إجلس عن يميني حتى أجعل أعدائك موطئا لقدميك ) ( مزمور 110 / 1 ) ( وكان الكروبون واقفين عن يمين البيت ، حين دخل الرجل ، والغمام مالى الفناء الداخلي ) ( حزقيال 10 / 3 ) . زكريا أرتعب وخاف وقت مشاهدته الملاك وتصور أن يومه قد وصل ( لوقا 1 / 12 ) لكن في الحال الملاك قال لزكريا : لا تخف لان الله سمع دعائك وصلاتك وأن اليصابات سوف تحمل وتلد طفلاً تسميه يوحنا . الاضطرابات كانت تذكر في العهد القديم عند ظهور الملائكة وأمثالة على ذلك ( فعلم جدعون أنه ملاك الرب . فقال جدعون : آه أيها السيد الرب ، أني رايت ملاك الرب وجهاً لوجه ) ( قضاة 6 / 22 ) ( فآرتاع الاثنان وسقطا على وجهيهما مرتعدين ) ( طوبيا 12 / 16 ) . الملاك أخبر زكريا من أن الطفل يكون عظيماً أمام الرب كما وقف أيليا أمام الرب مثل الخادم ( ملوك الاول 17 / 1 ) تفرحون به ويفرح أكثرية الناس به ومع كل هذا لا يشرب خمراً ولا مسكراً ويمتلى من الروح القدس وهو في بطن أمه ( لوقا 1 / 14 - 15 ) ، يهدي كثير من بني أسرائيل الى الرب ويعودوا اليه عن طريق دعوتهم الى التوبة كما فعل جده لاوي ووصفها في سفر ملاخي 2 / 6 كان في فمه تعليم حق ، ولم يوجد إثم في شفتيه . سار معي بالسلامة والاستقامة ، ورد كثيرين عن الاثم . يوحنا معنى الأسم الرب يرحم وهو العلامة الاولى لمجيء المسيح وقد نذر للرب كما نذر شمشون وهو في بطن أمه ( قضاة 13 / 4 و 7 و 14 ) وهذا دليل على عمل الله لاعمال النذورات ( عدد 6 / 3 - 4 ) . يوجد كثير من رجال العهد القديم كرسوا حياتهم لخدمة الرب وقبل ولادتهم وهم في بطون أمهاتهم أمثال شمشون وإرميا وعبد الرب ( قضاة 13 / 5 * قضاة 16 / 17 * أرميا 1 / 5 * أشعياء 49 / 1 و 5 ) كل هؤلاء الله أختارهم لكي يوصلو رسالته الى العالم أجمع كما جاء في رسالة ( غلاطية 1 / 15 ) . يوحنا تكون روحه بروح أيليا النبي كما أكدها النبي ملاخي قالاً لنا ( هاءنذا أرسل اليكم النبي قبل أن ياتي يوم الرب العظيم الرهيب ، فيرد قلوب ألآباء إلى البنين وقلوب البنين الى آبائهم ، لئلا آتي وأضرب الأرض بالتحريم ( ملاخي 3 / 23 - 24 ) . في نظر اليهود أن أيليا لحد الان لم يعود وهم في انتظاره لكن المسيح فسر وشرح للامة اليهودية أن النبي أيليا عاد في شخص يوحنا المعمدان كما هو مذكور في ( متى 11 / 14 * 17 / 10 - 13 * مرقس 9 / 11 - 13 . أيليا الذي رفعه الله الى السماء عاد ثانية بشخص يوحنا أبن زكريا . في سفر الملوك الثاني 2 يقول لنا كاتب السفر ( وفيما كانا سائرين ، وهما يتحادثان ، إذا مركبة نارية وخيل نارية قد فصلت بينهما . وصعد أيليا في العاصة نحو السماء ، واليشاع ناظر وهو يصرخ : يا أبي ، يا أبي ، يا مركبة أسرائيل وفرسانه . ثم لم يعد يراه . فامسك ثيابه وشقها شطرين . ورفع رداء أيليا الذي كان قد سقط عنه ورجع فوقف على شاطىء الأردن ) . زكريا لم يؤمن شك بكلام الملاك عكس أبراهيم الذي آمن ( تكوين 15 / 8 ) وطلب آية من أنه يبقى أخرس الى حين ولادة يوحنا ( لوقا 1 / 20 ) زكريا لم يتمكن من التكلم عند خروجه من الهيكل الله عاقب زكريا بسبب عدم أيمانه ولكن في المقابل علامة لكي يؤمن بكلام الله والملاك . جبرائيل الملاك هو واحد من الملائكة يسمح لهم الدخول الى مجد الله ( أنا رافائيل ، أحد الملائكة السبعة الواقفين في حضرة مجد الرب ) طوبيا 12 / 15 ) . الناس في الخارج كانوا ينتظرون خروج زكريا ولكن أبطائه في داخل الهيكل وخروجه اليهم يكلموهم بالاشارة عرفوا ساعتها أن زكريا رأى رؤيا في المقدس . الصلاة في الهيكل كانت قصيرة غير مطوله بسبب عدم أقلاق الشعب الواقف أمام باب الهيكل . الخدمة أنتهت من الهيكل والاثنان عادا الى بيتهم فحملت اليصابات بيوحنا وبقت في البيت خمسة أشهر لم يعلم أحداً بهذا الحدث حتى مريم العذراء لم تكن تعرف عن حمل اليصابات ألا عن طريق الوحي ( لوقا 1 / 36 ) . اليصابات كان في داخلها الفرح الالهي والنفسي والروحي بسبب أن الله أزال عنها العقر والعار من بين الناس ، وكثير منا هكذا يفرحون بولادة طفل أو طفلة بعد مدة سنين من الزواج قد تكون خمس سنوات فما فوق . الله بالرغم زكريا و اليصابات كبيرين في السن لكن له القدرة على عمل كل شيء . يوحنا نزل عليه الروح وهو في بطن أمه وآمتلات أمه من الروح القدس فور سلام مريم العذراء لها لما زارتها في بيتها أرتكض الجنين في بطن اليصابات وتحرك وفرح وأمنت في الحال من أن كلام الرب سوف يتم في وقته