|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«فَإِنْ كَانَ بِالنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِالأَعْمَالِ وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ النِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً.» (رومية 6:11) عندما يتأسّس المؤمن باكراً في بداية إيمانه في عقيدة النعمة، ينقذ نفسه من الكثير من المشاكل لاحقاً في حياته. إنه لأمر أساسي أن يفهم المؤمن أن الخلاص عطية مجانية من نعمة الله التي تُعطى ليس فقط لمن لا يستحقّها بل في الواقع لمن يستحق العكس. ليس من شيء يمكن للإنسان أن يعمله أو يصيّره لكي يحصل على الحياة الأبدية. يُعطى لأولئك الذين يتخلّون عن الفكرة القائلة بالأحقّية الشخصية لكن يتّكلون في قضيّتهم على استحقاق المخلّص وحده. عندما نرى الإيمان بالنعمة فقط، نحظى بالتأكيد الكامل. نعرف أننا مُخلّصون. لو أن الخلاص يعتمد ولو بأقل درجة ممكنة على أنفسنا وعلى تحصيلنا البائس فلن نكون بالمرة متأكّدين. لن نَعلم إن قُمنا بما فيه الكفاية من الأعمال الصالحة أو الأنواع الصحيحة. لكن عندما يُعتمد على عمل الرب يسوع المسيح، فلن يكون هناك أدنى شك. نفس الأمر صحيح بالنسبة للضمان الأبدي. لو كان أمننا الدائم يعتمد بشكل من الأشكال على مقدرتنا في الصمود، فربّما نخلُص اليوم ونهلك غداً. لكن ما دام أمننا يعتمد على مقدرة المخلّص ليحفظنا، نستطيع أن نعرف أننا آمنون إلى الأبد. إن الذين يحيون تحت النعمة لا يكونوا رهائن عاجزين للخطية. تسيطر الخطية على الذين تحت الناموس لأن الناموس يخبرهم ماذا ينبغي أن يفعلوا لكن لا يعطيهم قوة ليعملوا ما يقول لهم. تعطي النعمة الإنسان موقفاً كاملاً أمام الله، تُعلّمه أن يسلك باستحقاق في دعوته، تمكّنه ليعمل ذلك بقوة الروح القدس الساكن فيه، وتعطيه المكافأة لقيامه بالعمل. تصبح الخدمة تحت النعمة امتياز فرح وليس حملا ًشرعياً. يخدم المؤمن مدفوعاً بالمحبة وليس بالخوف. ذكرى ما تحمَّله المُخلص لِيَعِد الخلاص تُلهِم الخاطيء المُخلَّص أن يسكب حياته في خدمة مكّرسة. النعمة تُغني الحياة بدوافع الشكر والعبادة والتسبيح والكرامة. معرفة المخلصّ، كوننا خطاة بالطبيعة وبالممارسة، وكل ما عمله لأجلنا تجعل قلوبنا تفيض بالتكريم والمحبة له. لا شيء يضاهي نعمة الله. إنها الجوهرة في تاج ميِّزاته. أسِّس حياتك على حقيقة نعمة الله السائدة التي سوف تغّير كل الحياة. |
|